حقّقت روسيا صاحبة الضيافة مفاجأة كبرى، وأقصت منتخب إسبانيا العريق من دور الستة عشر لمونديال 2018، بعد تخطّيها الماتادور بركلات الترجيح، وضرب نجوم كرواتيا موعداً في الدور ربع النهائي مع الروس، بعد تغلّبهم على الدنمارك بركلات الحظّ ذاتها. وبذلك سيفتقد متابعو كأس العالم للماتادور في هذه البطولة، بعد أن ودّعوا كلّا من ألمانيا حاملة اللقب، ووصيفتها الأرجنتين، إضافة إلى البرتغال ونجومها، ناهيك عن فشل إيطاليا وهولندا في التأهّل للنهائيّات.
ابتسمت ركلات الترجيح لأصحاب الأرض في آخر خمس مناسبات
توقّع الكثيرون أن فريق إسبانيا الحالي سيكون أبرز المرشّحين لنيل اللقب، فهو يمتلك لاعبين كبارًا حازوا على خبرة في اللعب بصفوف أقوى أندية العالم، وأبهر الجميع بعروضه المتميّزة في المباريات التحضيريّة، لا سيما فوزه التاريخي على الأرجنتين بخماسية. لكنّ قرارات فرديّة أدّت لطعن الفريق من خاصرته، إذ تعاقد ريال مدريد مع مدرب المنتخب لوبيتيجي قبل بدء المونديال بأيّام، الأمر الذي استفزّ رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم، فأعلن قراراً غريباً تمثّل بإقالة المدرّب وتعيين النجم الدولي السابق فيرناندو هييرو مدرّباً للفريق، الأمر الذي أسال الكثير من الحبر في الصحف الرياضية الإسبانيّة.
اقرأ/ي أيضًا: فرنسا تطرد الأرجنتين من كأس العالم.. ونجوم التانغو في طريقهم للاعتزال
مع بداية مشوار إسبانيا في كأس العالم بأن الأداء الركيك في أرضيّة الملعب، فتعادل زملاء انييستا مع البرتغال 3-3، وحققوا الفوز على إيران بشقّ الأنفس، وحصدوا تعادلاً بطعم الفوز أمام المغرب. اعتقد الجميع بعد ذلك أن مهمّة الماتادور أمام روسيا ستكون سهلة جدّاً، فصاحب الأرض خسر بثلاثية في مباراته الأخيرة، لكنّ شيئا من ذلك لم يحدث.
كذلك خذل نجوم إسبانيا في الخط الخلفي فريقهم، إذ واصل ثنائي الدفاع جيرارد بيكيه وسيرجيو راموس أخطاءهم الساذجة، وتسبّب الأول بخطأ ساذج أسفر عن هدف التعديل لروسيا، كما فاجأ الحارس دي خيا الجميع بما قدّمه في المونديال، فاستقبلت شباكه 6 أهداف في 4 مباريات، ولم يتصدّ في جميعها إلا لكرة واحدة، وهو أسوأ رصيد لحارس مرمى في المونديال منذ 1966.
اقرأ/ي أيضًا: كرواتيا تصفع الأرجنتين في كأس العالم.. وأداء هزيل لميسي ورفاقه
دخلت إسبانيا لقاء روسيا وهي متفوّقة بكلّ شيء، ولكنّها أضمرت خوفها من سجّلها السيئ مع أصحاب الأرض في المونديال، إذ هُزمت في كل مبارياتها المونديالية مع أصحاب الأرض، فضغطت على دفاعات الروس التي أظهرت انضباطاً عاليا، وما هي إلا 12 دقيقة حتى سجّل المدافع الروسي سيرجي إنياتشيفيتش بالخطأ الهدف الأول لإسبانيا. بعد هذا الهدف اعتمد الإسبان على اللعب السلبي، فمرروا الكثير من الكرات الخلفية التي لا تشكّل أي خطورة، تجلّى ذلك بتسجيل رقم لم يفعله أحد منذ نسخة 1966 عندما نفّذ الإسبان أكثر من 1000 تمريرة، لكنّ أغلبها كان دون جدوى، فافتقد الفريق لسمعته وأسلوب لعبه. وقبل نهاية الشوط الأول ارتكب بيكيه خطأ دفاعياً غريبًا عندما رفع يده للسماء أثناء ارتقاءه للكرة، فضربت الكرة التي صوّبها برأسه المهاجم الروسي يد المدافع الإسباني، ليحتسب الحكم لأصحاب الأرض ركلة جزاء لا غبار عليها، نفّذها بنجاح أرتيم دزيوبا.
لم يتصدّ حارس إسبانيا دي خيا سوى لكرة واحدة في المونديال كلّه، وهو أسوأ سجلّ لحارس منذ 1966
ضبطت روسيا دفاعاتها في الشوط الثاني، ولم ينجح المدرب هييرو قليل الخبرة في خلق أفكار جديدة تساهم باختراق هذا الدفاع الصلب، فانتهى اللقاء بالتعادل الإيجابي 1-1، واحتكم الفريقان لشوطين إضافيين شهدا تسجيل أول حالة تبديل رابع في تاريخ كرة القدم، وذلك بعد إتاحة الفيفا هذه الميزة للفرق التي تخوض وقتين إضافيين، حيث دخل اللاعب الروسي أليكساندر إيروخين كبديل رابع في صفوف الفريق، وانتهت الأشواط كما بدأت دون جديد، فلجأ الفريقان لركلات الترجيح، والتي لم يفعل الحارس دي خيا شيئًا حيالها، فخسر فريقه بأربعة أهداف لثلاثة بعد إهدار كوكي وإسباس ركلتين للإسبان. في المقابل سجّل أصحاب الأرض كافّة ركلاتهم، وأكّدوا حقيقتين تاريخيّتين، أوّلهما استحالة فوز إسبانيا على أصحاب الأرض في كأس العالم، وثانيها أن مستضيف البطولة لن يخسر في الركلات تلك تبعا لآخر 5 مناسبات حدث بها ذلك.
ستلاقي روسيا في الدور ربع النهائي فريق كرواتيا، والذي عانى الأمرّين قبل أن يتخطّى الدنمارك بركلات الترجيح، وذلك بعد التعادل في الوقتين الأصلي والإضافي 1-1، في مباراة شهدت تألّق حارسي الفريقين، عندما تصدّى كاسبر شمايكل لركلة جزاء نفّذها لوكا مودريتش في الدقيقة 114، وواصل الحارس تألّقه في ركلات الترجيح فتصدّى لاثنتين، لكنّ ذلك لم يمنح الدنمارك بطاقة العبور إلى دور الثمانية، فالحارس الكرواتي سوباسيتش تصدّى لثلاث ركلات ترجيحية.
اقرأ/ي أيضًا:
كافاني يُلحق رونالدو بميسي.. ويُخرج بطلة أوروبا من كأس العالم
"المانشافت" يقهر المستحيل ويخرج لأول مرّة مبكّرًا من المونديال!