23-مارس-2023
getty

خشيةً من الطائرات المُسيّرة تسعى روسيا لتحديث أنظمة الدفاع الجوي في محيط موسكو (Getty)

زار الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي منطقة خيرسون جنوب أوكرانيا، اليوم الخميس، وذلك لأول مرة منذ استعادتها من القوات الروسية، وقال زيلينسكي عقب الزيارة: "لقد تحدثت مع السكان المحليين حول قضاياهم واحتياجاتهم الحالية، سنعيد كل شيء، وسنعيد بناء كل شيء. كما هو الحال مع كل مدينة وقرية عانت بسبب المحتلين".

جاءت زيارة زيلينسكي بعد أيام من زيارة بوتين لمدينة ماريوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا

وفي وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، زار الرئيس الأوكراني زيلينسكي خطوط المواجهة مع القوات الروسية في محيط باخموت شرق أوكرانيا.

جاءت زيارة زيلينسكي إلى منطقة باخموت، عقب هجوم طائرات مُسيّرة شبه جزيرة القرم التي تحتلها روسيا، بالإضافة إلى سقوط صاروخ روسي على مجمع سكني من تسعة طوابق في زابوريجيا، في الجنوب، مما أسفر عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة أكثر من 30.

وقال زيلينسكي، الذي زار باخموت علنًا آخر مرة في كانون أول/ ديسمبر الماضي، إنه وجنرالاته مصممون على الاحتفاظ بالمدينة في منطقة دونباس بأوكرانيا على الرغم من جهود روسيا لتطويقها، ويجادل بأن القتال الذي دام شهورًا يستنزف قوات موسكو ومواردها.

جاءت زيارة زيلينسكي بعد أيام من زيارة بوتين لمدينة ماريوبول الواقعة في جنوب أوكرانيا، والتي تحتلها الآن القوات الروسية.

getty

وفي سياق متصل، بدأ زعماء الاتحاد الأوروبي قمة تستمر يومين في بروكسل، اليوم الخميس، لمناقشة المساعدة العسكرية المقدمة لأوكرانيا والقدرة التنافسية لأوروبا في الاقتصاد العالمي. يأتي الاجتماع على خلفية المطالب العسكرية المتزايدة من كييف، ومن المتوقع أن ينضم الرئيس الأوكراني إلى اجتماع رؤساء دول الاتحاد الأوروبي. 

ومن المتوقع أن يمنح زعماء الاتحاد الأوروبي الموافقة النهائية على تعهد الكتلة بتزويد كييف بمليون قذيفة من الذخيرة خلال الأشهر الـ 12 المقبلة، بالإضافة إلى خطط لشراء قذائف مدفعية بشكل مشترك.

من جانبها، أكّدت قوات الانفصاليين الموالين لروسيا تطويقَها بالكامل لمدينة باخموت  الأوكرانية وذلك في وقت يزور فيه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي "اتجاه جبهة باخموت" التي تشهد منذ عدة أشهر معارك شرسة بين الجيش الأوكراني وعناصر مجموعة فاغنر الروسية. 

وتزامنت هذه التطورات الميدانية مع إعلان موسكو عن خطة لتحديث الدفاعات الجوية للعاصمة مع تصاعد خطر المُسيّرات الأوكرانية التي حاولت استهداف موسكو أكثر من مرة ونجحت في ضرب أهداف في القرم وبعض المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية، وفي ذات السياق وجّه المسؤولون الروس تحذيرات جديدة لواشنطن ولندن على صلة بتزويد أوكرانيا بذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب.

getty

التطورات الميدانية في باخموت

كشفت سلطات دونيتسك الموالية لروسيا عن تطويق مدينة باخموت بشكلٍ شبه كامل، وتم الكشف عن هذا الإعلان بالتزامن مع زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي للمواقع الأمامية لقوات الجيش الأوكراني في اتجاه جبهة باخموت.

وفي الأثناء، أعلنت كييف عن سقوط قتلى وجرحى في هجوم روسي، دون تحديد طبيعة الهجوم ومكانه وعدد القتلى الفعلي.

وفي الجانب الآخر، أعلنت السلطات الروسية في شبه جزيرة القرم، أمس الأربعاء، صد البحرية الروسية "هجومًا بطائرات دون طيار في ميناء سيفاستوبول". 

