يستقبل ملعب سانتياغو برنابيو مساء اليوم الأحد، كلاسيكو الأرض بين قطبي الكرة في إسبانيا، ريال مدريد حامل اللقب وصاحب الرقم القياسي بالتتويج، وبرشلونة الطامح للعودة إلى سكة المجد مرة أخرى، بعد فترة تخبّط إداري، فني، ومالي عاشها الفريق مؤخرًا، وأدت إلى تراجعه في الترتيب، وخسارته لنجمه الأول ليونيل ميسي، بالإضافة إلى فشل الفريق في إجراء تعاقدات مع لاعبين من الصف الأول.
للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، يدخل برشلونة مباراة الكلاسيكو في الدوري وهو بعيد عن المنافسة على لقب الليغا بشكل شبه نهائي، ويكون أقصى طموحه هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، من خلال احتلال أحد المراكز الأربعة الأولى، بالتزامن مع مشاركة الفريق في الدوري الأوروبي، إثر فشله في تخطي دور المجموعات لدوري الأبطال، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى منذ 21 سنة.
بالرغم من ذلك، تبدو المعنويات مرتفعة في البيت الكتالوني، والآمال كبيرة بتحقيق فوز معنوي في الكلاسيكو على غريمهم التقليدي، في ظل فترة الانتعاشة الكبيرة التي يعيشها الفريق في الفترة الماضية، والتي توّجها بالتأهل إلى ربع نهائي الدوري الأوروبي، بعد إقصاء كلًّا من غلطة سراي التركي ونابولي الإيطالي، وتحقيق سلسلة نتائج إيجابية في الدوري، من بينها الفوز بالأربعة على فرق بقيمة أتلتيكو مدريد، أتلتيك بلباو وفالنسيا، وبالتالي فإن البلوغرانا بقيادة تشافي نجح في إحداث ثورة حقيقية خلال فترة قصيرة، سيكون أمام اختبار جدي لتأكيد التطور الكبير الذي يشهده الفريق على مستوى الأداء والنتائج، وليس هناك ما هو أفضل من الكلاسيكو لتحقيق هذا الأمر.
على المقلب الآخر يقدّم ريال مدريد واحد من أفضل مواسمه في العقدين الأخيرين، فالفريق تصدّر مجموعته في دوري الأبطال، ثم نجح في إقصاء باريس جيرمان من دور ثمن النهائي، وتنتظره مواجهة قوية مع تشيلسي في دور ربع النهائي. في الدوري تبدو الطريق مفروشة بالورود أمام الفريق الملكي لتحقيق اللقب رقم 35 في تاريخه، إذ يتصدر اليوم جدول فرق الليغا بفارق عشر نقاط عن أقرب ملاحقيه إشبيلية قبل 11 جولة من ختام المسابقة.
نجح ريال مدريد بتحقيق الفوز في مبارياته الأربع الأخيرة في الليغا، آخرها كان ضد مايوركا الإثنين الماضي بثلاثية نظيفة، كما أن الفريق لم يتعرّض لأية خسارة على ملعبه في الدوري هذا العام، حيث لعب الفريق 14 مباراة، فاز في عشر منها وتعادل في أربعة، محقّقًا 34 نقطة على أرضه، من إجمالي 66 نقطة حصدها الفريق هذا الموسم.
عقد رعائي جديد لبرشلونة ينعش خزائنه
بالإضافة إلى النتائج الإيجابية التي يحققها برشلونة مؤخّرًا، تلقّى محبو الفريق أخبارًا سارة مؤخرًّا، بعد توقيع عقد رعاية مع شركة سبوتيفاي السويدية، حيث سيستفيد الفريق من مبلغ يقارب الـ 70 مليون سنويًا على امتداد الأعوام الأربعة القادمة، ما يرفع منسوب التفائل في إمكانية شراء نجوم عالميين في الصيف القادم. الفريق يبحث عن فوزه الأول في الكلاسيكو منذ عام 2019، علمًا أنّه خسر أمام غريمه في المواجهات الأربعة الماضية، آخرها كان في نصف نهائي كأس السوبر هذا العام، بالرغم من الأداء الجيد الذي ظهر فيه الفريق خلالها.
