20-سبتمبر-2021

كان فخري من أهم القائمين على المشروع النووي الإيراني (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

كشف تقرير مطول لصحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل استخدمت "روبوتا قاتلًا" في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري  زاده الذي قُتل أواخر العام الماضي قرب  طهران، والذي يوصف في بعض الدوائر الاستخباراتية والإعلامية بأنه الأب الحقيقي لبرنامج إيران النووي.

كشف تقرير مطول لصحيفة نيويورك تايمز أن إسرائيل استخدمت "روبوتا قاتلًا" في اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري  زاده الذي قُتل أواخر العام الماضي

وبنت الصحيفة تقريرها استنادًا إلى مجموعة من المقابلات قالت إنها تمت مع مسؤولين أمريكيين وإسرائيليين وإيرانيين، بينهم مسؤولان قالت إنهما مطلعان على تفاصيل التخطيط للعملية وتنفيذها، حسب الصحيفة، مشيرة إلى أن مسؤولين في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب أقروا خطة الاغتيال.

اقرأ/ي أيضًا: مسؤول أمريكي: إسرائيل وراء اغتيال العالم النووي الإيراني

الوقائع العادية لعملية الاغتيال

اغتيل فخري زاده، بحسب الرواية الرسمية المتداولة في الإعلام، عندما كان يقود سيارته مصحوبًا بزوجته، في طريقه إلى منزلهما الريفي الواقع في مدينة أبسرد، التي تقع ضمن حدود محافظة طهران وتضم بيوتًا فخمة لمسؤولين إيرانيين، بهدف قضاء عطلة نهاية الأسبوع، وكانت المخابرات الإيرانية، حسب نيويورك تايمز قد حذرت فخري زاده من مخطط لتصفيته، الأمر الذي يتوجب حصر تحركاته قدر الإمكان ووجود مرافقة أمنية معه طيلة الوقت، لكنه تجاهل التحذير، وكان يفضل أن يعيش حياة طبيعية، حسب مصادر نيويورك تايمز.

وكانت إسرائيل حسب ذات الصحيفة تسعى وراء اغتيال فخري زاده منذ 14 عامًا، كما كشف مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن خطةً لاغتياله في العام 2009 أوقفت في اللحظة الأخيرة بعد أن كشفها الإيرانيون. كما أشارت الصحيفة في هذا السياق إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو كان قد تحدث خلال مؤتمر صحفي عام 2018 عن التقدم الذي تحرزه إيران على الصعيد النووي، داعيًا حينها إلى تذكّر اسم محسن فخري زاده. وأضافت  في معلومات تكشف لأول مرة، أن إسرائيل اغتالت 5 عملاء نوويين إيرانيين، وأصابت سادسًا، وقتلت أيضًا المسؤول الأول عن البرنامج الصاروخي الإيراني و16 من أعضاء فريقه.

الروبوت القاتل يحل اللغز

كان لافتًا للانتباه عجز السلطات الإيرانية عن الإمساك بأي مشتبه بهم بعد عملية الاغتيال، ويعود السر في ذلك حسب تقرير نيويورك تايمز إلى أن الاغتيال تم من دون وجود أي عملاء على الأرض وبواسطة روبوت قاتل قادر على إطلاق 600 طلقة في الدقيقة، وهو سلاح جديد عالي التقنية مزود بذكاء اصطناعي وكاميرات متعددة تعمل عبر الأقمار الصناعية.

وقالت المصادر الإسرائيلية لنيويورك تايمز أن وزن الروبوت والمدفع الرشاش الذي استخدم في الاغتيال بلغ نحو طن، ما استدعى تفكيكه إلى معدات صغيرة، هُرّبت على فترات لإيران، وهناك تم تجميعها من جديد سرًا بواسطة عملاء.

وأضافت المصادر الإسرائيلية أن بناء الروبوت تم ليتناسب مع حجم حوض الشاحنات من طراز "نيسان زامياد" (Nissan Zamyad) التي يشيع استخدامها في إيران، وأنه تم تركيب كاميرات في اتجاهات متعددة على الشاحنة لمنح غرفة القيادة صورة كاملة ليس فقط للهدف وتفاصيله الأمنية، ولكن للبيئة المحيطة.

وفي النهاية، تم تفخيخ الشاحنة حتى يمكن تفجيرها عن بعد وتحويلها إلى أجزاء صغيرة بعد انتهاء عملية القتل من أجل إتلاف جميع الأدلة. ولتحديد الهدف بدقة، وضع عملاء إيرانيون جنّدهم الموساد الشاحنة الصغيرة على جانب الطريق الذي يسلكه فخري زاده، وتم التظاهر بأنها معطلة، في حين تم تزويدها بكاميرا مرتبطة بأقمار صناعية ترسل الصور مباشرة إلى مقر قيادة العملية.

وأكد تقرير الصحيفة الأمريكية أن العملية بكاملها استغرقت أقل من دقيقة، وتم خلالها إطلاق 15 رصاصة فقط، وكان من اللافت أن أي من الرصاصات لم تصب زوجة فخري زاده التي كانت تجلس على بعد سنتيمترات قليلة منه.

تأييد أميركي لاغتيال فخري زاده

في إطار التحضير لعملية اغتيال فخري زاده كشفت نيويورك تايمز أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين عقدوا أواخر العام 2019 ومطلع 2020 سلسلة اجتماعات لتدارس الخطة، وحضر تلك الاجتماعات، حسب نيويورك تايمز، من الجانب الإسرائيلي رئيس الموساد يوسي كوهين، ومن الجانب الأمريكي مسؤولون كبار بينهم الرئيس دونالد ترامب ووزير خارجيته مايك بومبيو ومديرة وكالة المخابرات المركزية "سي آي إيه" (CIA) جينا هاسبل.

في إطار التحضير لعملية اغتيال فخري زاده كشفت نيويورك تايمز أن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين عقدوا أواخر العام 2019 ومطلع 2020 سلسلة اجتماعات

وساعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي عام 2018، حسب نيويورك تايمز، في تهيئة الظروف للموافقة الأمريكية على تنفيذ إسرائيل لهجماتها التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، ومن بينها اغتيال محسن فخري زاده.