26-أغسطس-2021

صورة تعبيرية (Getty)

يشعر العديد من الناجين من الزلزال الذي أودى بحياة أكثر من 2200 شخص في جنوب هايتي بالقلق بشأن إعالة أطفالهم، حيث يُخشى أن يتعرض أكثر من نصف مليون قاصر لتداعيات الزلزال الذي دمر البنية التحتية وألحق أضرارًا كاملة أو جزئية بنحو 130 ألف منزل، وأدى إلى قطع الطرق، وتسبب بتدمير آبار المياه. ويذكر أن الزلزال ضرب هايتي يوم 14 آب/أغسطس بقوة 7.2 درجة، وأصاب 12268 شخص. كما دمرت الانهيارات الأرضية حقول المزارعين الأمر الذي ترك العديد من الأسر في حالة عوز إلى الطعام وفق ما أعربت مجموعة من المزارعين لوكالة رويترز، مشيرين إلى مخاوف مماثلة بشأن كيفية التعامل مع تداعيات الزلزال في المستقبل القريب.

تعاني هايتي من وقوع الهزات الأرضية بشكل متكرر، ما يؤدي إلى تدمير البنية التحتية الضعيفة أساسًا، وينعكس على حياة الأطفال وأمنهم وسلامتهم

بهذا الخصوص قال صندوق الأمم المتحدة للطفولة - يونيسف، إن أكثر من نصف مليون طفل تضرروا من الزلزال، وخاصة في منطقة كاييس التي تعرضت لأكبر الأضرار. وقد تعرقلت جهود الإنعاش بسبب الفيضانات التي تلت الزلزال، وبسبب الأضرار التي لحقت بالطرق، مما زاد من التوترات في المناطق الأكثر تضررًا. ومن  جملة ذلك أن قام سكان المناطق المنكوبة بنهب شاحنات الإغاثة في عدة بلدات وقرى، مما أثار مخاوف بشأن الأمن، بحسب ما نقل موقع سترايت تايمز.

اقرأ/ي أيضًا: خطر الجوع يتفاقم في الصومال بسبب الظروف المناخية وجائحة كوفيد-19

إحدى الأمهات، وتدعى إيفيليا ميشيل، وهي أم لخمسة أطفال وتعيش في مخيم بعد أن تهاوى منزلها، شاركت ما مرت به بالقول "إن شح الطعام والماء أصاب الكثير من الأطفال الصغار بالعطش والجوع والحمى والالتهابات، حيث  أصيب ما لا يقل عن 10 أطفال في المخيم بطفح جلدي"، وأضافت "الأطفال ضعفاء للغاية: عدم توفر المياه منعهم من الاغتسال للحفاظ على نظافتهم". وأشارت إلى أن أطفالها غادروا المنزل صباحًا دون أن يسألوها، من أجل البحث عن مياه وطعام لأنهم جائعون جدًا"، بحسب ما أورد موقع شبكة صوت أمريكا.

وبحسب ما نقل موقع نيويورك بوست، فإن السكان بدأوا بتجميع الخردة المعدنية والبلاستيكية من أجل بيعها وتحصيل القليل من المال. فيما أصبح هذا العمل من مهمات الأطفال بشكل كبير حيث يقومون بإعادة بيع الخردة وتلبية احتياجاتهم. وعلى سبيل المثال، قام جيدسون هيبوليت، 13 عامًا، وشقيقه  دونسون، 9 أعوام، بلف الأسلاك الكهربائية المقطوعة من إحدى المنازل المنهارة، واستمروا في البحث بين الحطام عن المزيد من المعادن والبلاستيك والكابلات والألمنيوم والقضبان الحديدية وغيرها من المواد بغية بيعها والكسب منها. إذ صرح هيبوليت عن عمله لوكالة رويترز بالقول "نحن بلا أب معيل، دمر منزلنا جراء الزلزال، لذلك نحاول النجاة بطريقة ما"، وأوضح بأنه وشقيقه يكسبان يوميًا حوالي 5 دولارات من خلال جمع الأسلاك الكهربائية.

كما يشار إلى أنه وعلى الرغم من أن الجهود الرسمية لإزالة الأنقاض كانت بطيئة في المدن والبلدات المتضررة بشدة، فإن جامعي الخردة ومؤسسات إعادة التدوير أصبحوا أكثر انشغالًا من أي وقت مضى، وباتت شركات التدوير توفر نقودًا تسد الحاجة والعوز لمئات السكان، وتؤمن العمل الإضافي للعديد من السكان وخاصة الأطفال في مجال إزالة الحطام. وشهدت جميع أنحاء المدينة، مشاهد تجميع السكان للخردة وحملها إلى مواقع التجميع على دراجات نارية أو في شاحنات صغيرة أو فوق رؤوسهم وأكتافهم، ليحصل العامل على 25 سنتًا لقاء الكيلوغرام الواحد.

وقال صاحب مؤسسة إعادة تدوير في وسط المدينة، يدعى هولمز جيرمان، "كمية الحديد والألمنيوم التي كنت أتلقاها قد تضاعفت مرتين أو ثلاث مرات منذ الزلزال"، بحسب ما أورد موقع msn الإخباري الذي تداول أحد تقارير رويترز بهذا الصدد. فيما كانت الشاحنات تتدفق داخل وخارج ساحة الخردة الخاصة به متوجهة إلى العاصمة، محملة بحمولات من الحديد وألواح الألمنيوم والأسلاك المعدنية والبطاريات. وأضاف جيرمان "في العاصمة يعاد تدوير الحطام للاستخدام المنزلي، أو تعبأ في حاويات شحن ويتم تصديرها إلى الخارج"، ويرى جيرمان أن عمله يمثل فرصة اقتصادية وخدمة عامة في وقت الأزمة هذه. وأشار بالقول "إذا لم نشتري المكواة فسوف يرمونها بعيدًا أو يتركونها ملقاة هناك وسط الحطام، لذا فهذه طريقتنا في محاولة تنظيف وسط المدينة".

يشار إلى أن هايتي من أكثر الدول فقرًا في النصف الغربي من العالم، ومما فاقم الأزمة اغتيال الرئيس جوفينيل مويس قبل أقل من شهر من وقوع الزلزال، مما أدى إلى تعميق الاضطرابات السياسية في البلاد، حيث تنتشر العصابات المسلحة العنيفة، وتتدهور الخدمات الصحية بفعل تفشي فيروس كورونا، فيما ترتفع حدة الجوع بين السكان.

 

اقرأ/ي أيضًا:

مملكة ليسوتو في جنوب أفريقيا.. وجهة للتزلج على الثلوج رغم الجائحة

موجة كورونا رابعة في مصر وانتقادات عبر السوشيال ميديا لإجراءات الحكومة