أعلنت روسيا استعدادها لمناقشة استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا مع الولايات المتحدة، في خطوة هي الأحدث منذ الرسائل المتبادلة بين الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي، دونالد ترامب، التي أعربا خلالها عن رغبتهما إجراء محادثات متبادلة بينهما خلال الفترة الماضية،وأشارا فيها إلى أنهما يريدان مناقشة الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى وضع اتفاقية جديدة للحد من مخزونات الأسلحة النووية الاستراتيجية.
ونقلت صحيفة إزفيستيا الروسية عن مسؤولين دبلوماسيين روس قولهم إن الكرملين أكد أنه "منفتح دائمًا على الحوار المهني بشأن جميع القضايا المدرجة على جدول أعمال منظمة حظر الأسلحة الكيميائية"، لكن الدبلوماسيين الروس أشاروا أيضًا إلى أن "ممثلي الولايات المتحدة في لاهاي، فضلًا عن منصات دولية أخرى، لم يقرروا بعد التعاون الملموس مع روسيا"، مؤكدين أنه عندما تكون واشنطن مستعدة للحوار، فإن موسكو ستكون في المقابل مستعدة لذلك "على أساس مهني متساوٍ وغير مسيس".
وبحسب الصحيفة الروسية، فإنه منذ بدء الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، عمدت الولايات المتحدة إلى إيقاف أقمارها الصناعية من طرف واحد، بالإضافة إلى أي شكل من أشكال التفاعل مع البعثة الروسية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
منذ بدء الحرب التي شنتها روسيا ضد أوكرانيا في شباط 2022، عمدت الولايات المتحدة إلى إيقاف أقمارها الصناعية من طرف واحد، بالإضافة إلى أي شكل من أشكال التفاعل مع البعثة الروسية لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية
ويدعي الدبلوماسيون الروس إنهم يواصلون "نشر الأدلة بين جميع الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية على استخدام القوات المسلحة الأوكرانية لأنواع مختلفة من المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين والمسؤولين الروس والعسكريين".
وكانت روسيا قد أعلنت مقتل قائد قوات الدفاع الإشعاعي والكيميائي والبيولوجي الروسية، إيغور كيريلوف، ونائبه منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي. وبحسب بيان لجنة التحقيق الروسية، فإن مقتل كيريلوف جاء نتيجة انفجار عبوة ناسفة كانت موضوعة في دراجة سكوتر متوقفة قرب مدخل مبنى سكني في شارع ريازانسكي في العاصمة موسكو. ورجحت وسائل إعلام غربية وقوف كييف وراء عملية الاغتيال.
وتعليقًا على تقارير استعداد موسكو مناقشة استخدام الأسلحة الكيميائية في أوكرانيا مع الولايات المتحدة، تقول الصحيفة الروسية إنه على الرغم من حقيقة أن الوفد الأميركي لدى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لم يتواصل بعد مع الجانب الروسي، إلا أنها لا تستبعد مثل هذه الخطوة مستقبلًا، مستندة بذلك إلى تصريحات ترامب المرتبطة برغبته التوصل إلى اتفاق بشأن أوكرانيا.
وشهدت ولاية ترامب الأولى كسرًا للجمود الدبلوماسي بين موسكو وواشنطن في بعض الحالات، من ضمنها، توصل روسيا والولايات المتحدة بالاشتراك مع هولندا إلى اتفاق بشأن تحديث قوائم الرقابة على المواد السامة من الملحق لاتفاقية الأسلحة الكيميائية لعام 1993.
أعاد الكرملين إرسال رسائل غير مباشرة مرتبطة برغبة بوتين لقاء ترامب، وذلك بعد تصريحات سابقة أطلقها ترامب دعا فيها إلى إجراء محادثة في أقرب فرصة مع بوتين.
اقرأ أكثر: https://t.co/M8oGDcAvT3 pic.twitter.com/BiUHZQ7GzN— Ultra Sawt ألترا صوت (@UltraSawt) January 28, 2025
وكان الناطق باسم الكرملين، دمتري بيسكوف، قد قال في تصريحات صحفية في وقت سابق من الشهر الماضي، ردًا على سؤال مرتبط باحتمال حدوث لقاء بين بوتين وترامب، إنه "حتى الآن، لم نحصل على أي إشارات من الأميركيين"، لكنه أضاف موضحًا "نحن مستعدون، وبحسب ما سمعنا الاستعداد نفسه موجود عند الجانب الأميركي".
وأقرّ الرئيس الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي في وثيقة رسمية أسسًا جديدة للعقيدة النووية الروسية، حيثُ جاء في مضمون القرار "أن روسيا ستعتبر أي هجوم من قبل دولة غير نووية مدعومة بقوة نووية على أنه هجوم مشترك"، كما أشار إلى أن موسكو "ستحتفظ بحقها في النظر في الرد النووي على هجوم بأسلحة تقليدية يهدد سيادتها"، بما يشمل الصواريخ والطائرات المسيّرة التي قد تستهدف عمق الأراضي الروسية.
وخلال تصريحاته السابقة بشأن إمكانية إجراء محادثات مع الرئيس الروسي، كرر ترامب استخدام كلمة "نزع السلاح النووي"، الأمر الذي يعني رغبته بالتفاوض على اتفاقية جديدة للحد من مخزونات الأسلحة النووية الاستراتيجية، وليس القضاء عليها. وفي المقابل، يريد بوتين إحياء المناقشات حول "الاستقرار الاستراتيجي"، وهو المصطلح الفني بين المفاوضين للمحادثات التي لا تغطي فقط عدد الأسلحة النووية المنتشرة على كل جانب، بل أيضًا مكان وجودها، وكيفية تفتيشها، والخطوات اللازمة لردع استخدامها.