03-مايو-2018

تصميم بنان شكارنة

ألترا صوت - فريق التحرير

يعد "مجمع الأمثال" للميداني واحدًا من أشمل كتب الأمثال العربية وقصصها، ويتميّز الكتاب بكثرة أمثاله وعرض مؤلفه للاختلافات اللغوية لأكثر هذه الأمثال، مع عرض آراء علماء اللغة بهذه الاختلافات.

أما مؤلفه الميداني فقد قال عنه ياقوت في "معجم الأدباء": "أحمد بن محمد بن أحمد بن إبراهيم، الميداني، أبو الفضل، النيسابوري، والمَيْدَانُ: مَحِلَّة من محال نيسابور كان يسكنها فنُسِب إليها، ذكر ذلك عبد الغافر"، فيما كتب ابن خلكان في ترجمته له: "أتقن فن العربية، خصوصاً اللغة وأمثال العرب، وله فيها المصنفات المفيدة، منها كتاب الأمثال المنسوب إليه، ولم يعلم مثله في بابه".

صرّح الميداني في مقدمته أنه ألّف الكتاب بطلب من الملك ضياء الدولة أبي علي محمد بن أرسلان، وراجع في تأليفه أكثر من خمسين كتابًا في الأمثال، يقول: "فطالعت من كتب الأئمة الأعلام ما امتد في تقصيه نفس الأيام، مثل كتاب أبي عبيدة وأبي عبيد، والأصمعي وأبي زيد، وأبي عمرو وأبي فيد، ونظرت في ما جمعه المفضل بن محمد والمفضل بن سلمة حتى لقد تصفحت أكثر من خمسين كتابًا".

هنا مختارات من الكتاب.


"يغسل دمًا بدم"

يضرب لمن يقبض ويدفع ويبقى عليه دين.

*

 

"يلجم الفأر في بيته"

يضرب للبخيل.

 

*

"يغرف من بحر"

يضرب لمن ينفق عن ثروة.

*

 

"مصّي مصيصًا"

أصله أن غلامًا خادع جارية عن نفسها بتمرات، فطاوعته على أن تدعه في معالجتها قدر ما تأكل ذلك التمر، فجعل يعمل عمله وهي تأكل، فلما خاف أن ينفد التمر ولم يقض حاجته قال لها: ويحك مصي مصيصًا. يضرب في الأمر بالتواني.

*

 

"كلُّ امرئ في بيته صبي"

أي يطرح الحشمة ويستعمل الفكاهة. يضرب في حسن المعاشرة، قيل: كان يزيد بن ثابت من أفكه الناس في أهله وأدمثهم إذا جلس مع الناس وقال عمر رضي الله عنه: ينبغي للرجل أن يكون في أهله كالصبي فإذا التمس ما عنده وجد رجلًا.

*

 

"كلّ يجر النار إلى قرصه"

أي: كل يريد الخير إلى نفسه.

*

 

"أمُّ الجبان لا تفرح ولا تحزن"

لأنه لا يأتي بخير ولا شر أينما توجه لجبنه.

*

 

"بمثل جارية فلتزن الزانية"

هو جارية بن سليط، وكان حسن الوجه، فرأته امرأة فمكنته من نفسها وحملت، فلما علمت به أمها لامتها، ثم رأت الأم جمال ابن سليط فعذرت ابنتها وقالت: "بمثل جارية فلتزن الزانية سرًا أو علانية". يضرب في الكريم يخدمه من هو دونه.

*

 

"أتب من أبي لهب"

أي، أخسر. أُخذ من قوله تعالى: "تبت يدا أبي لهب". والتباب الخسار والهلاك.

*

 

"بال حمار فاستبال أحمرةً"

أي، حملهن على البول. يضرب في تعاون القوم على ما تكرهه.

*

 

"سقط في يده"

يضرب لمن ندم. وقال الأخفش: يقال سقط في يده، أي ندم. وقرأ بعضهم: ولما سقط في أيديهم. كأنه أضمر الندم، وجوز أسقط في يده. وقال أبو عمرو: لا يقال أسقط بالألف على ما لم يسم فاعله. وكذلك قال ثعلب. وقال الفراء والزجاج: يقال سقط وأسقط في يده أي ندم. قال الفراء: وسقط أكثر وأجود. وقال أبو القاسم الزجاجي. سقط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم خفي عليهم وجه الاستعمال لأن عادتهم لم تجربه فقال أبو نواس: ونشوة سقطت منها في يدي. وأبو نواس هو العالم النحرير، فأخطأ في استعمال هذا اللفظ لأن فعلت لا يبنى إلا من فعل يتعدى، لا يقال رغبت ولا يقال غضبت وإنما يقال رغب في وغضب علي. قال: وذكر أبو حاتم سقط فلان في يده، أي ندم، وهذا خطأ مثل قول أبي نواس. هذا كلامه، قلت: وأما ذكر اليد فلأن النادم يعض على يديه ويضرب إحداهما بالأخرى تحسراً كما قال: "ويوم يعض الظالم على يديه". وكما قال: "فأصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها". فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد.

*

 

"أطمع من قالب الصخرة"

هو رجل من معد رأى حجرًا ببلاد اليمن مكتوبًا عليه بالمسند: اقلبني أنفعك. فاحتال في قلبه فوجد على جانبه الآخر: رب طمع يهدي إلى طبع. فما زال يضرب بهامته الصخرة تلهفًا حتى سال دماغه وفاظ.

*

 

"حديث خرافة"

هو رجل من عُذْرة استهوته الجن كما توعم العرب مدةً. ثم لما رجع أخبر بما رأى منهم، فكذبوه حتى قالوا لما لا يمكن: حديث خرافة، وعن النبي عليه الصلاة والسلام، أنه قال: خرافة حق، يعني ما تحدَّث به عن الجِنِّ حَقّ.

 

 

اقرأ/ي أيضًا:

ركن الورّاقين: "غوطة دمشق" كما كتبها محمّد كرد علي

ركن الورّاقين: ابن منظور وموسوعة اللغة العربية