17-فبراير-2017

رولا حمادة

تنتمي اللبنانية رولا حمادة إلى صف النخبة في التمثيل. سيرتها الذاتية الحافلة بالأعمال تزخر بين مرحلة وأخرى بإنجازات فنّية، تتشارك الفنانة وجمهورَها لحظاتها الحلوة سواء أكانت درامية أم كوميدية.

تنتمي اللبنانية رولا حمادة إلى صف النخبة في التمثيل

متى كان ظهور حمادة الأوّل على الشاشة؟ تلك مسألة سهلة، بالإمكان تحديدها بدقّة بالنظر إلى "فهرس" أعمالها وتواريخ عرضها، سواء في السينما أو التلفزيون، وهي تعود فعليًا إلى منتصف الثمانينيات. لكن المحطّة الأبرز والتي وسّعت دائرة شهرتها، كانت في رائعة شكري أنيس فاخوري "العاصفة تهبّ مرتين"، وذلك في مطلع تسعينيات القرن الماضي بإنتاج محلي من تلفزيون لبنان، وفي الفترة نفسها التي راجت فيها المسلسلات المكسيكية، فحقّق المسلسل اللبناني متابعة عالية رسخت في أذهان المشاهدين حتى اليوم.

اقرأ/ي أيضًا: ماغي بو غصن: الممثلة زوجة المنتج

حينها تألّقت رولا حمادة في "شراكة تمثيلية" مع الممثل فادي إبراهيم، على امتداد مئة وسبع وسبعين حلقة، من خلال دور الزوجة المتمرّدة جمال سالم. وتركت بـ"أناقة" شخصها وتماسك أدائها بصمةً هامةً في سجل الدراما اللبنانية.

في مراحل لاحقة قدّمت الممثلة، التي هاجرت إلى كندا بعد زواجها من كنديّ، أعمالًا متفاوتة في مستوى النجاح، كان أكثرها مشاهدةً مسلسل "فاميليا"، بجزئيه الأول والثاني، اللذين كتبتهما منى طايع، ثم "الأرملة والشيطان"، فـ"جذور"، وكان تألقها قبل ثلاثة أعوام في أوجه في مسلسل "وأشرقت الشمس".

مؤخرًا بدأت "المؤسسة اللبنانية للإرسال" عرض مسلسل "الشقيقتان"، من بطولة نخبة من النجوم اللبنانيين المخضرمين والشباب كجوزف بو نصار، نادين الراسي، باسم مغنية، سارة أبي كنعان وآخرين. رولا حمادة تلعب في "الشقيقتان" دورًا محوريًا في العمل الدرامي، لتجسّد -وفق رؤية كل من كلوديا مرشيليان لجهة النصّ وسمير حبشي من جانب الإخراج- بساطة العيش والإيجابية (المبالغ فيها في كثير من الأحيان) دور "زيّون" الأم والسند المعنوي الكبير لعائلة فقيرة، وسط صراع طبقي يخرج من المستوى الاقتصادي إلى الاجتماعي والعاطفي.

حمادة التي خاضت تجارب سينمائية ومسرحيّة، يُشكّل دخولها "حلبة" الأضواء، سواء على خشبة المسرح أو أمام كاميرا الشاشتين الفضية والذهبية، فرصة للتفنّن في إعادة صياغة الدور على طريقتها. فما تمنحه للشخصيات التي تقدّمها للمشاهد لا يتوقف عند معادلة السيناريو والحوار يساوي تمثيلًا. بل تقدّم بـ"حب" كل تلك الخبرة المتراكمة منذ أول أعمالها لتظهّر ما لم تكتبه الحروف أو تُشر إليه العبارات المسجّلة على "الورق"، أو الشفهية عن لسان كل من الكاتب والمخرج. باختصار رولا حمادة تهوى ما تفعل، وتعشق ما لم تفعله بعد. لذا يكون دومًا أداؤها اللاحق أفضل من سابقه، والحالي أجمل مما سبقه، دون أن يعني ذلك اتباعها "تكتيكًا" متعمّدًا لرفع وتيرة تطور الأداء "المختمر" أصلًا. منافسة رولا لرولا نفسها ربما. أو توق دائم لعمل لا تلبث أن تؤديه بكل حضورها وطاقتها وإطلالتها التي لا تزيدها سنوات العمر إلا إشراقًا، حتى تشرع في انتظار تحدٍ أكبر تدخله بعزيمة وتخرج منه برهبة انتظار رأي الجمهور.

ما تحرص عليه الفنانة رولا حمادة هو التأكيد أنها ممثلة، دون اهتمام بأية ألقاب أخرى

اقرأ/ي أيضًا: رامي عياش في "أمير الليل": خسارة مزدوجة

ما تحرص عليه الفنانة رولا حمادة هو التأكيد أنها ممثلة، دون اهتمام بأية ألقاب أخرى. لا نجمة ولا سوى ذلك. لعل ما تذهب إليه حمادة يجد تفسيره في أن الجوهر لن يملأ بهرج الألقاب فراغ مضمون الأداء وشكله، ولن يجعل من المؤدّي أمام الكاميرا ممثلاً. والمهنة في الأساس هي التمثيل، لذا إما أن يكون المؤدي ممثلًا أو لا يكون.

"زيّون"، أو رولا حمادة في مسلسل "الشقيقتان" شخصيّة تذهب في سلوكها نحو طوباوية اختارتها مرشيليان جزءًا من صورة المجتمع اللبناني في المرحلة التي تلت حقبة الانتداب الفرنسي، بما فيه من صراع طبقي بين العائلات المترفة والمرفّهة والعائلات الفقيرة التي تعيش على كفاف يومها. وحمادة، بما تُجيده في لعبة تحدي الذّات تُطوّع دورها -بحسب ما تظهره الحلقات الأولى للعمل- وتجعله بما فيه من مبالغات صادقًا بصدق انغماسها في الشخصية ومقنعًا بحرفيتها في تقديمها. فهل ستكون هي في الختام راضية تمامًا عمّا قدمته برضا الجمهور.

 

اقرأ/ي أيضًا:

إلهة الجمال: أول أوركسترا نسائية في أفغانستان

أين محمد هنيدي؟