رفض متمردو حركة "إم"23 المدعومون من رواندا الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في العاصمة القطرية الدوحة، خلال لقاء جمع الرئيس الرواندي بول كاغامي ونظيره الكونغولي فيليكس تشيسكيدي.
وفي تصريحات أدلى بها لوكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الخميس، قال زعيم تحالف المتمردين، كورنيل نانغا، إن جماعته غير ملزمة بالدعوة إلى وقف إطلاق النار الصادرة عن رئيسي جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا.
وكان تشيسكيدي وكاغامي قد التقيا في الدوحة يوم الثلاثاء، في أول لقاء بينهما منذ التقدم الأخير لحركة "إم23" داخل الأراضي الكونغولية. وجاء اجتماع الدوحة بعد يوم واحد من انسحاب الحركة من المحادثات المباشرة مع حكومة تشيسكيدي، التي كان من المقرر إجراؤها في أنغولا.
انسحاب المتمردين من مفاوضات لواندا ورفضهم وقف إطلاق النار يبيّن مدى قوّتهم نتيجة المكاسب التي حققوها على الأرض
قال زعيم تحالف نهر الكونغو الذي يضم حركة "إم23"، كورنيل نانغا، في تصريحات لـ"رويترز"، ردًا على سؤال حول خطط المجموعة: "سنواصل القتال حتى تُسمع قضيتنا".
وعلّق نانغا على اجتماع الدوحة قائلًا: "طالما أننا لا نعرف تفاصيل ما دار في الاجتماع، وطالما أنه لا يحل مشاكلنا، فإنه لا يعنينا"، نافيًا أن تكون قواته تقاتل بناءً على أوامر من رواندا.
وكانت حركة "إم 23" قد بررت انسحابها من المحادثات المباشرة مع السلطات الكونغولية في رواندا بالعقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي على بعض قادتها ومسؤولين روانديين، وهو ما يعكس، بحسب محللين، مدى قوة المتمردين بعد المكاسب التي حققوها في ساحة المعركة.
ومع ذلك، جدد نانغا مطالبته بإجراء محادثات مباشرة مع كينشاسا، معتبرًا أنها "السبيل الوحيد لحل النزاع". كما دعا إلى إنهاء ما وصفه بـ"اضطهاد التوتسي في الكونغو"، وتحسين الحوكمة الوطنية، مضيفًا: "نطالب بأن يكون الحوار، إن وُجد، مباشرًا. نحن مستعدون لأي حل سلمي".
رفض اتفاقية المعادن مع الولايات المتحدة
وفي سياق متصل، استبعد نانغا "إمكانية إبرام صفقة المعادن مقابل الأمن" التي تقترحها الولايات المتحدة الأميركية. وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت في آذار/مارس الجاري أنها "منفتحة على استكشاف شراكات حيوية في مجال المعادن مع الكونغو"، وأجرى مسؤولون أميركيون زيارات إلى كينشاسا لمناقشة الصفقة المحتملة، لكن السلطات الكونغولية لم تفصح عن تفاصيلها حتى الآن.
ويُذكر أن شرق الكونغو، حيث يدور الصراع الحالي، يُعدّ من أغنى المناطق بالمعادن، وتتهم كينشاسا جارتها كيغالي بالسعي إلى الاستحواذ على هذه الثروات من خلال دعم متمردي "إم23"، تحت ذريعة مطاردة مليشيات الهوتو المتورطة في جرائم الإبادة الجماعية ضد التوتسي في تسعينيات القرن الماضي.
وفي تصريحاته لـ"رويترز"، أكد نانغا: "الشعب الكونغولي، صاحب السيادة، سيقطع الطريق على هذه الخيانة وهذا الخداع"، في إشارة إلى الصفقة الأميركية الكونغولية المرتقبة، والتي يُتوقع أن تتضمن ضمانات أمنية تقدمها واشنطن للسلطات الكونغولية، تشمل ردع المتمردين واستعادة السيطرة على المناطق التي خضعت لسيطرتهم.
زعيم المتمردين في الكونغو: الشعب الكونغولي، صاحب السيادة، سيقطع الطريق على هذه الخيانة وهذا الخداع بتسليم ثروات البلاد للولايات المتحدة
متمردو الكونغو يستولون على مدينة استراتيجية جديدة شرقي البلاد
سيطر متمردو حركة "إم23"، اليوم الخميس، على بلدة واليكالي الاستراتيجية، في تأكيد واضح لعدم التزامهم بوقف إطلاق النار، ومواصلتهم التوغل في عمق الأراضي الكونغولية.
وتُعد واليكالي أبعد نقطة غربية تصل إليها الحركة حتى الآن، بعد معارك عنيفة خاضتها أمس الأربعاء ضد الجيش الكونغولي والميليشيات المتحالفة معه.
وتقع البلدة، التي يبلغ عدد سكانها نحو 15 ألف نسمة، في منطقة غنية بالمعادن، بما في ذلك القصدير. وباستيلاء حركة إم23 عليها، تمكنت من إحكام السيطرة على الطريق الرابط بين أربع مقاطعات في شرق الكونغو، ما يجعلها أقرب إلى مدينة كيسانغاني، رابع أكبر مدينة في البلاد، حيث لا يفصلها عنها سوى 400 كيلومتر.
وسبق للمتمردين أن استولوا على أكبر مدينتين في شرق الكونغو، وهما غوما وبوكافو، ملحقين هزائم متتالية بالقوات الكونغولية على عدة جبهات، ما يعكس تقدمهم المستمر في المنطقة رغم الضغوط الدولية والإقليمية.