30-يونيو-2021

الشاعر والروائي المغربي محمد الأشعري

ألترا صوت – فريق التحرير

صدرت عن منشورات المتوسط في إيطاليا، رواية جديدة للروائي المغربي محمد الأشعري، بعنوان "من خشبٍ وطين". روايةٌ تضعنا في مواجهةٍ صريحةٍ مع أسئلةِ الحياةِ الأكثر عمقًا، يزيحُ فيها الكاتبُ أقنعةً كثيرة عن البشر والأشياء والأوهام التي نعيشُ بها وفي وسطها.

تضعنا رواية "من خشبٍ وطين في مواجهةٍ صريحةٍ مع أسئلةِ الحياةِ الأكثر عمقًا، إذ يزيحُ فيها الكاتبُ أقنعةً كثيرة عن البشر والأشياء والأوهام

وجاء في كلمة الناشر على الغلاف: إبراهيم، رجلٌ يقرِّر في لحظةٍ ما، تغييرَ مسارهِ البديهيِّ في الحياة، كما هو مرسومٌ مُسبقًا للجمُوع. يتخلَّى عن وظيفته المرموقة في البنك، يتركُ المدينةَ، يُطلِّق زوجته التي هي أيضًا زميلة عمله، ويلجأ إلى مكان هادئ بجوار غابةِ المعمورة في المغرب. هناك حيثُ يعتني بتربيةِ النَّحل، سيلتقي بقُنْفُذٍ مُصاب ليتعرَّف، بسببهِ، على الطبيبة البيطريَّة بريجيت، وتظهر بوادرُ علاقة حبٍّ يخشى أن تعيدهُ إلى أحابيل المدينة، هو القادم من منطقة غائمةٍ بداخله، الهاربُ إلى الضواحي، المعتقد أنَّ مكانةَ الحياةِ تكمنُ في الحياةِ ذاتِها، وليس في الأشياء التي تتزاحم فيها.

اقرأ/ي أيضًا: رواية "المئذنة البيضاء".. السيرة التي يستحقها مسيح دجّال

بلغةٍ تتَّكِئ على هذه الجدلية، تقفُ رواية محمد الأشعري على دقائقِ الأمورِ، عند تلك التفاصيل والكائناتِ الصغيرة، التي لا نعتقدُ يومًا أنَّها ستُغيِّر حياتنا، ولكنَّها تفعل تمامًا كما فعل القُنْفُذ "يَنْسِي". هي أيضًا روايةٌ عن الغابة بأشجارها ومائها، بعتمتِها وتوحُّشِها، هذه القطعةُ المفقودةُ في أرواحنا، وقبل ذلك عن الجشع الإنساني والمصائر المتشابكة التي تصيرُ معها كلُّ الأجوبة السليمة ضربًا من الجنون.

محمد الأشعري شاعر وروائي من المغرب. بدأ نشر قصائده في مطلع السبعينات وصدر ديوانه الأول "صهيل الخيل الجريحة" سنة 1978. نشر مجموعة قصصية بعنوان "يوم صعب"، وخمس روايات هي "جنوب الروح" و"القوس والفراشة" التي فازت بالجائزة العالمية للرواية العربية (بوكر 2011)، ثم "علبة الأسماء، "ثلاث ليال"، و"العين القديمة".


من الرواية

ذات صباح وهو يشرب قهوته قبل الدخول إلى البنك قرأ مقالًا صغيرًا في جريدة لوموند الفرنسية، عن الخطر الذي يتهدَّد الحياة في كوكب الأرض جرَّاء الإبادة التي يتعرَّض لها النحل في جميع أنحاء المعمور. لم يكن يعير النحل أيَّ اهتمام، ولم يكن يتصوَّر أبدًا أن انقراض النحل سيؤدِّي إلى انقراض الحياة. ربَّما فكَّر أن ينقرض العسل الذي لا يكنُّ له محبَّة خاصَّة، أمَّا الحياة برمَّتها، فكيف يكون مصيرها معلَّقًا بهذه الحشرة الصغيرة الهشَّة التي تموت إذا لسعت، وتعيش أيَّامًا معدُودة في شغل دائم لا يشبهه سِوى الشغل في البنك؟ كان إبراهيم قد اتَّخذ قراره بتغيير الوجهة. ولكنه أحبَّ أن يكون هذا المقال الطريف هو الشرارة الأولى التي اشتعل بها حريق كبير في حياته، حريق سيؤدِّي به إلى سوء تفاهم كبير مع العالم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

جائزة الأركانة لمحمد الأشعري.. توسيع مساحات الحرية في اللغة والحياة

كتاب "في الفن الإلهي".. عن الشعر والمتن الديني