22-نوفمبر-2022
gettyimages

رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة (Getty)

تحدّثت أوساط ليبية عن أزمة جديدة تواجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تتمثّل في إمكانية أن يتحالف المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب ضدّ الدبيبة وحكومته لإقصائه من المشهد السياسي قبل الانتخابات القادمة، خاصةً في ظل توتر العلاقة بين الدبيبة والمجلس الرئاسي الليبي بقيادة محمد المنفي.

تحدّثت أوساط ليبية عن أزمة جديدة تواجه حكومة الوحدة الوطنية برئاسة عبد الحميد الدبيبة، تتمثّل في إمكانية أن يتحالف المجلس الأعلى للدولة ومجلس النواب ضدّ الدبيبة وحكومته لإقصائه من المشهد السياسي

وكشفت زيارة وزير الخارجية اليوناني نيكوس ديندياس إلى ليبيا وما رافقها من أحداث عن تجليات تلك الأزمة التي تلوح في الأفق وتهدّد بتصاعد الخلاف بين الأجسام السياسية التنفيذية والتشريعية في ليبيا ممثلة في الحكومة والمجلس الأعلى للدولة والمجلس الرئاسي ومجلس النواب.

فبعد نزول طائرة وزير الخارجية اليوناني في مطار معيتيقة بطرابلس، رفض الوزير اليوناني نيكوس ديندياس النزول من الطائرة بعد علمه بأنّه سيتم استقباله من طرف وزيرة الخارجية في حكومة طرابلس نجلاء المنقوش، بدعوى أنها عضو في "حكومة منتهية الولاية"، ليحوّل وجهته من طرابلس إلى بنغازي حيث التقى كلاً من رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، واللواء المتقاعد خليفة حفتر.

ليبيون يتظاهرون أمام السفارة اليونانية في طرابلس رفضًا لتصرف وزير الخارجية اليوناني (Getty)

والدافع وراء تصرّف وزير الخارجية اليوناني، يتمثل في رفض اليونان مذكرة تفاهم وقّعتها حكومة الدبيبة مع تركيا مطلع تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بموجبها يتم السماح لتركيا بالاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في مناطق الحدود البحرية المرسّمة بين البلدين عام 2020، وتبرّر اليونان رفضها لمذكرة التفاهم بأنها موقعة من طرف حكومة "منتهية الولاية" في إشارة لحكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا برئاسة الدبيبة في طرابلس.

كشفت هذه الحادثة عن توتر في علاقة طرفي السلطة التنفيذية في ليبيا، وهما المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي وحكومة الوحدة الوطنية بقيادة الدبيبة الذي يواجه رفضًا من طرف مجلس النواب من جهة، والمجلس الأعلى وبالأخص رئيس المجلس خالد المشري.

فبينما استنكرت حكومة الدبيبة تصرف وزير الخارجية اليوناني ديندياس، واستدعت السفير اليوناني إيوانيس ستماتيكوس في طرابلس، أبدى المجلس الرئاسي برئاسة محمد المنفي نوعًا من التفهم لخطوة الوزير اليوناني، وأكد في بيان صادر عنه حرصه على "استمرار وتعزيز العلاقات الودية مع اليونان، وتجنّب كل ما يعرقلها ويكدر صفوها، أو يدفع إلى أي حوادث دبلوماسية أو خطوات تصعيدية"، في رسالةٍ إلى حكومة الدبيبة مفادها أنه من غير المقبول تصعيد احتجاجها على تصرف الوزير اليوناني. يُشار إلى أن محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي كان سفيرًا لدى اليونان ويحتفظ بعلاقات جيدة في أثينا.

مع توتر العلاقة مع المجلس الرئاسي يبدو الدبيبة وحيدًا أو مكشوفًا أمام خصومه

معالم صفقة بين مجلس النواب والمجلس الأعلى لتنحية الدبيبة

مع توتر العلاقة مع المجلس الرئاسي، يبدو الدبيبة وحيدًا أو مكشوفًا أمام خصومه، وبشكل خاص مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة بقيادة خالد المشري الذي سبق وأعلن دعمه لفتحي باشاغا، بسبب رفض الدبيبة لطلباته بتسمية أسماء محسوبة عليه في الحكومة، قبل أن يتراجع عن ذلك الدّعم على خلفية ضغوط تعرض لها في غرب ليبيا.

لكنّ المعلومات القادمة من طرابلس تتحدث عن معالم صفقة بين خالد المشري وعقيلة صالح رئيس مجلس النواب "من أبرز عناوينها تغيير المناصب السيادية والحديث حتى عن تغيير حكومة". وبالتالي يمنح التفاهم بين المجلسين إمكانية تنحية الدبيبة وحكومته قبل الانتخابات خاصة إذا توفّر للمجلسين الدعم الدولي.