06-فبراير-2023
Beirut

الهزة التي شعر بها اللبنانيون أعادت إلى أذهانهم تلك التي شعروا بها عند وقوع انفجار ميناء بيروت. (GETTY)

استفاق اللبنانيون، وبالأخص في العاصمة بيروت والمناطق الشمالية، فجر الإثنين السادس من شباط/فبراير، على هزّة أرضية قوية لم يسبق للكثير منهم أن عاشوا مثلها، استمرت لحوالي دقيقة واحدة واهتزّت معها المباني السكنية وخلّفت ذعرًا كبيرًا لدى المواطنين رغم عدم تسببها بأضرار في الأرواح.

الهزّة التي شعر بها اللبنانيون امتداد للزلزال المروّع الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، والذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، وخلّف مئات القتلى والجرحى.

تزامنت الهزّة الأرضية مع موجة الصقيع التي يشهدها لبنان والتي رافقتها أمطار غزيرة وعواصف رعدية، ما جعل كثيرين يظنّون في البداية أن ما شعروا به كان من نتائج العاصفة، قبل أن يتبين لهم أن ما شعروا به كان هزة أرضية بلغت قوتها خمس درجات على مقياس ريختر، أي أقل بدرجة واحدة فقط من درجة التدمير.

الهزّة التي شعر بها اللبنانيون امتداد للزلزال المروّع الذي ضرب جنوب تركيا والشمال السوري، والذي بلغت قوته 7.8 على مقياس ريختر، وخلّف مئات القتلى والجرحى، كما دمر آلاف الوحدات السكنية كليا وجزئيا وامتدّ إلى عدة دول مجاورة.

السكان يبيتون في الشوارع

سكان بيروت وضواحيها ومناطق أخرى في الشمال والبقاع هرعوا إلى الشوارع وتجمّعوا في الساحات الواسعة البعيدة عن الأبنية قدر المستطاع وقضوا ساعات الفجر الأولى فيها خوفًا من ارتدادات الهزة رغم برودة الطقس والأمطار الغزيرة والثلوج. 

تواصل ألترا صوت مع بعض المواطنين لرصد ما عايشوه في تلك الليلة الطويلة، فقال فارس حميد (36 سنة) من مدينة زحلة البقاعية، إنّه استيقظ ليلًا على صراخ ابنه وزوجته، فاستيقظ مذهولًا، وظنّ بادئ الأمر أن أحد أفراد أسرته تعرّض لمكروه، ليكتشف بعدها أنه وعائلته يعيشون هزّة أرضية لم يشهد مثيلًا.

حاول حميد تهدئة عائلته، وطلب منهم الانتقال إلى المطبخ لأنه الأكثر أمانًا، وهناك سمعوا صراخًا قادمًا من المباني المجاورة، فشعر ابنه أدهم (10 سنوات) بهلع شديد وطلب الخروج من المنزل.

يضيف حميد فيقول: "نزلت مع عائلتي بناءً على طلب ابني إلى السيارة المركونة في موقف في الخارج. شعرت بالخوف، فالنفس عزيزة وفكرة خسارة أشخاص عزيزين مرعبة".

يشير حميد إلى أن البرد والشتاء والعواصف الرعدية والضباب الذي حجب الرؤية، كل ذلك جعل الموقف أكثر رعبًا.

لبنانيون كثيرون هرعوا إلى الشوارع وتجمّعوا بعيدا عن الأبنية قدر المستطاع وقضوا ساعات الفجر الأولى فيها خوفًا من ارتدادات الهزة رغم برودة الطقس والأمطار الغزيرة والثلوج. 

محمود حمادة (40 سنة) المقيم في إحدى ضواحي بيروت، يقول في اتصال مع ألترا صوت إنه استيقظ بسبب الهزّة لكنه ظنّ في البداية أنها نوع من انزلاق أرضي أو تصدع في المبنى المكون من أربع طبقات بسبب الأمطار الغزيرة التي لم تتوقف خلال الأيام الخمس الماضية، خاصةً وأن المبنى، شأنه شأن معظم المباني في المنطقة، غير آمن بشكل كامل.

Beirut blast
يقول محمود حمادة: "في اللحظة التي اهتز فيها المبنى تذكرت ما حصل في 4 آب. الارتداد البطيء نفسه، والشعور بأن الأرض ستبتلع المبنى بسكانه." (GETTY)

يقول حمادة إنه أمضى الساعات المتبقية من الليلة الصعبة وهو يحاول الاطمئنان على أقاربه وأصدقائه في مدينة لم تنسَ بعد التبعات المرعبة لانفجار مرفأ بيروت قبل عامين ونصف، عندما أتى الموت والخراب من العدم، وهرع الناس إلى المستشفيات للبحث عن أحبائهم، كما يقول.

ويضيف حمادة أنه " في اللحظة التي اهتز فيها المبنى تذكرت ما حصل في 4 آب/ أغسطس. الارتداد البطيء نفسه، والشعور بأن الأرض ستبتلع المبنى بسكانه".

زلزال اليوم يعد الأقوى في لبنان منذ الهزّة التي ضربته في العام 1997 بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر.

الهزّة الأقوى في لبنان خلال ربع قرن

بحسب مراقبين فإن هذه تعد أقوى هزّة يشهدها لبنان منذ الهزّة التي ضربته في العام 1997 بقوة 5.8 درجات على مقياس ريختر، فيما يذكر كثيرون الزلزال الكبير الذي أصاب لبنان ربيع العام 1956، والذي فاقت قوته ست درجات وأحدث عندها أضرارًا جسيمة.

ويبقى أكبر الزلازل التي ضربت لبنان، ذلك الذي وقع في العام 551 وخلف عشرات آلاف القتلى وفقا لمعلومات تاريخية.