01-مايو-2021

من المعرض

ألترا صوت – فريق التحرير

يحاول ريبال ملاعب في لوحاته، خلق نوعٍ من التوازن بين الرسم والموسيقى. وضمن هذه المساحة التي تفصل بين عالمين مختلفين، يتحرك لبناء لوحاتٍ يمدُّها بما راكمه من خبراتٍ فنية وموسيقية، بالإضافة إلى ما صادفه من أسئلةٍ متعلقةٍ بطبيعة العلاقة بينهما، وكيفية جمعهما معًا في مكانٍ واحد، والأسلوب الفني الأفضل لتحقيق هذه المعادلة.

يترجِم ملاعب في معرضه "فيينا، زيورخ، بيروت" محاولاته للجمع بين الموسيقى والرسم عبر لوحاتٍ سمتها الأبرز السخاء في استخدام الألوان

الفنان التشكيلي اللبناني يتكئ في محاولاته هذه، على خلفية فنية مصدرها تجربة والده الفنان جميل ملاعب، وأخرى موسيقية راكمها من خلال الدراسة، إذ غادر لبنان في السابعة عشر من عمره لدراسة الموسيقى الكلاسيكية في مدينة سالزبورغ النمساوية، ومنها باتجاه العاصمة فيينا، حيث نال درجة الماجستير في الفنون، قبل أن يستقر في مدينة زيورخ السويسرية، ويواصل من هناك العمل على مشروعه الفني.

اقرأ/ي أيضًا: أعمال منصور الهبر.. أن ترسم ما ألمَّ بك

في معرضه الفردي الأول "فيينا، زيورخ، بيروت"، الذي افتُتِحَ في "غاليري جانين ربيز" بالعاصمة اللبنانية بيروت نهاية نيسان/ أبريل الفائت، والمستمر حتى الخامس والعشرين من حزيران/ يونيو المقبل، يترجِم ريبال ملاعب محاولاته هذه للجمع بين الفن التشكيلي والموسيقى، عبر لوحاتٍ سمتها الأبرز الغزارة في استخدام الألوان التي اعتمد في توزيعها داخل اللوحة، على فوضوية خفيفة بدلًا من البناء الهندسي الدقيق.

تحيل هذه الفوضى النسبية في لوحات الفنان اللبناني، إن كان لجهة توزيع الألوان أو رسم الخطوط، إلى محاولات المزج بين حركة اللحن الموسيقي المتغيرة، وعلى نحوٍ مستمر، بين صعودٍ وهبوط، وبين المساحات اللونية بكثافتها وطريقة بنائها وتوزيعها، الأمر الذي يجعل من اللوحة مزيجًا بين العفوية الطفولية والغموض، بين الألفة والغرابة، وذلك بشكلٍ تكون عنده مساحة مفتوحة على التأويل.

ويعكس هذا السخاء في استخدام الألوان بعضًا من ملامح طفولة ريبال ملاعب التي قضاها محاطًا بها في ورشة والده، حيث كان يمضي جل وقته. بل إنه، وكما يذكر في الورقة التعريفية للمعرض، كان يتغيب عن المدرسة من أجل البقاء في الورشة ومساعدة والده في تجهيز لوحاته. وهناك تحديدًا، بدأ يتشكل شغفه بالفنون عمومًا، والفن التشكيلي خصوصًا.

وعلى الرغم من ذهابه نحو التخصص في الموسيقى الكلاسيكية التي درسها في النمسا، ومنحها الكثير من وقته أيضًا، إلا أنه ظل منشدًّا، على الدوام، إلى الرسم الذي يصف عودته إليه بقوله: "كأن أحدهم يعود إلى منزل والديه في القرية، كأنه يستعيد جذوره"، بحسب ما جاء في الورقة التعريفية.

تعكس غزارة ريبال ملاعب في استخدام الألوان، بعضًا من ملامح طفولته التي قضاها محاطًا بها في مرسم والده جميل ملاعب

ويضيف الفنان اللبناني: "لم يشعر أسلافنا بالراحة حتى حفروا أيديهم في التربة وغرسوا الأرض واستمتعوا بما أنتجوه. أجد هذه الراحة عندما أملأ يديّ بالطلاء الزيتي وأُنتج لوحة. سافرت حول العالم مع الموسيقى، إلى الصين وأمريكا وأوروبا. لكن فقط من خلال الرسم تمكنتُ من العود إلى جذوري".

اقرأ/ي أيضًا: يزن حلواني.. بلادٌ تصدِّر أبناءها

ويتابع قائلًا: "تعلمت كيفية الرسم بينما كنت أفكر كموسيقي. لوحاتي مبنية على الانسجام. كما هو الحال في الموسيقى، كل عمل له هيكل متناسق ولحن وإيقاع. أفكر في العلاقة بين الألوان كما أفكر في التنغيم في الموسيقى".

 

اقرأ/ي أيضًا:

"المرآة الصامتة".. تمثّلات الجسد الأسود

أعمال شوقي يوسف.. ما تراه عينك لا ما ترسمه يدك