31-يوليو-2019

المهندسة اليمنية مع اختراع السترة الطبية لغسيل الكلى (صحف محلية)

يومًا بعد يوم يتفاقم الوضع الصحي في اليمن المتدهور في الأصل، بسبب الحرب والدمار الذي لحق المراكز الطبية والمستشفيات، فضلًا عن نقص المعدات الطبية والأدوية والمحاليل، وارتفاع أسعار المتوافر منها أضعافًا مضاعفة، إضافة إلى نقص الكادر الطبي، خاصة وأن أطباء القطاع الحكومي لم يتقاضوا رواتبهم منذ أكثر من ثلاثة أعوام.

وفقًا للإحصائيات، فإنه منذ بدء الحرب قبل نحو خمس سنوات، يموت سنويًا أكثر من ربع مرضى الفشل الكلوي في اليمن

ومرض الفشل الكلوي من أبرز التحديات التي تواجه قطاع الصحة في البلاد، وقد جعل حياة البعض مستحيلة مع انعدام فرص تلقي العلاج، أو ندرتها على الأقل. 

اقرأ/ي أيضًا: أديسون اليمن.. "الأوتوكيو" و29 اختراعًا لمحمد العفيفي

ربع المرضى يموتون

ووفقًا لإحصائيات منظمة الصليب الأحمر، فإنه منذ بداية الحرب قبل نحو خمسة أعوام، يموت سنويًا أكثر من ربع مرضى الفشل الكلوي في اليمن.

لم يكن علي عبدالقادر (31 عامًا) حالة استثنائية في وفاته بعد صراعه لشهر واحد مع مرض الفشل الكلوي، فغيره مئات يلقون حتفهم بالمرض.

تقول شقيقته لـ"الترا صوت": "كان علي في صحة تبدو جيدة. لكن خلال شهر واحد، اكتشفنا فيه المرض، ووافته المنية". ما حدث وفقًا لشقيقة علي أنه ظهرت عليه أعراض الكوليرا. كانت أسرته تجري فحوصات طبية بشكل مستمر في سبيل اكتشاف نوع المرض. لكن كل الفحوصات كانت خاطئة.

في النهاية اكتشفت العائلة أن ابنهم مصاب بالفشل الكلوي. سريعًا أجروا الغسيل الكلوي الأول، وكان الأخير، إذ توفي في نفس اليوم.

تقول الإحصائيات إن عدد المصابين بالفشل الكلوي في اليمن، يتجاوز سبعة آلاف شخص، مهددون جميعًا في ظل عدم وجود حلول ناجعة للتعامل مع مرضهم.

دفع ذلك بالشابة اليمنية ريهام علي المختاري، المهندسة الطبية، إلى البحث في حل لفئة يهددها الموت في أي وقت مع انعدام أفق منير للنجاة، وقد وجدته بالفعل، في اختراعها الفريد.

رحلة ريهام المختاري

عندما كانت ريهام المختاري تدرس هندسة المعدات الطبية في جامعة صنعاء، طلب منها ابتكار جهاز ليكون مشروع تخرجها. لفت انتباهها قضية مرضى الفشل الكلوي، ومن هنا انطلقت في بحثها.

في خروجاتها للتدريب في مشفى الثورة والجمهوري بالعاصمة صنعاء، وجدت ريهام أن قسم علاج مرضى الفشل الكلوي هو الأكثر تدهورًا والأكثر ازدحامًا.

"ينتظر المرضى ساعات كثيرة لإجراء جلسات الغسيل الكلوي، ولايحصلون على الجلسات بشكل منتظم، بسبب الزحام على مراكز الغسيل، ما جعلني أفكر في ابتكار جهاز يساعدهم في التخفيف من معاناتهم من جهة، ويكون مشروع تخرجي من جهة أخرى"، تقول ريهام لـ"الترا صوت".

وأضافت المختاري: "حينما كنت أتدرب في مستشفى الثورة، وجدت أمًا تحضن طفلة في الثالثة من عمرها. كنت أظن أن الأم هي المصابة بالفشل الكلوي، لكن تبين أن طفلتها هي المصابة. حفزني ذلك أكثر للبدء في العمل". 

سترة لغسيل الكلى في أي مكان

منذ السنة الثانية لها في الجامعة، بدأت ريهام بالعمل النظري على اختراعها لعلاج مرضى الفشل الكلوي بشكل أسهل وتكلفة أقل. الاختراع هو عبارة عن سترة طبية، تغسل كلية المريض عبر ارتدائها. ويمكنه اصطحابها للمنزل أو في أي مكان.

بعد أن نظج الجانب النظري من الاختراع، بدأت ريهام في التطبيق العملي عام 2018. وللآن، ما زالت تعمل على التطوير المستمر لاختراعها.

ريهام المختاري
فازت ريهام المختاري بجائزة المسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية على اختراعها

في حال انتقال مشروع ريهام إلى الإنتاج التجاري، فإنه لن يقي فقط شر التكلفة والازدحام، بل إنه سيقي المرضى من احتمالية نقل الفيروسات عبر أجهزة الغسيل التقليدية.

وفي حين تبلغ تكلفة جهاز غسيل الكلى التقليدية ما بين 10 إلى 20 ألف دولار أمريكي، تُكلف السترة الطبية التي اخترعتها ريهام، حوالي ثلاثة آلاف دولار أمريكي.

تقول ريهام المختاري إنه في حين يكلف جهاز غسيل الكلى التقليدية ما يصل لـ20 ألف دولار أمريكي، تكلف سترتها حوالي ثلاثة آلاف دولار

وعلى هذا الاختراع، فازت ريهام المختاري هذا العام بالمسابقة الوطنية لرواد المشاريع الابتكارية، التي أقامتها وزارة الصناعة والتجارة بالعاصمة صنعاء، كما أنها كُرّمت من قبل وزارة الصحة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أرشيف عبدالرحمن الغابري.. اليمن في نصف قرن بمليوني صورة

الفن في زمن الحرب.. سفيان نعمان يحول إطارات صنعاء إلى قطع أثاث