الصفقات الشتوية التي تعاقد معها برشلونة ساهمت بشكل كبير في رفع مستوى النادي، فالمهاجم الغابوني بيير أوباميانغ القادم من أرسنال سجّل ستة أهداف في المباريات الخمس الأخيرة، كما وجد فيران توريس القادم من مانشستر سيتي طريق الشباك أخيرًا ، وسجّل ثلاثة أهداف في الجولتين الماضيتين من الليغا، بالإضافة إلى المستوى البارز الذي يقدمه المخضرم دانييل ألفيش والجناح آداما تراوري على الجهة اليمنى، ومع ذلك فإنّ الأنظار ستتوجه بشكل خاص إلى الجوهرة الإسبانية بيدري، صاحب المستوى المدهش في المباريات الأخيرة، والذي توّجه بهدف رائع في مرمى غلطة سراي الخميس الماضي.
غياب بنزيما
على الضفة الأخرى ستحرم الإصابة ريال مدريد من نجمه الأول وهدافه كريم بنزيما، الذي يقدّم موسمًا أكثر من رائع، الأمر الذي يضعه في صدارة قائمة المرشحين لتحقيق الكرة الذهبية هذا الموسم في حال استمر بالتألق حتى نهاية الموسم، ومن حسن حظ الفريق الملكي أن الإصابة التي تعرض لها بنزيما في ربلة الساق أتت قبيل التوقف الدولي، وفي الوقت الذي يقترب ريال مدريد من حسم لقب الدوري، كما أن غياب بنزيما الاضطراري، سيُعطي الفرصة لانشيلوتي مدرب الفريق لتجربة أساليب جديدة في خط الهجوم، وقد يستفيد منها مستقبلًا، مع الإشارة إلى أن أحد أهم المآخذ ضد انشيلوتي هي إصراره على التشكيل نفسه في معظم المباريات.
التشكيلات المتوقعة
اعتمد تشافي على الرسم التكتيكي 4-3-3 في جل مبارياته مع الفريق الكتالوني. مع تواجد تير شتيغن في حراسة المرمى، ننتظر رؤية ألفيش – بيكيه – أراوخو – جوردي ألبا في خط الدفاع، على أن يتشكّل خط الوسط من سيرجيو بوسكيتس، فرانكي دي يونغ وبيدري، بينما ترتسم علامات الاستفهام على الثلاثي الهجومي الذي سيختاره تشافي للمباراة، مع ترجيح الصحافة الإسبانية لأن يكون مكوّنًا من عثمان ديمبيلي المتألق مؤخرًا، والثنائي المنتقل حديثًا إلى الفريق أوباميانغ وفيران توريس.
في المقابل، وكما عوّدنا أنشيلوتي، لا يُتوقع أن تشهد تشكيلة ريال مدريد أية مفاجآت. كورتوا في حراسة المرمى، أمامه كارفاخال – ميليتاو – ألابا – ناتشو، الأخير سيعوض غياب فيرلان ميندي، فيما يتكون خط الوسط من الثلاثي الكلاسيكي مودريتش – كاسيميرو – كروس، ويبقى السؤالان المحيران هما: من سيختار انشيلوتي بين رودريغو وأسينسيو؟ ومن سيكون بديل بنزيما؟ الإجابة على السؤال الثاني مفتوحة على عدة احتمالات، مع ترجيح فرضية اختيار غاريث بايل في النهاية.
أرقام تاريخية من الكلاسيكو
- هداف الكلاسيكو التاريخي هو ليونيل ميسي برصيد 26 هدفًا.
- أكثر من شارك في الكلاسيكو هما ليونيل ميسي وسيرجيو راموس بواقع 45 مرة. كلاهما غادر ناديه بداية الموسم وتوجّه للعب مع باريس سان جيرمان الفرنسي.
- إنريكيه فرنانديز ورادومير أنتيش هما الوحيدان اللّذان قاما بتدريب كلّ من الفريقين.
- سيرجيو راموس هو أكثر لاعب تلقى بطاقات حمراء في الكلاسيكو، وهو أيضًا أكثر لاعب تعرّض للخسارة في الكلاسيكو ( 20 مرة )
