27-يوليو-2022
غلاف رواية "اكتشاف البطء"

غلاف الرواية (ألترا صوت)

أعلنت "دار أطلس للنشر" عن قرب صدور الطبعة العربية الأولى من رواية "اكتشاف البطء" للروائي الألماني ستن نادولني (1942)، ترجمة سمير جريس. وهي أول عمل أدبي ينقل إلى اللغة العربية للأديب الألماني، الذي يقدّم فيها مقاربة مميزة لمفهومي البطء والسرعة.

تجمع الرواية بين المغامرة والتاريخ والسيرة الذاتية، وتسعى إلى تقديم مقاربة جديدة لمفهومي البطء والسرعة

تُعتبر الرواية الصادرة عام 1983 واحدة من أكثر الروايات الألمانية مبيعًا، إذ بيع منها ملايين النسخ، وترجمت إلى نحو 20 لغة بعد أن نالت إعجاب القراء والنقاد معًا، مما جعل من نادولني واحدًا من أهم الأسماء الأدبية في ألمانيا والعالم.

"اكتشاف البطء".. سيرة جون فرانكلين

الرواية هي قصة البحّار الإنجليزي، ومستكشف القطب الشمالي، جون فرانكلين (1786 – 1847)، الذي لم يكتفي نادولني بسرد سيرته كما وقعت، وإنما اتخذ منها مثالًا على مزايا البطء الذي يرى إليه من زاوية مختلفة تقف على النقيض من الرائج في فهمه.

تدفع الرواية بالقارئ إلى إعادة النظر في مفهوم السرعة، خاصةً في العصر الحالي الذي تهيمن عليه السرعة، وتسيّره، بصورة أشد مما هي عليه في ثمانينيات القرن الفائت، زمن صدور الرواية.

ورغم أن جون فرانكلين عاش في عصر يتسم بدوره بالسرعة، ويُعلي من شأنها أيضًا، إلا أنه ظل محافظًا على بطئه بوصفه سلوكًا ونمط حياة، فمنه يستمد قوته وسلامه الداخلي، غير مبال بسخرية الآخرين منه. ذلك أن البطء، بالنسبة إليه، لم يكن عيبًا ولا يحيل بالضرورة إلى الكسل والخمول، وإنما إلى الصبر والتريث وغيرها من القيم التي تسلط الرواية الضوء عليها.

غلاف الرواية

يتجلى ما سبق في قدرة فرانكلين على تحقيق أهدافه، وتحوله إلى أحد أهم المستكشفين البحريين في العالم، رغم البطء الشديد الذي كان يتسم به في زمن الثورة الصناعية وما ترتب عليها من هوس بالسرعة، لم يأخذه فرانكلين على محمل الجد. يقول نادولني في مطلع روايته: "بلغ جون فرانكلين العاشرة، ومع ذلك كان لا يزال يتسم بالبطء الشديد حتى إنه لم يكن يستطيع أن يلقف كرة".

"اكتشاف البطء" رواية تجمع بين المغامرة والتاريخ والسيرة الذاتية الواقعية والمتخيلة، وتسعى إلى تقديم مقاربة جديدة لمفهوم البطء تخلص إلى إعادة تمجيده على حساب السرعة، التي تحيل أكثر ما تحيل في عصرنا الحالي إلى القلق.