تشهد سوريا حراكًا دبلوماسيًا غربيًا متمثلًا في زيارة مزدوجة يجريها وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، برفقة وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، اليوم الجمعة، والتي ستتخللها لقاءات مع قائد إدارة العمليات السياسية، أحمد الشرع، نيابة عن الاتحاد الأوروبي، لبحث مستقبل العلاقات مع سوريا والمرحلة الانتقالية التي تعيشها البلاد عقب سقوط نظام الرئيس المخلوع، بشار الأسد.
ومن المتوقّع أن تستغرق الزيارة، التي تجريها الدبلوماسية الألمانية ونظيرها الفرنسي، يومًا واحدًا. وبحسب ما نقلت وكالة "رويترز" عن بيان الخارجية الألمانية، فإن الزيارة التي تجريها بيربوك برفقة نويل بارو، "بالنيابة عن الاتحاد الأوروبي، هي إشارة واضحة إلى السوريين مفادها أن البداية السياسية الجديدة ممكنة بين أوروبا وسوريا، وبين ألمانيا وسوريا".
ووفقًا لما جاء في بيان الخارجية الألمانية، فإن الاتحاد الأوروبي يتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة" لدعمها في المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد، مضيفًا: "لدينا الآن هدف نضعه نصب أعيننا ويتوق إليه ملايين السوريين أيضًا، وهو أن تتمكن سوريا مرة أخرى من أن تصبح عضوًا يحظى بالاحترام في المجتمع الدولي".
وفقًا لما جاء في بيان الخارجية الألمانية، فإن الاتحاد الأوروبي يتوجه إلى سوريا "بيد ممدودة" لدعمها في المرحلة الانتقالية التي تشهدها البلاد
من جانبها، قالت وكالة "الصحافة الفرنسية" إن زيارة الدبلوماسيين الأوروبيين جاءت "بتفويض من الاتحاد الأوروبي"، فيما أوضح نويل بارو في منشور على منصة "إكس"، قائلًا: "معًا، فرنسا وألمانيا، نقف إلى جانب السوريين، بكل أطيافهم"، مشيرًا إلى وجوب "تعزيز انتقال سلمي وفعّال لخدمة السوريين ومن أجل استقرار المنطقة".
وكان لافتًا وصول بيربوك إلى دمشق عبر طائرة عسكرية، مرتدية سترة واقية للرصاص، على عكس نظيرها الفرنسي الذي فضّل الوصول إلى سوريا برًّا قادمًا من لبنان.
وقالت بيربوك في سلسلة تغريدات على منصة "إكس": "لا يمكن أن تكون هناك بداية جديدة إلا إذا أفسح المجتمع السوري الجديد المجال لجميع السوريين، نساءً ورجالًا، وبغض النظر عن المجموعة العرقية أو الدينية، مكانًا في العملية السياسية، ومنحهم حقوقًا ووفّر لهم الحماية".
Jahrzehnte der Unterdrückung, der Gräuel des Assad-Regimes und sein furchtbarer Bürgerkrieg haben enorme Wunden bei Millionen Menschen in Syrien geschlagen. Ein ganzes Land ist davon gezeichnet – und schöpft gleichzeitig nun berechtigte Hoffnung, dass die Zukunft besser wird. 1/5
— Außenministerin Annalena Baerbock (@ABaerbock) January 3, 2025
وأضافت الدبلوماسية الألمانية أن هذه الحقوق يجب أن تكون محمية، مؤكدة أنه "لا ينبغي تقويضها لفترات طويلة للغاية لحين إجراء انتخابات أو اتخاذ خطوات لأسلمة نظام القضاء أو التعليم"، مشيرةً إلى وجود "رغبة في دعم سوريا خلال انتقال سلمي للسلطة والمصالحة في المجتمع وإعادة الإعمار".
وكان مبعوث وزارة الخارجية الأميركية، دانييل روبنشتاين، قد التقى في وقت سابق من الأسبوع الماضي بوزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال السورية، أحمد حسن الشيباني. وأعرب الدبلوماسي الأميركي خلال اللقاء عن قلق واشنطن إزاء "تقارير العنف والانتقام والترهيب ضد الأقليات"، مؤكدًا أنه ينبغي أن "تتوقف مثل هذه الهجمات".
من جانبه، أكد الشيباني للدبلوماسي الأميركي أن "الحكومة الانتقالية السورية ترفض مثل هذا العنف"، مشيرًا إلى أن "معظم هذه الأعمال ارتكبت من قبل جماعات مسلحة أخرى، وليس (هيئة تحرير الشام)"، التي تقود المرحلة الانتقالية في سوريا بعد هروب الرئيس المخلوع، بشار الأسد، إلى موسكو، بحسب ما أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي.