30-أبريل-2022
ريال مدريد

"Getty" ريال مدريد سيّدًا على الليغا

أحرز ريال مدريد بطولة الدوري الإسباني للمرة الـ35 في تاريخه، بعدما حقّق الفوز على ضيفه إسبانيول بنتيجة 4-0 ليحسم اللقب قبل أربع جولات من نهاية الليغا، وينقل كلّ اهتماماته وتركيزه إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا التي وصل إلى دور نصف النهائي فيها، حيث سيواجه مانشستر سيتي الأربعاء القادم في إياب الدور نصف النهائي.

ريال مدريد

ريال مدريد قدّم مباراة "نظيفة" ونجح في تحقيق الفوز بأقل جهد ممكن، مع بقاء معظم نجوم الفريق على دكة البدلاء بهدف منحهم الراحة قبل الموقعة الأوروبية، وجاءت أهداف الفريق الأربعة عن طريق رودريغو الذي سجل هدفين في الشوط الأول، ثم أضاف ماركو أسينسيو الهدف الثالث مطلع الشوط الثاني، قبل أن يختتم هداف الفريق المتوهج كريم بنزيما مهرجان الأهداف، بصناعة من المتألق فينيسويس جونيور. 

ريال مدريد

المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي الذي قاد ريال مدريد إلى الفوز بالليغا، أصبح المدرب الأول الذي ينجح في الحصول على لقب الدوري في البطولات الأوروبية الخمس الكبرى، فيما حقّق ريال مدريد لقب الدوري للمرة الخامسة في عهد الرئيس فلورنتينو بيريز.

عودة أنشيلوتي إلى القلعة البيضاء مرة أخرى

بعد إعلان زين الدين زيدان انتهاء فترته التدريبية الثانية مع ريال مدريد بالتراضي، تصدّرت التكهنات حول هوية المدرب الجديد للنادي الملكي اهتمامات المتابعين والمحللين الكرويين، وظهرت أسماء كبيرة محتملة لخلافة " زيزو "، كالإيطاليين أليجري وكونتي، والألماني يواكيم لوف، لكن رأي الإدارة استقرّ في النهاية على كارلو أنشيلوتي لتولي دفة قيادة الملكي لولاية ثانية، بعدما قاد الفريق خلال تجربته التدريبية الأولى معه إلى تحقيق دوري أبطال أوروبا في العام 2014 للمرة العاشرة في تاريخ النادي، ليفكّ الفريق نحسَا لازمه 12 سنةً في مسابقته المفضلة.

ريال مدريد

دعّم الفريق الملكي صفوفه بداية الموسم بالمدافع النمساوي دافيد ألابا، ولاعب الوسط الفرنسي إدواردو كامافينغا، في وقت كانت جماهير النادي تنتظر من الإدارة أن تجلب صفقات من العيار الثقيل، وفي مقدمها الفرنسي كيليان مبابي مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي. 

ريال مدريد

بدأ ريال مدريد بطولة الدوري بقوة، وحقق خمسة انتصارات وتعادَل مرتين في الجولات السبع الأولى ، لينقضّ على صدارة الجدول مبكرًا، ويحافظ على تفوّقه المريح طوال الجولات التالية وينهي مرحلة الذهاب في الريادة، وصولًا إلى حسمه لقب الليغا قبل أربع مراحل من نهاية المسابقة.

نقاط قوة الملكي ومكامن ضعفه

بالرغم من نجاح ريال مدريد في حسم لقب الدوري، فإن آراء جماهير الميرينغي منقسمة حول أداء " كارليتو "، فالبعض يرى أنه رجل المرحلة المناسب، خاصةً مع وصوله إلى نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وفوزه بكأس السوبر الإسبانية، فيما يرى البعض الآخر أن المدرب الإيطالي فشل في خلق أسلوب لعب محدد للنادي، وبوضع الركائز الأساسية لفريق قادر على المنافسة في السنوات القادمة، وأن الأفضلية التي حصل عليها في الدوري كانت بسبب ضعف المنافسة هذا الموسم، ونتيجةً للتألق الفردي لبعض اللاعبين ما عوّض غياب المنظومة المتناسقة والتكتيكات الفنية، فبرز بشكل واضح الحارس تيبو كروتوا صاحب أعلى معدل تصديات في الدوريات الكبرى، لوكا مودريتش الذي يزداد توهجه كلما تقدّم بالعمر، وبالأخص كريم بنزيما المرشح الأول للتويج بالكرة الذهبية هذا العام، والذي ساهم بأكثر من نصف الأهداف التي أحرزها الفريق في الدوري تسجيلًا أو صناعةً.

