دق رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك ناقوس الخطر بإعلانه أن الحرب في أوكرانيا تدخل "مرحلة حاسمة"، معتبرًا أن خطر اندلاع حرب عالمية ثالثة بات "جديًا وحقيقيًا".
وجاء هذا التحذير عقب إطلاق روسيا صاروخ "أوريشنيك" - صاروخ باليستي فرط صوتي ـ ردًا على استخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطانية، وصواريخ "أتاكمز" الأميركية بعيدة المدى، ضد أهداف في عمق الأراضي الروسية.
وجاء تحذير دونالد توسك في الوقت الذي عقد فيه مسؤولون من حلف شمال الأطلسي "الناتو" وأوكرانيا محادثات طارئة بشأن استخدام موسكو لصاروخ أوريشنيك القادر على حمل رأس نووي في استهداف مدينة دنيبرو الأوكرانية.
صاروخ أوريشنيك الروسي هو صاروخ باليستي فرط صوتي قادر على حمل رأس نووي
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد علق على إطلاق الصاروخ بالقول إنه جاء ردًا على استخدام أوكرانيا لصواريخ بريطانية وأميركية بعيدة المدى على أهداف في روسيا، مصدرًا بذلك تهديدًا صارخًا بأن موسكو "لها الحق" في ضرب أي دولة غربية تزود كييف بمثل هذه الأسلحة، ومتعهدًا في ذات الوقت بمواصلة استخدام الصاروخ الجديد "في مثل هذه الظروف القتالية"، وذلك في تهديد لكلٍ من أوكرانيا والغرب، حسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
وسارعت بولندا التي تشترك حدودًا مع أوكرانيا إلى التحذير من أن الحرب "تدخل مرحلة حاسمة". وقال رئيس الوزراء البولندي توسك "نشعر أن المجهول يقترب، فالصراع يأخذ أبعادًا دراماتيكية، وقد أظهرت الساعات القليلة الماضية أن التهديد خطير وحقيقي عندما يتعلق الأمر بالصراع العالمي".
أما الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، فاستغل هذا التطور، ليقول إن العالم بحاجة إلى الرد "بشكلٍ جاد على إطلاق بوتن للصاروخ، لإظهار أن هناك عواقب حقيقية لمثل هذا التصرف الخطير". وأضاف زيلينسكي أن وزارة دفاعه تعمل بالفعل مع الحلفاء والشركاء لتطوير الدفاعات الجوية للحماية من "المخاطر الجديدة" التي تواجهها بلاده.
وكان البرلمان الأوكراني قد ألغى جلساته مع تشديد الإجراءات الأمنية في أعقاب الضربة على دنبرو.
وشهد هذا الأسبوع استخدام أوكرانيا صواريخ "ستورم شادو" البريطاني وأنظمة الصواريخ التكتيكية للجيش الأمريكي (ATACMS) لضرب أهداف داخل روسيا، بعد أشهر من مناشدة زيلينسكي للسماح باستخدام الصواريخ، التي يتراوح مداها بين 150 و190 ميلًا.
وردًا على ذلك، صعدت روسيا تهديداتها للغرب. فبالتزامن مع مرور ألف يوم على الحرب، وقع بوتين على عقيدة نووية منقحة تعلن أن أي هجوم تقليدي على روسيا من قبل أي دولة مدعومة بقوة نووية سيعتبر هجومًا مشتركًا من الدولة المهاجمة والقوة النووية الداعمة لها.
وقال مسؤولون عسكريون أميركيون في البنتاغون إن الصاروخ الذي أطلقته روسيا يستند إلى تصميم الصاروخ الباليستي العابر للقارات "آر إس-26" القادر على حمل رأس نووي. وذكرت الاستخبارات الأوكرانية أن الصاروخ حلق بسرعة 11 ماخ، ووصل إلى هدفه في 15 دقيقة فقط". وكان الصاروخ الروسي مزودًا بستة رؤوس حربية، كل منها مزود بستة ذخائر فرعية. ورجحت الاستخبارات الأوكرانية أن يكون الصاروخ من "مجمع صواريخ كيدر، وهو برنامج صواريخ باليستية روسي".
يشار في هذا الصدد إلى ما أعلنه الرئيس الروسي من أن بلاده "ستواصل اختبار صاروخ أوريشنيك في الميدان وستبدأ الإنتاج التسلسلي للنظام الجديد"، زاعمًا أن من سماهم الأعداء "لا يستطيعون اعتراضه".
التصعيد الروسي لاقى ردود فعل قوية في أوروبا، إذ شدد بعض القادة الغربيين، بمن فيهم وزيرة الدفاع البريطانية، ماريا إيغل، على دعمهم أوكرانيا. ودان آخرون مثل وزير خارجية جمهورية التشيك، يان ليبافسكي، الضربة الروسية باعتبارها محاولة لتخويف أوكرانيا وأوروبا.
وبدوره، أكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، أنه على الرغم من أن بريطانيا ليست في حالة حرب، فإن الصراع الدائر في أوكرانيا هو معركة أساسية لضمان عدم نجاح روسيا، واصفًا الأمر بأنه مسألة أمن أوروبي.
وحذر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان، وهو يعد أحد أقرب حلفاء الكرملين في أوروبا، من التقليل من شأن ردود روسيا، قائلاً إنه "يجب ألا يتم اعتبار تعديلات روسيا لعقيدتها النووية على أنها خدعة أو مجرد تحذير".