02-فبراير-2021

تصميم لـUN woman UK

ألترا صوت - فريق التحرير

انتخبت المواطنة البريطانية الشابة زارا محمد، من أصول باكستانية، رئيسة للمجلس الإسلامي البريطاني بعد فوزها بأكثر من 70% من الأصوات في الانتخابات التي جرت يوم الأحد 31 كانون الأول/يناير 2021 وفق ما أعلنه المجلس الإسلامي البريطاني في بيان صحافي. والرئيسة المنتخبة خريجة قانون من مدينة غلاسكو الاسكتلندية وتعمل مستشارة للجمعيات الخيرية، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب امرأة لقيادة أكبر تجمع وتحالف إسلامي في بريطانيا. إذ يضم التحالف أكثر من 500 منظمة، من ضمنها المساجد والجمعيات الخيرية والمدارس والتجمعات المهنية.

 يعيش في بريطانيا حوالي 3.3 مليون مسلم ويشكلون 5.1% من السكان كما تشير الأرقام الرسمية

قالت زارا محمد فور إعلان فوزها إنها تأمل في "معالجة قضية الإسلاموفوبيا، كما تأمل في إلهام النساء المسلمات لتولي مناصب قيادية، وتشجيع الأقليات العرقية على تلقي لقاحات كوفيد -19". وأضافت الرئيسة المنتخبة  في تصريحات جاءت تعقيبًا على فوزها، نقلتها وكالة رويترز "إنه شرف، وهو مسؤولية حقًا لأنني لا أستطيع تصديق مقدار الاهتمام الذي حصلت عليه". 

اقرأ/ي أيضًا: الطبيب السوري بشار الحنا.. لجوء من حرب نظام الأسد إلى الحرب على كورونا

وتسعى زارا محمد إلى إنشاء منظمة للمسلمين في بريطانيا تكون "دامجة ومتنوعة"، وبناء هيئة تمثيلية شاملة تلبي احتياجات المسلمين البريطانيين "من أجل الخير العام". حيث يعيش في البلد حوالي 3.3 مليون مسلم ويشكلون 5.1% من السكان كما تشير الأرقام الرسمية. ومن أهداف زارا محمد التي حددتها لولايتها الاستجابة والعمل على تخفيف حدة معاناة الأقليات العرقية من جائحة كورونا بعدما أصيبت هذه الأقليات بخسائر كبيرة في الأرواح، وكذلك لناحية خسارة الوظائف والمداخيل بمعدل أعلى من بقية البريطانيين.

في هذا السياق يذكر أن من التحديات التي تحاول عدة منظمات إسلامية في بريطانيا  التصدي لها ما يتعلق بالمعلومات المغلوطة حول كوفيد-19 واللقاحات المضادة له، وكيفية تشجيع أكبر عدد من المسلمين ومن الأقليات لتلقي اللقاح. يضاف إلى ذلك عواقب عديدة خلفها كوفيد-19 تتعلق بظهور أفكار مغلوطة عن الصحة النفسية والعقلية ما يستدعي جهدًا ضخمًا من المنظمات الفاعلة في هذا الإطار كما أشارت في زارا محمد في حديثها لصحيفة الغارديان البريطانية. وقد ارتفعت الأصوات من قبل شخصيات ومشاهير ورجال سياسة ينتمون إلى أقليات في بريطانيا متسائلين عن الأسباب التي تقف وراء التأخير في توفير اللقاحات للجماعات الموصوفة بأنها أقليات. وفي دراسة صادرة حديثًا بالتعاون مع جامعة أوكسفورد ظهر أن 42.5% من ذوي البشرة البيضاء ممن هم فوق 80 سنة قد تلقوا اللقاح، مقارنة مع 20.5% فقط من ذوي البشرة الملونة، و29.5% من أصحاب الأصول الآسيوية ما فوق 80 سنة.

يعاني المسلمون في بريطانيا من أعلى معدلات في البطالة بالمقارنة مع المجموعات السكانية الأخرى، فيما تشكل النساء بينهم أكبر شريحة محرومة من العمل

كما أشارت زارا محمد إلى أن "هناك أولويات اجتماعية واقتصادية تتعلق بالحرمان ضمن الأقلية المسلمة والتي تفاقمت بعد انتشار الوباء". بينما يعاني المسلمون في بريطانيا من أعلى معدلات في البطالة بالمقارنة مع المجموعات السكانية الأخرى، فيما تشكل النساء بينهم أكبر شريحة محرومة من العمل. 

اقرأ/ي أيضًا: أندرو ستيل.. معركة مفتوحة مع الشيخوخة

وبرأي زارا محمد فإن  من أبرز الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج هي "الإسلاموفوبيا والعنصرية في النظام البريطاني وضمن المؤسسات الحكومية والدستورية". فالكثير من المسلمين في بريطانيا تخرجوا من الجامعات ويحملون الشهادات لكن دون أن يتمكنوا من الحصول على وظيفة. وعزت زارا محمد ذلك إلى "أسمائهم وانتماءاتهم العرقية التي لا زالت تشكل حاجزًا معيقًا" مضيفة أن النساء اللواتي يضعن الحجاب يتحملن العبء الأكبر. 

بينما ترى محمد أن الكثير من المسلمين لمع اسمهم في بريطانيا، لكن هناك الكثير ممن لم يأخذوا فرصتهم بعد، وهناك الكثير من النساء المسلمات المتعلمات اللواتي اخترقن مجال السياسة والرياضة والترفيه إلا أن النظرة التنميطية للمسلمين عمومًا والنساء المسلمات خصوصًا تمنع وصولهن إلى مراكز قيادية وتحقيق طموحاتهن.

واحتفت منظمة  UN woman UK بفوز امرأة في هذه الانتخابات، وهي منظمة تكافح انعدام المساواة الجندرية وتعمل في مجال المطالبة بحقوق النساء، وغردت المنظمة عبر حسابها في تويتر بالقول "عسى أن يكون هذا الفوز ملهمًا للنساء في يوم المرأة العالمي لهذا العام"، أي في 8 آذار/مارس. وقد نالت زارا محمد العديد من التهاني والتبريكات على حسابها في تويتر من عدد من السياسيين والمحامين والشخصيات العامة في بريطانيا، ومنهم عمدة لندن صادق خان الذي وصف فوزها بالرائع، وكذلك فعلت النائبة في البرلمان البريطاني هي سعيدة وارسي.

 

اقرأ/ي أيضًا:

8 شخصيات عربية احتفى بها "جوجل" عام 2020

6 شخصيات نسائية احتفى بهن جوجل في عام 2020