28-مايو-2022
ليفربول

"Getty"

تستقبل باريس مساء اليوم السبت الحدث الرياضي الأبرز عالميًا على صعيد الأندية، حيث يتواجه فريقا ريال مدريد الإسباني وليفربول الإنجليزي في نهائي دوري أبطال أوروبا، على ملعب حديقة الأمراء.

ليفربول

نهائي هذا الموسم يجمع فريقين حققا لقب البطولة 19 مرة من قبل، ريال مدريد هو سيد المسابقة بلا منازع، وحامل الرقم القياسي في التتويج بها بواقع 13مرة، من بينها الألقاب الثلاثة المتتالية التي حققها بقيادة زيدان بين 2016 و2018، وفي حال فوز الملكي بقمة السبت، سيصبح كارلو أنشيلوتي أول مدرب يحقق لقب المسابقة أربع مرات بعد نسختي 2003 و2007 مع ميلان، و2014 مع ريال مدريد بالذات، وسينضم اللقب إلى بطولة الدوري التي حققها الفريق هذا العام، وبالتالي سيحقق الفريق الثنائية للمرة الأولى منذ موسم 2017 مع زيدان.

ليفربول

ليفربول توّج هو الآخر بالبطولة ست مرات في السابق، آخرها كان في العام 2019 بقيادة كلوب الذي نجح أخيرًا في فك النحس الذي لازمه في المباريات النهائية مع بروسيا دورتموند الذي خسر معه نهائي أبطال 2012 ، وليفربول الذي خسر معه نهائي الدوري الأوروبي 2015، ونهائي الأبطال أمام ريال مدريد 2018، وبالتالي فإن الريدز يمتلكون حافزًا إضافيًا للفوز والثأر من خسارة نهائي كييف.

الطريق إلى باريس.. مساران مختلفان

عانى ريال مدريد الأمرين للوصول إلى المباراة النهائية، ووجد نفسه خارج البطولة أكثر من مرة، إلا أن خبرة لاعبيه وتاريخ النادي وسحر البرنابيو ساعد الفريق كلّ مرة لقلب النتيجة وانتزاع التأهل.

ليفربول

بعد تصدره مجموعته متفوّقًا على إنتر ميلانو الإيطالي، بالرغم من الخسارة التاريخية التي مني بها في البرنابيو أمام شريف تيراسبول المولدافي في أول مشاركاته التاريخية في المسابقة، تأهل ريال مدريد إلى المراحل الإقصائية حيث واجه ثلاثة فرق من العيار الثقيل، فلعب مع باريس سان جيرمان في ثمن النهائي، وعاد من تأخر بهدفين، وفاز بمجموع اللقائين بنتيجة 3-2، بفضل الهاتريك المدهش الذي سجّله بنزيما في الإياب بالبرنابيو خلال 17 دقيقة فقط، ثم نجح بإقصاء تشيلسي بعد تمديد اللقاء بمجموع 4-5، قبل أن يقلب الطاولة على مانشستر سيتي إيابًا في البرنابيو، ويسجل هدفين في الوقت القاتل بواسطة البديل رودريغو، فتذهب المباراة إلى أشواط إضافية، ويحسمها الملكي بهدف بنزيما من ركلة جزاء،  ويبلغ النهائي وسط ذهول المتابعين.

على المقلب الآخر يمكن القول أن طريق ليفربول في الأدوار الإقصائية كانت مفروشة بالورود، فبعد تصدّر الفريق لمجموعة قوية في الدور الأول ضمت ميلان، أتلتيكو مدريد، وبورتو عبر تحقيقه العلامة الكاملة، ابتسمت القرعة للريدز في مرحلة خروج المغلوب، فتفوّق على إنتر ميلانو في ثمن النهائي بالرغم من خسارته إيابًا في الأنفيلد، ولم تجد بعدها كتيبة يورغن كلوب الكثير من المشاكل لتخطي عقبة سبورتنغ لشبونة وفياريال، باستثناء بعض الفترات الصعبة خلال الشوط الأول في المادريغال، عرف ماني ورفاقه كيفية التعامل معها وأمّنوا بطاقة الصعود إلى النهائي الباريسي.

