23-مايو-2023
Getty

الزيارة بدعوة من الرئيس الصيني ومن المتوقع أن تستمر لمدة 5 أيام (Getty)

يزور رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية الغنية بالمعادن، فيليكس تشيسكيدي، الصين في الفترة من 24 إلى 29 أيار/مايو، حيث سيلتقي نظيره الصيني شي جين بينغ لمراجعة وتوقيع العديد من الاتفاقيات التجارية الرئيسية.

لا يمكن فصل الزيارة، التي جاءت بدعوة من الرئيس الصيني، عن سياق تنافس بكين وواشنطن للسيطرة على الموارد والمعادن

ولا يمكن عزل هذه الزيارة التي توصف بالمهمة عن التنافس الصيني الأمريكي الذي يوصف بالشرس على الثروات المعدنية الضخمة، وتحظى الكونغو الديمقراطية بأهمية واضحة في هذا التنافس فالكونغو الديمقراطية تحتوي على ثروات معدنية قيمتها 24 ترليون دولار، بحسب نشرة "أويل برايس" الأمريكية.

وتشمل الثروة معادن الكوبالت والليثيوم والكولتان والنحاس، وهي معادن أساسية في صناعة بطاريات السيارات الكهربائية والموصلات الكهربائية وتقنيات الشرائح المتقدمة، أو ما يطلق عليها أشباه الموصلات.

وبحسب ذات النشرة "أويل برايس" فإن الولايات المتحدة تعزز جهودها لعزل الصين في أفريقيا وعرقلة حصولها على أشباه الموصلات المتقدمة، "كما تعمل واشنطن أيضًا للسيطرة على مصادر المعادن المستخدمة في التقنية في أفريقيا، خاصة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي باتت أكبر منجم لهذه المعادن، ويحدد الهيمنة على مواردها مستقبل السيارات الكهربائية وأشباه الموصلات عالية التقنية"، بحسب أويل برايس.

زكي وزكية الصناعي

وبالعودة إلى زيارة رئيس الكونغو الديمقراطية للصين، فقد أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون يينغ، أمس الخميس، أن الزيارة تتم بناء على دعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ. 

وبحسب وكالة رويترز فإن من شأن الزيارة أن "تمهد الطريق للبلدين لإجراء إصلاحات رسمية وإبرام صفقة بقيمة 6 مليارات دولار في مجال المعادن مع المستثمرين الصينيين".

وقال باتريك مويايا المتحدث باسم حكومة الكونغو لـ"رويترز" تعليقًا على الزيارة "إنها ستعزز التعاون بين البلدين". مضيفًا القول: "نريد بناء علاقات جديدة مع الصين على أسس سليمة".

وبحسب بيان حكومي كونغولي فإن تشيسكيدي أصدر تعليماته لحكومته في اجتماع لمجلس الوزراء يوم 19 أيار/مايو للمضي قدمًا في المحادثات بشأن الاتفاق مع نظرائهم الصينيين بعد أن "عززت الحكومة وأصحاب المصلحة الآخرين موقفهم"، حسب رويترز.

كمال أبلغ الرئيس الكونغولي أعضاء مجلس الوزراء أن فريق العمل الذي ينظر في الاتفاق قد قدم استنتاجاته، مما يتيح بدء المناقشات مع الشركاء الصينيين في الأيام المقبلة.

وتسعى الحكومة الكونغولية إلى "إعادة توازن في صفقة الاستثمارات المعدنية البالغة 6 مليارات دولار التي وقعتها الإدارة السابقة. نظرا لما قيل من أن شروط الصفقة غير مواتية للكونغو".

بودكاست مسموعة

إذ تدّعي الحكومة أن نظراءها الصينيين "أخفقوا في الوفاء بنهاية الصفقة التي دعت إلى الاستثمار في البنية التحتية مقابل النحاس والكوبالت"، وتعد الكونغو هي أكبر منتج في العالم لمواد بطاريات الكوبالت.

وحول برنامج الزيارة التي يعلق عليها الصينيون والكونغوليون آمالًا في تجاوز العقبات المشار إليها آنفا أعلنت وزارة الخارجية الصينية أنه خلال الزيارة إلى "سيجري رئيسا البلدين محادثات وسيحضران معًا حفل توقيع وثائق التعاون".

وفي هذا الصدد، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينغ في مؤتمر صحفي دوري إن "جمهورية الكونغو الديمقراطية دولة مهمة في أفريقيا، والصداقة بين الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية لها تاريخ طويل".

الزيارة تمهد الطريق للبلدين لإجراء إصلاحات رسمية وإبرام صفقة بقيمة 6 مليارات دولار في مجال المعادن مع المستثمرين الصينيين

مردفًا القول: "لطالما دعم الجانبان بعضهما البعض في الأمور المتعلقة بالمصالح الجوهرية والشواغل الرئيسية لكل منهما. في السنوات الأخيرة، تعمقت الثقة السياسية المتبادلة بين الصين وجمهورية الكونغو الديمقراطية باستمرار، وأسفر التعاون العملي عن نتائج مثمرة"، حسب تعبيره.

كما سيلتقي تشيسكيدي مع رئيس مجلس الدولة لي تشيانغ وتشاو ليجي رئيس اللجنة الدائمة للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني.