21-أكتوبر-2020

يهدد التطبيع مسار الانتقال الديمقراطي في السودان (الأناضول)

الترا صوت – فريق التحرير

أعرب مسؤولون سودانيون عن ترحيبهم بتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المرتبطة برفع اسم السودان من قائمة الدولة الراعية للإرهاب، في مقابل دفعهم تعويضات بعشرات الملايين من الدولارات لعوائل الضحايا الذين سقطوا في الهجمات الإرهابية في تسعينات القرن الماضي، واتهمت واشنطن نظام الرئيس السوداني المخلوع عمر البشير بالوقوف وراءها.

يحذر خبراء وناشطون من أن السودان في حال وافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على مسار الانتقال الديمقراطي المهدد في البلاد

وغرّد ترامب عبر حسابه الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي، الاثنين، مؤكدًا أن "الحكومة السودانية وافقت على دفع تعويضات بقيمة 335 مليون دولار لضحايا الإرهاب الأمريكيين وعائلاتهم"، وأضاف ترامب موضحًا أنه "بمجرد إيداع المبلغ، سأرفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب"، قبل أن يختم تغريدته بالقول: "أخيرًا، إنها العدالة للشعب الأمريكي وخطوة كبيرة للسودان".

وحظيت تغريدة ترامب بإشادة القائم بالأعمال الأمريكية في السودان برايان شوكان، والذي أشار إلى أن هذه الخطوة ستكون "حاسمة باتجاه تعزيز العلاقات الأمريكية السودانية"، معبرًا عن أمانيه بأن تمهد هذه الخطوة لـ"فتح المجال أمام انخراط جديد" للخرطوم مع المجتمع الدولي، وذلك بعدما استبقها بتغريدة هنأ من خلالها رئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك بقرار ترامب سحب السودان من قائمة البلدان الراعية للإرهاب.

من جانبه رحب رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان بقرار البيت  الأبيض الأخير، وقال في بيان نشر عبر الحساب لمجلس السيادة على منصة فيسبوك للتواصل الاجتماعي "أود أن أعبر عن عظيم تقديري و تقدير الأمة السودانية للرئيس دونالد ترامب، وللإدارة الأمريكية لإقدامهم على اتخاذ هذه الخطوة البناءة لإزالة اسم السودان من قائمة الدول التي ترعى الإرهاب".

وأضاف البرهان مشيرًا في بيانه إلى أن تصريحات ترامب أكدت على "التغيير التاريخي الذي حدث في السودان ونضال وتضحيات الشعب السوداني من أجل الحرية والسلام والعدالة"، وذلك في إشارة للاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بنظام عمر البشير في نيسان/أبريل من العام الماضي.

في حين غرّد حمدوك معلقًا على تغريدة ترامب بالقول إن "هذه التغريدة و هذا الإخطار الذي سوف يُرسل هما في الواقع أقوى دعم للانتقال نحو الديمقراطية في السودان وللشعب السوداني"، لافتًا إلى أن السودانيين بدأوا بالتخلص من "أثقل تركة من تركات النظام المباد"، ومؤكدًا على أن "الشعب السوداني شعب محب للسلام ولم يكن أبدًا يومًا مساندًا للإرهاب".

كذلك، فقد أكد تلفزيون السودان الرسمي نقلًا على لسان حمدوك أن الخرطوم قامت بتحويل مبلغ التعويضات المقدر بـ335 مليون دولار، موضحًا أن المبلغ جرى توفيره من عائدات تصدير الذهب، وأن رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب يفتح الباب واسعًا أمام عودة الخرطوم إلى المجتمع الدولي، ويؤهل السودان "للإعفاء من الديون والحصول على أحدث التكنولوجيا"، علمًا أنه لم يصدر تصريح عن البيت الأبيض يؤكد ذلك.

وكانت واشنطن قد أدرجت السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب بعدما وردت تقارير عن استضافة البشير لزعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن في عام 1993، فضلًا عن توجيه اتهامات للبشير بالوقوف وراء التفجيرين اللذين ضربا سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا في عام 1998، إضافة للتفجير الذي ضرب البارجة الأمريكية يو أس كول قرب شواطئ اليمن في 2000.

وفي السياق أشارت تقارير غربية في وقت سابق إلى أن إدارة ترامب عرضت على السودان رفع اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب في مقابل قبولها تطبيع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع إسرائيل، فقد نقلت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن واشنطن بالاشتراك مع أبوظبي عرضتا على الخرطوم مساعدات واستثمارات بقيمة 800 مليون دولار، على أن تقدم إسرائيل 10 ملايين دولار من المبلغ عينه، غير أن الحكومة السودانية رفضت العرض المشترك.

فيما يحذر خبراء وناشطون من أن السودان في حال وافق على تطبيع العلاقات مع إسرائيل فإن ذلك قد يؤثر سلبًا على مسار الانتقال الديمقراطي المهدد في البلاد، وهو ما يؤكده المحلل السياسي في معهد تشاتام هاوس اللندني أحمد سليمان الذي وصف قضية تطبيع العلاقات السودانية – الإسرائيلية بأنه "حساس من الناحية السياسية"، نظرًا لاختلاف الآراء بخصوص هذه القضية بين المسؤولين السودانيين سواء أكانوا عسكريين أو مدنيين.

 بالنظر لعدم الاستقرار الذي يشهده السودان خلال المرحلة الانتقالية الحالية، فإن اتفاق التطبيع من "المحتمل أن يؤدي للمزيد من الانقسامات الداخلية"

وأضاف سليمان أنه بالنظر لعدم الاستقرار الذي يشهده السودان خلال المرحلة الانتقالية الحالية، فإن اتفاق التطبيع من "المحتمل أن يؤدي للمزيد من الانقسامات الداخلية"، والتي ستشمل قوى إعلان الحرية والتغيير المدنية، لافتًا إلى أن السودان لديه عوامل غير متواجدة لدى البحرين والإمارات، ستجعل من الملف أكثر تعقيدًا في حال أقدم المجلس العسكري على الخطوة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

 تجريب التطبيع ومتلازمة الكلب الضال