25-ديسمبر-2017

أكدت إنصاف حيدر أنها لن تطلب المساعدة من والد زوجها(باتريك هرتزوغ/أ.ف.ب)

منذ شهر حزيران/يونيو عام 2012، والمدون السعودي رائف بدوي معتقل في السعودية بعد أن انتقد النظام. وطرحت زوجته إنصاف حيدر، المقيمة في كيبيك الكندية، أنها علمت إمكانية حصوله على عفو قريبًا لكنها فوجئت باقتراح من مسؤول كندي، اعتبرته غريبًا وغير مقبول. في هذا المقال، المترجم عن الرابط التالي، تفاصيل أكثر عن المقترح وخلفياته.


قالت إنصاف حيدر، زوجة المدوّن السعودي المسجون، رائف بدوي، إنها غاضبةٌ من اقتراح الحكومة الكندية، الذي يطرح أن تطلب المساعدة من والد زوجها على أمل تأمين الإفراج عن زوجها. وقالت إنصاف حيدر، التي تعيش في مقاطعة كيبيك الكندية، إن عضو البرلمان، والسكرتير البرلماني للشؤون الخارجية، عُمر الغبرة، تقدم باقتراح، يوم الخميس الماضي، أن تقوم بالاتصال بوالد زوجها، وأن تطلب منه كتابة خطابٍ للعفو عن ابنه المسجون. وقالت إنصاف حيدر: "لقد طلب أن يُدان ابنه، ولا أريد أن أكتب إليه، إنها صدمةٌ حقيقية بالنسبة لي".

عبرت زوجة المدوّن السعودي رائف بدوي عن غضبها من اقتراح الحكومة الكندية، الذي يطرح أن تطلب المساعدة من والد زوجها على أمل تأمين الإفراج عن زوجها

وقد اعتُقل رائف بدوي، وهو كاتب وناشط في مجال حقوق الإنسان والتغيير الاجتماعي، في شهر حزيران /يونيو عام 2012، وحُكِم عليه لاحقًا، بألف جلدة وقضاء 10 سنوات في السجن، بسبب انتقاده للنظام السعودي. وتشمل "جرائمه"، حسب النظام السعودي، إنشاء منتدى على الإنترنت للنقاش العام، وإهانة الإسلام، وعصيان أوامر الوالدين، وهي جريمةٌ يُعاقِب عليها القانون في المملكة العربية السعودية.

اقرأ/ي أيضًا: السعودية.. قانون "إرهابي" لمحاربة "الإرهاب"

والد رائف بدوي هو من أشد المعارضين له، ويُقاَل إنه ظهر على شاشة التلفزيون؛ للتنديد بموقع ابنه "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني. وقالت إنصاف حيدر، إن الاقتراح بأن تقوم بالاتصال بوالد زوجها "لا يُصدَق"، معتبرة أن الحكومة الفيدرالية "لا تفعل شيئًا للمساعدة في إطلاق سراح رائف بدوي". وأضافت: "لا أزال أبحث عن كلمات للتعبير عن غضبي، هذا ليس وضعًا طبيعيًا - وهذا يجعلني غاضبة".

جاء هذا الحوار بعد إعلان إنصاف حيدر منذ أسبوعين تقريبًا، أنها تأمل أن يُطلَق سراح زوجها قريبًا، في عهد ولي العهد محمد بن سلمان. وصرّحت أنها علمت من وفد البرلمان الأوروبي أن رائف بدوي كان على "قائمة الأشخاص الذين من المحتمل أن يحصلوا على عفوٍ ملكي سعودي - ولكنها لا تعرف متى".

اقرأ/ي أيضًا: ثورة السعوديات: "لا للولاية"!

في إحدى المظاهرات المطالبة بالإفراج عن زوجها (جون ماكدوغال/أ.ف.ب)

والد رائف بدوي هو من أشد المعارضين له، ويُقاَل إنه ظهر على شاشة التلفزيون للتنديد بموقع ابنه "الليبراليون السعوديون" الإلكتروني

النظر في جميع الخيارات

وقال عمر الغبرة من جهته، إنه تواصل مع إنصاف حيدر بشأن الاقتراح على أمل أن يكون ذلك خطوة أقرب نحو تأمين الإفراج عن رائف بدوي. مضيفًا: "لقد بادرت بالتواصل، بعد ظهر أمس، مع السيدة إنصاف حيدر وتقديم الاقتراح أو مجرد طرح الفكرة؛ لأننا حقًا لا نريد أن ندخر جهدًا إلا وقد بذلناه".

وأضاف: "قرار الاتصال بوالد رائف بدوي في السعودية يرجع تمامًا إلى إنصاف حيدر، والحكومة الكندية ستدعمها بغض النظر عما تقرر القيام به". وتابع: "إنها ليست الفكرة الوحيدة التي كُنّا نسعى إلى تحقيقها". موضحًا: "ولكن أعتقد أنه بالنظر إلى ما يمر به رائف بدوي، ينبغي علينا على الأقل الأخذ بالاعتبار جميع الخيارات، ولكن الأمر يتعلق تمامًا بقرار السيدة إنصاف حيدر وما تريد وتقرر القيام به".

وقال الدكتور محمد أوريا، أستاذ غير متفرغ في كلية السياسة بجامعة شيربروك الكندية، إنه على الرغم من أن الطلب قد يبدو غريبًا، إلا أن الحُجج العقلانية والقانونية ليست دائمًا الخيار الأكثر فعاليةً في حالات السجناء السياسيين. وأشار أن الزوجة إنصاف حيدر يجب أن تأخذ في الاعتبار الاقتراح الذي قدمته الحكومة الكندية، وتقوم بالاتصال بوالد زوجها، بالرغم من قناعاتها الشخصية.

وقال: "يجب القيام بذلك. يجب محاولة كل الوسائل المتاحة لإعادة رائف بدوي". بينما صرحت إنصاف حيدر، إنها لن تكتب إلى والد زوجها، وقالت إنها مستعدة في المقابل لمراسلة ولي العهد السعودي، والملك من أجل إطلاق سراح رائف بدوي. ولا تزال تأمل أن يتم إطلاق سراح زوجها في عام 2018.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

تحدت نظام الولاية السعودي.. ما مصير دينا علي؟

غضب افتراضي من سعودية نزعت حجابها ونشرت الصور