25-فبراير-2021

ديديه ديشان مدرّب فرنسا الحالي وقائد الديوك في مونديال 1998 يواجه روبيرتو باجيو (Getty)

قلّما تجد لاعبًا في تاريخ كرة القدم ظل ما فعله من إبهار وانكسار عالقًا في المخيلة الشعبية  كروبرتو باجيو، فذاك الإيطالي المبدع الذي أحدث في كرة القدم ما لم يحدثه أحدًا غيره، انتقل في فتره وجيزة إلى مصاف سادة و كبار أنديه القوم في بلاده، باجيو الذي لعب لفيورنتينا  واليوفي والميلان والإنتر، بعد أن دشّن تلك المسيرة المثيرة للإعجاب والجدل في آن واحد بين جنبات نادي فيشينزا.

وقبل أن يختمها  في بريشيا بقمه الإبداع في سن السابعة والثلاثين، في إبهار تام  رغم تقدم العمر الكروي، في سابقة  ربما لم يسبقها  إليه إلا فارس الكره الإنجليزية والحائز على أول الكرات الذهبية في أوروبا، ونحكي عن السير ستانلي ماثيوز، هذا ويعرف الجميع أنه باجيو وفي يوم شديد الحرارة علي ملعب "روز بول " في ولاية  كاليفورنيا الأمريكية، قد كسر قلب الشعب الإيطالي، بل مات واقفًا كما وصف أحد الصحافيين الطليان تلك الحادثة.

فالمبهر الذي طالما تخصص في الركلات الحرة المباشرة، وفي التسديد من علامة الجزاء، لاسيما في فترته مع يوفنتوس تورينو، أطاح بضربه الجزاء أمام عيون تافاريل الحارس البرازيلي، وأمام أنظار 94 ألف مشاهد احتشدوا في الملعب، غير ملايين من الشعب الإيطالي شاهدوه وهو يطيح بالكرة أعلى المرمى، لكن تلك الكرة لم تكن الوحيدة التي كسر بها روبرتو الشعب الإيطالي، ثمّة أخرى قاتلة لم يلتفت إليها الكثيرون.

القصة كانت يوم الثالث من يوليو/تموز من العام 1998 في مباراة دور الثمانية من مونديال فرنسا، أمام المنتخب المستضيف في ضاحية سان دوني، بحضور أكثر من 80 ألف متفرج، وبعد أن دخل إلى الملعب في الدقيقة 67 حاملًا القميص رقم 18، إثر استحواذ أليساندرو ديل بييرو على القميص رقم 10، والذي لطالما أبدع به باجيو ، ورغم أداء مبهر قام فيه بخلله الدفاعات الفرنسي بمراوغاته البديعة، لاحت لحظة كانت كفيلة بقتل الحلم الفرنسي، والذي تحقق لاحقًا برأس زيدان في النهائي أمام البرازيل، والأغرب أنه كان في مرمى تافاريل أيضًا، لكنّ باجيو أضاع حلم الإيطاليين مرّة أخرى، وأبقى على آمال الديوك.

حيث وصلت كرة إلي ديمتريو ألبرتيني الذي دخل بديلًا أيضًا في الشوط الثاني، قام بإسقاطها لباجيو الذي تحرك تحركا رائعًا خلف المدافعين الفرنسيين، ليجد باجيو نفسه أمام بارتيز الحارس الفرنسي في الدقيقة الـ11 من الشوط الإضافي الأوّل، التقطها باجيو على الطائر مسددًا إياها على يمين الحارس الفرنسي، انحرفت الكرة قليلًا عن القائم الأيسر، وضاع الحلم الإيطالي من جديد، والغريب أن المدافع الفرنسي ليليان تورام  أمسك برأسه في لحظه بدا فيها متحسرًا، بعد ذلك تحسّر تشيزاري مالديني المدرب الإيطالي أكثر من تورام، وقف الراحل مالديني على خط الملعب مصدومًا بلقطة إهدار باجيو للهدف، هدفٌ كان كفيلًا بإنهاء المباراة وفق قاعدة الهدف الذهبي التي عُمل فيها في مونديال فرنسا.

ومع ذلك بقي الحب لباجيو والإيمان بقدراته ومهاراته، فكثيرون يعتبرونه الأفضل في تاريخ إيطاليا، لذلك بعد المونديال انتقل وهو في سن الحادية والثلاثين من فريق بولونيا إلى الإنتر مجددًا، ليبقى معه حتى سن الـ33، ثم ينتقل إلي بريشيا ولا يكف عن إذلال الفرق الكبرى في مواجهاته معها، ليبقى باجيو ممثّلًا لقصه من العشق المستحيل، المفرح والمؤلم في آن واحد.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

جرح روبرتو باجيو الذي لم يندمل منذ كأس العالم 1994

من الصبيّ الذي حطّم آمال إنجلترا في كأس العالم 1998؟