05-نوفمبر-2017

هل يكون لعمامرة حلًا وسطًا لخلافة بوتفليقة؟ (دورسون أيدمير/ الأناضول)

نشرت صحيفة "لوموند أفريك" الفرنسية مقالًا عن علاقة رمطان لعمامرة بالرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، الذي أزاح الأول من تسيّد الدبلوماسية الجزائرية، فوزير الخارجية الجزائري السابق، والرجل الذي أحيا الدبلوماسية الجزائرية منذ عام 2013، صار يثير مخاوف في معسكر جماعة الرئاسة بالجزائر، ليلحقه مقص الاستبعاد في التعديل الوزاري الأخير، إذ منح بوتفليقة حقيبة الخارجية لعبد القادر مساهل، الذي زاد من إشعال الأزمة مع الرباط باتهامات تبييض أموال الحشيش في المغرب.

يبدو أن وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة، يثير قلق الرئيس بوتفليقة، وهو ما تحدثت عنه صحف غربية

يبدو أن المقربين من رمطان لعمامرة، سربوا طموحاته في خلافة بوتفليقة والترشح لرئاسيات 2019، فرمطان لعمامرة سبق له أن دخل خلافًا ظاهر مع الوزير الأول السابق عبد المالك سلال، مما جعل البعض يعتقد أن هذا خروج عن طاعة بوتفليقة، كما أن بزوغ نجم رمطان لعمامرة في سماء الدبلوماسية الجزائرية، ربما قد أزعج بوتفليقة، الذي طالما اعتبر نفسه أيقونة الدبلوماسية الجزائرية، وهو الذي أمسك زمامها في عهد الرئيس بومدين وهو لا يتجاوز من العمر 25 سنة.

اقرأ/ي أيضًا: جدل حول مصير بوتفليقة.. هل يترشح الشيخ العاجز للرئاسة مجددًا؟

وكان لرمطان لعمامرة خلافات متعاقبة مع عبد المالك سلال، خاصة في قضية تداخل صلاحيات الخارجية الجزائرية التي كانت منقسمة لشقين، شق الخارجية مع رمطان لعمامرة وشق الشؤون المغاربية والإفريقية مع عبد المالك مساهل، والذي كان يحلم دائمًا أن يصبح على رأس الدبلوماسية الجزائرية، وقد تحققت له رغبته.

وقالت مصادر خاصة مطلعة، إن بوتفليقة اتخذ قرار إسناد دبلوماسية البلاد إلى عبد القادر مساهل منذ آذار/مارس الماضي، لكنه انتظر حتى 25 أيار/مايو، لتأكيد هذا الاختيار رسميًا، فعلى ما يبدو كان بوتفليقة يعلم أنه ليس من السهل التخلص من رجل مثل رمطان لعمامرة، وإقناع الشعب بذلك، فأولى ردود الفعل كانت مندهشة من القرار، لقد كان رمطان لعمامرة الوزير الوحيد ربما الذي كان يحفظ ماء وجه الجزائر في الخارج. 

وفي الأمم المتحدة، يعتبر رمطان لعمامرة الاسم الأكثر شهرة، وكذلك في كواليس الاتحاد الأفريقي، ما سمح له تبوأ مكانة مرموقة، وربما يدل على ذلك أنه في يوم رحيله من منصبه، تواصل معه كل من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ووزير الخارجية الأمريكي السابق جون كيري، للحديث في الأمر، وفقًا لصحيفة لوموند أفريك.

وفقًا لصحيفة لوموند أفريك الفرنسية، فإن قائد الأركان الجزائري قايد صالح، يرى في لعمامرة الخليفة الأمثل لبوتفليقة

وتشير لوموند إلى أنّ رمطان لعمامرة حاول إجراء إصلاحات في السلك الدبلوماسي الجزائري، لكنها قوبلت بطريق مسدود من قبل بوتفليقة، الذي يذهب مراقبون للقول بأنه رأى في رمطان لعمامرة تهديدًا لمستقبل جماعة الحكم، ربما لطموحه من جهة، ولعلاقاته الخارجية القوية من جهة أخرى.

اقرأ/ي أيضًا: جمهورية الجنرال توفيق 

وصحيح أنّ الكثيرين تحدثوا عن احتمالية خلافة رئيس الوزراء أحمد أويحيى لبوتفليقة، لكن اللوموند تقول إن مصادر مقربة من قصر المرادية، أكدت أنّ الرجل الثاني في الدولة وقائد الأركان، أحمد قايد صالح، يرى في رمطان لعمامرة حلًا وسيطًا، ويعتبره الأصلح لمنح المصداقية لأصحاب القرار خارج سيناريو التوريث الذي يرفصه الشعب الجزائري جملة وتفصيلًا.

فيما يذهب الإعلامي عمر نزيم عكس الآراء المتداولة، فوفقًا لحديثه لـ"ألترا صوت"، فإنه يرى أن الحديث عن رمطان لعمامرة لخلافة بوتفليقة، "قراءة تخمينية فقط"، ففي نظره لعمامرة ليس اسمًا مرشحًا ذو وزنٍ لخلافة بوتفليقة. الأمر في رأي نزيم مرتبط بالوزن السياسي داخل منظومة الحكم في الجزائر، الأمر الذي قد يفتقده لعمامرة كما يرى نزيم، مُوضحًا: "رمطان لعمامرة غير قادر على تحقيق إجماع بين أطراف في السلطة . الشخصية السياسية القادرة على الترشح لها علاقات داخل سرايا الحكم و يتم التوافق عليها. لعمامرة ليس له مواصفات رجل الإجماع"، والحديث لا يزال عن منظومة السلطة.

وتُشير لوموند إلى أنّه بعد إزاحة رمطان لعمامرة من وزارة الخارجية، روجت السلطة الجزائرية إلى أنه لم يتم الاستغناء تمامًا عن الرجل، وبالفعل عُرضت عليه السفارة الجزائرية بفرنسا لكنه رفض.

بعد إقالة لعمامرة من وزارة الخارجية عُرض عليه منصب دبلوماسي آخر لكنه رفض، ليعين في اللجنة الاستشارية العليا للأمم المتحدة 

في المقابل، وبعد ذلك بأسابيع، استطاع بفضل نسيج علاقاته الخارجية، الحصول على منصب مرموق في اللجنة الاستشارية العليا للأمم المتحدة المكلفة بالوساطة الدولية، وهو ما اعتبره المتابعون ثأرًا شخصيًا من الزمرة التي أبعدته عن اللعبة السياسية في الجزائر. فهل يجعل رمطان لعمامرة الذي يعرفه الجميع بأنه تكنوقراطي لا يملك أي ولاء سياسي في الجزائر، من جعل منصبه في الأمم المتحدة طريقًا للعودة لقصر المرادية، لكن كرئيس للجمهورية الجزائرية؟

 

اقرأ/ي أيضًا:

أحمد أويحيى.. رجل المد والجزر و"المهمات القذرة"

دبلوماسية الجزائر.. لا نريد للعالم أن يعرفنا