محمد صلاح يبحث عن ثأر شخصي

استبقت المباراة بتصريحات نارية من لاعبي الفريقين، فبعد توعّد محمد صلاح ريال مدريد بالانتقام في حال تواجهوا في النهائي، وتأكيده لاحقًا على أنه لم يقصد التقليل من الملكي بل كان يريد القول إنه متحفز لتعويض نهائي كييف، الذي شهد خروج محمد صلاح منه بسبب الإصابة بعد تدخّل قوي من سيرجيو راموس ضده في الشوط الأول، رد عدد من لاعبي الميرنغي على صلاح بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، من بينهم بنزيما، فالفيردي، ورودريغو، أكّدوا أنهم جاهزون للتحدي.

ليفربول

جماهير ليفربول تلقت أخبارًا سارة قبل المباراة النهائية، ما قد يقلل الشعور بالاستياء بسبب خسارة لقب الدوري بطريقة قاسية أمام مانشستر سيتي الأحد الماضي، بعد إعلان يورغن كلوب عن تعافي كل من فابينيو وتياغو ألكانتارا وجاهزيتهم للمباراة، وعن النهائي قال كلوب "ريال مدريد هو النادي الأكثر تتويجاً في دوري الأبطال. مدربه فاز بها ثلاث مرات ، ولا يمكننا الحصول على هذه التجربة بين عشية وضحاها. نحن متمرسون أيضًا، ووصلنا إلى النهائي الثالث لنا في خمس سنوات. هذا مميز."

ليفربول

وتابع كلوب قائلاً: "الفوز يعني لي الكثير ولكن هذه رياضة. يتم الحكم علينا من خلال النتيجة النهائية. إذا كنت لاعب كرة قدم ، فأنت تعلم أن ما فعله لاعبو فريقي استثنائي. لكن كل هذا يعتمد على لون ميدالية. التاريخ سيخبرنا بما يقوله الناس ".

ليفربول

على الضفة المقابلة، بدا كارلو أنشيلوتي هادئًا كعادته، وقال في المؤتمر الصحفي الذي سبق المباراة "نحن على دراية بتاريخ هذا النادي وما يتطلبه. كان من المهم حقًا أن نصل إلى هنا لأننا قضينا موسمًا جيدًا ونحن على بعد خطوة واحدة من التتويج. سنقدم كل ما لدينا. الجو جيد ومريح. يدير الفريق هذه الأنواع من المباريات بشكل جيد حقًا. المحاربون القدامى يساعدون اللاعبين الشباب على الاسترخاء والتطلع إلى المباراة بثقة ".

الصفوف مكتملة والجميع جاهز للنهائي

يعتمد ريال مدريد بشكل أساسي على خبرة لاعبيه وتجربتهم الطويلة في المسابقة، وفي مقدمتهم كريم بنزيما هداف المسابقة ( 14 هدفًا ) والمرشح الأبرز لنيل الكرة الذهبية، بالإضافة إلى الثنائي البرازيلي المتألق فينيسيوس ورودريغو، فيما ستلعب خبرة لوكا مودريتش الذي يزداد توهجًا مع التقدم في العمر، دورًا في مساعدة الفريق على السيطرة على نسق المباراة، دون أن ننسى تألق الحارس كورتوا الذي كان لتصدياته دور كبير في بقاء الفريق ضمن المسابقة.

ليفربول

في المقابل تبدو صفوف ليفربول متكاملة، فالفريق الذي نافس على أربع بطولات هذا الموسم، ليست لديه أية نقاط ضعف تقريبًا، مع تألق حارسه أليسون ودفاعه بقيادة فان دايك أحد أفضل مدافعي العالم، والظهيرين المتألقين أرنولد وروبرتسون، ناهيك عن التألق الكبير الذي أظهره ألكانتارا في مرحلة الإياب، فيما تبقى قوة الفريق الكبرى متمثلّة بهجومه الناري بقيادة صلاح وماني، مع الإضافات الكبيرة التي يقدمها لويس دياز الصفقة الجديدة، والمهاجم المميز دييغو جوتا.

ليفربول

الفريقان تقابلا سابقًا في دوري الابطال ثمان مرات، فاز ريال مدريد بأربع مواجهات مقابل ثلاثة لليفربول، في العام الماضي التقى الفريقان في الدور ربع النهائي وحسم الملكي المواجهة لمصلحته وبلغ المربع الذهبي. على صعيد النهائيات، تواجه الفريقان في نسختي 1981 و2018 وتبادلا الفوز. أكبر نتيجة كانت فوز ليفربول في الأنفيلد برباعية نظيفة في دور الـ 16 لنسخة 2008 – 2009.