ريال مدريد

خسر ريال مدريد بطولة الدوري العام الماضي تحت قيادة زيدان في الجولة الأخيرة لصالح جاره أتلتيكو مدريد. الفريق حقق يومها 84 نقطة، وهو معدل أقل بقليل من معدل نقاط الفريق هذا العام. تحسّن أداء الفريق هجوميًا، خاصةً في ظل التفاهم الكبير بين الثنائي الهجومي كريم بنزيما و فينيسيوس جونيور، الأخير هو المفاجأة الإيجابية الأبرز للفريق هذا العام، مع ارتفاع مستواه ونجاعته التهديفية وتحسّن أرقامه بشكل ملحوظ. اللاعبان سجّلا سويًا 40 هدفًا، أكثر من أي ثنائي آخر في الدوريات الخمس الكبرى، بالإضافة إلى 20 هدفًا قاما بصناعتها.

ريال مدريد

على الصعيد الدفاعي تراجع أداء ريال مدريد بشكل واضح، بالرغم من وصول قائد منتخب النمسا دافيد ألابا إلى السانتياغو برنابيو لمجاورة البرازيلي الدولي إيدير ميليتاو. تلقّى الفريق 29 هدفًا في الدوري حتى الآن، أي أكثر بأربعة أهداف ممّا تلقاه في العام الماضي طوال المسابقة. الثغرة في مركز الظهير الأيمن لا تزال تؤرق جماهير النادي، مع تقدم كارفاخال في السن وعدم توفّر بديل مناسب له، فيما كانت الإصابات تلاحق الظهير الأيسر فيرلان ميندي، اللاعب الذي استقدمه ريال مدريد من ليون الفرنسي قبل ثلاث سنوات بطلب من زيدان مقابل 53 مليون يورو، ومع ذلك فإن أداءه حتى الآن لم يحصل على الرضا التام من قبل محبي الفريق الملكي.

ريال مدريد

على صعيد الإيجابيات، وبالإضافة إلى القوة الهجومية الخارقة لثنائية بنزيما - فينيسيوس، ظهرت أمور مضيئة أخرى أبرزها التألق الواضح للحارس تيبو كورتوا، الذين كان لتصدياته دور كبير بفوز الفريق في العديد من المباريات، لكن الأهم في هذا المجال، كانت الشخصية القوية التي ظهر بها الفريق في بعض المباريات الحاسمة، واللياقة البدنية المرتفعة، والقدرة على العودة في المباريات بعد التأخر، كما كان الحال في مباراة إشبيلية في الجولة قبل الماضية، حيث تقدم الأندلسيون بهدفين نظيفين في الشوط الأول، قبل أن ينقض بنزيما وزملاؤه عليهم ويقلبوا النتيجة إلى فوز 3-2. انتصار قرّب الفريق من بطولة الليغا وأنهى آمال ملاحقيه بالمنافسة.

التحدي الكبير لأنشيلوتي سيكون في العام القادم

 يُعاب على أنشيلوتي هذا الموسم قلّة المداورة، واعتماده الفريق على 15 أو 16 لاعبًا بصورة رئيسية وتهميش الباقين، وإصراره على لاعبين محددين تقدموا في السن ولم يعودوا قادرين على تقديم المستوى المطلوب مثل توني كروس وكاسيميرو، في وقت طالبت الصحافة المدريدية أكثر من مرة بمنح فرص أكبر لكامافينغا وسيبايوس، كما أن إظهار الفريق للاستسلام وعدم القدرة على المواجهة في بعض المباريات أو في أجزاء منها أشعرت الجماهير بالقلق، من بينها المستوى المخزي أمام برشلونة إيابًا وخسارة الكلاسيكو برباعية نظيفة، واستسلام الفريق التام لباريس سان جرمان في ذهاب ثمن نهائي الأبطال، والسماح لتشيلسي بالسيطرة وتسجيل ثلاثة أهداف في البرنابيو كادت أن تودي بالفريق خارج بطولته المفضلة، لولا خبرة وبراعة وتوهج بنزيما ومودريتش.

ريال مدريد

جماهير ريال مدريد المنتشية بتحقيق الدوري، تدرك في قرارة نفسها أن سهولة المنافسة هذا العام، كانت أيضًا بسبب تخبط برشلونة بداية الموسم وتراجع مستوى أتلتيكو مدريد، ما ساعد الفريق على حسم اللقب قبل أربع جولات من نهاية الليغا، وبالتالي فإن التحدي الأكبر أمام أنشيلوتي سيكون في العام القادم، حيث من المتوقع أن يعود أتلتيكو مدريد إلى الواجهة مجدّدًا، في وقت يتصاعد مستوى برشلونة بشكل واضح مع تشافي، وبالتالي سيتوجب على المدرب الإيطالي الكثير من العمل في حال أراد المحافظة على اللقب، وإثبات جدارته في مهمة قيادة السفينة البيضاء.