12-أغسطس-2021

احتجاجات شعبية في لبنان بعد قرار المصرف المركزي (تويتر)

الترا صوت – فريق التحرير

أفاد الحساب الرسمي للرئاسة اللبنانية على  "تويتر" بأن الرئيس ميشال عون استدعى اليوم، الخميس، حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة بعد قرار المصرف إنهاء دعم المحروقات الذي تسبب في استنزاف احتياطي النقد الأجنبي في لبنان. وقالت الوكالة الوطنية للإعلام إن عون استدعى "صباح اليوم حاكم مصرف لبنان رياض سلامة بعد قراره ليلًا رفع الدعم عن المحروقات".

استدعى الرئيس ميشال عون حاكم مصرف لبنان المركزي رياض سلامة بعد قرار المصرف إنهاء دعم المحروقات 

وخلال الاجتماع الذي عقد في قصر بعبدا، وحضره وزير المال غازي وزني، ووزير الطاقة والمياه ريمون غجر، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، والوزير السابق سليم جريصاتي، والمدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور أنطوان شقير، للتشاور في قرار حاكم المصرف المركزي، طلب عون من وزير الطاقة ضبط الكميات الموزّعة من المحروقات وتلك المخزّنة لعدم التلاعب في أسعارها واحتكارها. لكن الاجتماع  لم يتوصّل إلى نتيجة تُذكر، فقد أشارت مصادر صحفية لبنانية أن رياض سلامة أبلغ عون بأنّه غير قادر على الاستمرار في الدعم إلّا بموجب قانون يصدر عن مجلس النواب يسمح باستخدام التوظيفات الإلزامية بالعملات الأجنبية.

اقرأ/ي أيضًا: تحذيرات من انعدام القدرة الشرائية بسبب فوضى أسواق الصرف في لبنان

 بدورها أعلنت حكومة تصريف الأعمال في لبنان برئاسة حسان دياب رفضها قرار المصرف المركزي وقف دعم استيراد الوقود والذي أثار احتجاجات بعدة مناطق، كما دعا مكتب رئيس الحكومة لاجتماع طارئ للحكومة لمناقشة القرار. وفي بيان قالت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية إن "المصرف المركزي خالف القانون بإصدار قرار رفع الدعم عن المحروقات وإن الضرر الذي سيقع سيكون أكبر من منافع الحفاظ على الاحتياطي الإلزامي الذي يحاول المصرف حمايته".

وكان المصرف المركزي قد أعلن في قرار مساء أمس أنه سيبدأ اعتبارًا من اليوم الخميس، بتأمين الاعتمادات اللازمة لواردات المحروقات على أساس سعر السوق لليرة اللبنانية مقابل الدولار الأمريكي، لينهي فعليًا دعم الوقود الذي استنزف احتياطاته من النقد الأجنبي منذ أن انحدرت البلاد إلى أزمة مالية كبرى. وقال بيان صادر عن المصرف إنه "اعتبارًا من تاريخ 12 آب/أغسطس سيقوم مصرف لبنان بتأمين الاعتمادات اللازمة المتعلقة بالمحروقات، معتمدًا الآلية السابقة إياها، ولكن باحتساب سعر الدولار على الليرة اللبنانية تبعًا لأسعار السوق".

وعقب الإعلان عن قرار المصرف المركزي بوقف دعم الوقود، تصاعدت وتيرة الاحتجاجات في الشوارع، وقطع عدد من المحتجين اليوم الطرقات في أكثر من منطقة وخاصة  بالمدخل الجنوبي  للعاصمة بيروت، وأغلق المحتجون الطريق السريع الذي يربط بيروت بجنوب البلاد، حيث توقفت مئات السيارات على الطريق، كما قطع محتجون  طريق تل نحاس كفركلا جنوبي البلاد، وأفادت غرفة التحكم المروري أن "السير مقطوع على طريق ضهر العين، وعلى أوتوستراد البداوي شمالي لبنان بالاتجاهين".

كما قطع محتجون الطريق التي يربط كفر رمان بالنبطية جنوب لبنان بالسيارات والعوائق الحديدية والحجارة، ومنعوا السيارات من دخول المدينة، احتجاجًا على الأوضاع الاقتصادية المتردية. وفي الشمال، تجمع متظاهرون أمام قصر المكلف بتشكيل الحكومة نجيب ميقاتي في منطقة الميناء بمدينة طرابلس، احتجاجًا على تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، وذكرت المصادر أن المحتجين قطعوا الطريق الرئيسي بالمنطقة وأشعلوا شجرة في باحة قصر ميقاتي، ورددوا هتافات مناهضة للسلطة، وسط حضور كثيف لعناصر الجيش.

وفي نفس الإطار، ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن مئات السيارات وقفت منذ الصباح أمام محطات الوقود، أملًا من أصحابها بتعبئة خزانات سياراتهم قبل صدور لائحة الأسعار الجديدة التي من المتوقع أن ترتفع بنسبة تفوق 300%، في حين أقفلت العشرات من المحطات أبوابها في انتظار تحديد الأسعار الجديدة.

بدورها علقت  الطبقة السياسية على قرار رفع المصرف المركزي دعمه عن المحروقات، حيث صرح زعيم الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط بأنه "لا مفر من رفع الدعم لأن معظم الوقود يذهب إلى سوريا"، في حين قال رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل في تغريدة  له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، إنه "لما اقتربت البطاقة التمويلية من الإنجاز والحكومة من التشكيل، قرر حاكم المصرف المركزي أن يفجّر البلد".

فيما رفضت كتلة حزب الله في المجلس النيابي قرار رياض سلامة بوقف الدعم، ونقل تلفزيون إم.تي.في عن عماد حب الله وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال قوله إن "القرار غير مسؤول وكان ينبغي الاتفاق عليه مع الحكومة". بدوره قال المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان:"أكدنا مرارًا أن هناك من يتآمر على أنفاس الناس ورغيفها ودوائها ونفطها وبقية قدرتها على العيش، وبهذا المجال فإن رفع الدعم عن  المحروقات دون أي ضمانات حكومية، قرار جهنمي بإعدام الناس وإبادتها وشطب كارثي للاقتصاد المحتضر أصلًا".

يواجه لبنان منذ صيف 2019 انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق يعد من الأسوأ في العالم  بحسب البنك الدولي، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر

ويواجه لبنان منذ صيف 2019 انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق يعد من الأسوأ في العالم  بحسب البنك الدولي، وبات أكثر من نصف السكان تحت خط الفقر، في حين فقدت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار.

 

اقرأ/ي أيضًا: 

نكبة لبنان منذ سنوات.. كيف أثر الفساد والطائفية على قطاع الكهرباء؟

صندوق النقد يشترط على الحكومة اللبنانية إجراء إصلاحات شاملة ليفرج عن قرض مالي