28-يناير-2022

رواية "الحرب والتربنتين" (ألترا صوت)

ألترا صوت – فريق التحرير

أصدرت "دار الكرمة" في العاصمة المصرية، حديثًا، رواية "الحرب والتربنتين"، وهي ترجمة أمينة عابد العربية لرواية الكاتب والشاعر البلجيكي – الفلامندي ستيفان هيرتمانس (1951) "Oorlog en Terpentijn"، التي صدرت طبعتها الأولى منتصف عام 2013 عن دار "De Bezige Bij" في هولندا.

تقوم "الحرب والتربنتين" على مزيجٍ لافت بين الخيال والتاريخ والسيرة الذاتية. وتتناول مواضيع مختلفة تشمل الحب، والحرب، والفن، إلى جانب التفاصيل اليومية

تُعتبر "الحرب والتربنتين" واحدة من أشهر الروايات الأوروبية الحديثة وأكثرها مبيعًا خلال السنوات الأخيرة، إذ بلغت مبيعات طبعتها الهولندية وحدها أكثر من 200 ألف نسخة، ناهيك عن ترجمتها إلى نحو 20 لغة حول العالم، ووصول طبعتها الإنجليزية إلى القائمة الطويلة لجائزة "البوكر الدولية" عام 2017.

اقرأ/ي أيضًا: طبعة جديدة من ديوان إيمان مرسال "حتى أتخلى عن فكرة البيوت"

تقوم الرواية على مزيجٍ لافت بين الخيال والتاريخ والسيرة الذاتية، وتتناول مواضيع مختلفة تشمل الحب، والحرب، والفن، إلى جانب التفاصيل اليومية التي يقول الكاتب إنها، في معظمها، تفاصيل واقعية عاشها وخبرها جده، أورباين مارتن، الذي دوّنها في مذكراته التي سلّمها، قبل وفاته عام 1981، إلى حفيده ستيفان هيرتمانس الذي اعتمد عليها في تأليف هذه الرواية.

يقول هيرتمانس إنه لم يقرأ تلك المذكرات، التي توزعت على أكثر من 600 صفحة في ثلاثة دفاتر ضخمة، إلا بعد 30 عامًا على وفاة جده، وأن ما دفعه إلى قراءتها هو الذكرى المئوية للحرب العالمية الأولى التي شارك فيها الجد، وشغلت حيزًا واسعًا من مذكراته.

تتوزع الرواية على ثلاثة أقسام. يضيء ستيفان هيرتمانس في القسم الأول على الظروف التي أحاطت بقراءته لمذكرات جده، إلى جانب محاولاته للتخلص من أثرها، وإعادة اكتشافها بطريقة تتيح له تحويلها إلى عملٍ روائي. ويتحدث الشاعر البلجيكي في هذا القسم أيضًا عن تفاصيل زيارته للأماكن التي ذكرها جده في مذكراته، التي وثقت لأحوال فقراء الأرياف الأوربية عمومًا، والبلجيكية منها خصوصًا، خلال النصف الأول من القرن الفائت.

يغيب هيرتمانس في القسم الثاني من روايته لصالح جده، الذي يروي تفاصيل مشاركته في الحرب العالمية الأولى. يخبرنا الجد أنه أصيب خلالها ثلاث مرات بجروح خطيرة كادت أن تنهي حياته، وأنه شاهد أعضاء رفاقه تتطاير في الهواء، ومشى بين جثثهم أيضًا، إن كان أولئك الذين قُتلوا خلال المعارك، أو الذين قضوا بفعل الجوع والمرض وغيره.

تُعتبر رواية ستيفان هيرتمانس "الحرب والتربنتين" واحدة من أشهر الروايات الأوروبية الحديثة وأكثرها مبيعًا خلال السنوات الأخيرة

يتحدث الجد عن الحرب كما رآها وعايشها في جبهات القتال، حيث يقضي الجنود حاجتهم في مكانهم، فتتحول الخنادق والمتاريس إلى مكان تمتزج فيه روائح الجثث المتعفنة بروائح البراز الكريهة. ويركز الراوي في حديثه على الجوع الذي دفعهم إلى قتل الحيوانات وأكلها، ويشير أيضًا إلى المعاملة العنصرية التي كان يعامل بها هو وبقية أبناء الإقليم الفلامندي، الذي يتحدث سكانه اللغة الهولندية، من قبل بعض الضباط والجنود الذين ينتمون إلى إقليم بروكسل.

اقرأ/ي أيضًا: كتاب "حفرة الأعمى".. مقامات خليل صويلح الأدبية

أما القسم الثالث والأخير من الرواية، فيعود فيه مؤلفها ستيفان هيرتمانس ليروي تفاصيل ما يقارب 60 عامًا من سيرة جده بعد نهاية الحرب، التي ظلت حاضرة في حياته بوصفها ندبة وسلسلة من الكوابيس التي لم يتخلص منها إلا لحظة عثوره على شريكة عمره، التي توفيت قبل زواجهما، الأمر الذي عكر صفو حياته مجددًا، وجعل منها، على ما يظهر في الرواية، مساحة مفتوحة على الألم والشقاء.

 

اقرأ/ي أيضًا:

"الأشرعة البعيدة" مختارات من القصة الإرترية

"بلاد الطاخ طاخ" مجموعة قصصية لإنعام كجه جي