وفي هذا الصدد أفاد حاكم سيفاستوبول ميخائيل رازفوجاييف "أن أسطول البحر الأسود الروسي صد هجومًا بالطائرات المسيّرة على المدينة"، مردفًا القول: "حاولوا اختراق خليجنا، وأطلق بحارتنا النار عليهم من أسلحة خفيفة. والدفاع الجوي مفعّل أيضًا".

وبحسب موقع "ريبار" العسكري الروسي أسقطت الدفاعات الجوية  الروسية 3 مسيّرات أوكرانية فوق البحر قبل الوصول إلى هدفها  المتمثل في خليج سيفاستوبول في شبه جزيرة القرم".

وكانت موسكو  قد قامت على إثر الهجمات بالطائرات المُسيّرة "بإغلاق خليج سيفاستوبول أمام حركة الملاحة".

خطة تحديث أنظمة الدفاع الجوي

في الإبّان، وعلى صلة بهجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، أمس الأربعاء، "عن خطة لتحديث أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ في العاصمة موسكو"

وقال شويغو بهذه المناسبة أمام قادة الجيش "هذا العام سنكمل تحديث أنظمة الدفاع المضادة للصواريخ لمدينة موسكو"، مشيرًا إلى أن تطوير أسلحة الدفاع الجوي "من أولويات" الجيش.

وأردف شويغو أن الجيش الروسي سيشكل أيضًا "فرقة دفاع جوي ستدرب وتجهز بالجيل الجديد من أنظمة صواريخ S-350 جو-أرض". يذكر أنّ مُسيَّرة أوكرانية، حاولت شهر شباط/فبراير الماضي "قصف منشأة في منطقة موسكو".

getty

تحذيرات روسية لواشنطن ولندن

صدرت طيلة اليومين الماضيين من موسكو تحذيرات من أكثر من مسؤول روسي للولايات المتحدة وبريطانيا بشأن حصول أوكرانيا على ذخيرة تحتوي على يورانيوم منضّب من طرف لندن، وقرار واشنطن مواصلة تحليق مُسيّراتها فوق البحر الأسود.

فعلى مستوى تزويد بريطانيا لكييف بذخيرة تحتوي مادة اليورانيوم المنضَب حذر وزير الخارجية الروسي، أمس الأربعاء، من أن مثل هذه الخطوة إذا تمّت ستمثّل "تفاقما خطيرا" للنزاع.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، شدّد  قبل ذلك يوم الثلاثاء على أنّ بلاده ستضطرّ للرد "في حال حدوث مثل هذا التسليم".

أما بشأن قرار واشنطن مواصلة تحليق مُسيّراتها فوق البحر الأسود فاعتبر سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، أنّه إجراء "يدفع روسيا لاتخاذ إجراءات مواجهة"، محذرًا واشنطن من اختبار صبر موسكو، متعهّدًا "بضمان أمن روسيا بكل الوسائل المتاحة"، معتبرًا أن الولايات المتحدة "تُظهر كل يوم الرغبة في اتباع طريق التصعيد، وهذا أمر خطير للغاية"، حسب وصفه.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العميد بات رايدر أكّد أنّ القوات الأمريكية "تواصل عملياتها فوق البحر الأسود والتحليق في الأجواء الدولية بما يراعي القانون الدولي".

ذكرت تقارير رويترز أن الرئيس السابق المتشدد ميدفيديف أخبر وسائل الإعلام الروسية أن  ، التي لا تعترف بها دول من بينها روسيا والصين والولايات المتحدة ، كانت "عيبًا قانونيًا" لم تفعل شيئًا مهمًا أبدًا.

المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية العميد بات رايدر أكّد أنّ القوات الأمريكية "تواصل عملياتها فوق البحر الأسود والتحليق في الأجواء الدولية بما يراعي القانون الدولي"

وفي تعليقه على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة اعتقال بحق بوتين، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف، إن أي محاولة لاحتجاز بوتين ستكون إعلان حرب، وأضاف: "دعونا نتخيل -من الواضح أن هذا وضع لن يتحقق أبدًا- ولكن مع ذلك، دعونا نتخيل أنه تحقق: ذهب الرئيس الحالي للدولة النووية إلى دولة، على سبيل المثال ألمانيا، وتم اعتقاله"، متابعًا القول: "ما يكون ذلك؟ سيكون إعلان حرب على الاتحاد الروسي. في هذه الحالة، ستطير جميع صواريخنا إلى البوندستاغ وإلى مكتب المستشار".