14-نوفمبر-2017

غرافيتي لـ بينوكيو

تعدُّ رواية "بينوكيو: قصّة دمية مُتحرّكة" للكاتب الإيطالي كارلو كولّودي واحدةً من أهم الأعمال الأدبيّة الايطاليّة، حيث انّها تركت تأثيرًا أدبيًّا واضحًا في المشهد الأدبيّ الايطاليّ، على غرار "الكوميديا الالهيّة" وغيرها من الأعمال الايطاليّة الأخرى. رواية بينوكيو الصادرة في مدينة فلورنسا سنة 1883؛ صدرت حديثًا في ترجمة عربيّة جديدة وموسَّعة عن "منشورات المتوسّط، ميلانو" بتوقيع الكاتب والمترجم السوري يوسف وقّاص.

تمتاز الترجمة الجديدة لرواية "بينوكيو: قصّة دمية مُتحرّكة" بأنّها مأخوذة عن النسخة الأصليّة منها

تمتاز الترجمة الجديدة للرواية بأنّها مأخوذة عن النسخة الأصليّة منها، بحسب المترجم يوسف وقّاص، الذي قال إنّ الرواية الأصليّة مُختلفة تمامًا عمّا هو معروفٌ عنها، وعمّا أصدرته "والت ديزني" أيضًا. إذ أنّ شخصيّة "بينوكيو" بطل الرواية، تتسم بأنّها شخصيّة مهذّبة وغير وقحة في الفيلم، على عكس ما هو في الرواية، وهذا ما يؤكّد، بحسب تعبير يوسف وقّاص، أنّ الفيلم كان مُعدًّا للأطفال بالدرجة الأولى، ولم يعرض القصّة كما كتبها كارلو كولّودي.

اقرأ/ي أيضًا: سالغاري والقرصان الأسود

تدور أحداث الرواية حول مغامرات دمية خشبيّة تتحوّل في النهاية إلى ولدٍ من لحمٍ ودم، وذلك بعد مسارٍ طويل من المُمارسة والنضوج. الدمية في الأساس هي قطعة خشبيّة يُهديها النجّار كرزة إلى صديقه جيبيتّو الذي يصنع منها دميةً يحاول من خلالها كسب قوته. ولكنّه ما أن ينتهي من صناعتها حتى تقف على قدميها وتفرّ إلى الشارع، وبينما يطاردها جيبيتّو، يعتقلهُ أحد أفراد الدرك، ويعود بينوكيو مجدَّدًا إلى بيت والده، جيبيتّو، والذي يخرج من السجن ليجد قدميّ الدمية محروقتان، ما يدفعهُ لصناعة قدمين جديدتين لها.

بينوكيو

لا يكفُّ بينوكيو عن المغامرة والمجازفة التي تنقلهُ من مكان إلى أخر برفقة والده الذي يستمرُّ في البحث عنهُ، والذي ابتلعتهُ سمكة قرش أثناء بحثه، وفي نهاية القصّة، يعثر بينوكيو على والده داخل السمكة، ويهربا معًا ليبدأ بينوكيو العمل في إحدى المزارع من أجل تأمين الحليب لوالده المريض، وفي اليوم التالي، يستيقظ بينوكيو ليجد نفسه ولدًا بجلدٍ وعظم.


مقطع من الرواية

في هذه الأثناء، عبرت من فوقه حمامة كبيرة، ثم توقفت فاردة جناحيها، ونادته من علوٍ شاهقٍ:

- قل لي أيها الطفل، ماذا تفعل هناك في الأسفل؟

- ألا ترين أنني أبكي؟! – قال بينوكيو وهو يرفع رأسه نحو مصدر الصوت ويفرك عينيه بِكُمّ سترته.

- أخبرني إذن، – أضافت عندئذ الحمامة – ألا تعرف بالصدفة من بين أصحابك، دمية تدعى بينوكيو؟

- بينوكيو؟ ... هل قلتِ بينوكيو؟ - كرّر بينوكيو وثَبَّ فوراً من مكانه. – أنا بينوكيو!

الحمامة، بسماع إجابته، نزلت بسرعة وحطّت على الأرض. كانت أكبر حجماً من ديك حبشي.

- إذن، أنت تعرف جيبيتّو أيضاً؟ -سألت بينوكيو.

- إذا كنت أعرف جيبيتّو؟ أجل، إنه أبي المسكين! هل كلّمكِ عنّي؟ هل يُمكنكِ مرافقتي إليه؟ هل لا زال حياً؟ أجبينني بحق السماء: هل لا زال حيّاً؟

- لقد تركته منذ ثلاثة أيام على شاطئ البحر.

- وماذا كان يفعل على شاطئ البحر؟

- كان يصنع بنفسه زورقاً صغيراً لكي يعبر به المحيط. ذلك الرجل المسكين، منذ أربعة أشهر وهو يدور العالم بحثاً عنك. وبما أنه لم يعثر عليك، يُصرّ الآن على البحث عنك في بلاد بعيدة من العالم الجديد.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أمبرتو إيكو.. عن الكتب التي لا نقرؤها

رواية "أثر على أثر".. تقلبات روسيا المعاصرة