03-أبريل-2021

رفضت طهران رفع العقوبات التدريجي (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

في ظل المساعي الأوروبية والدولية الرامية إلى استئناف الاتفاق النووي مع إيران، ما يزال الطرفان الأمريكي والإيراني يُراوحان مكانهما، بإصرار كل من الطرفين على موقفه وشروطه لاستئناف المفاوضات المباشرة والعودة للاتفاق. فمن جهة تتحدث الإدارة الأمريكية عن خفض تدريجي للعقوبات منوطٍ بالتزام طهران بتعهداتها في الاتفاق النووي ومرتبط في الآن ذاته باستئناف التفاوض، في حين ترفض إيران ذلك وتطالب برفع فوري لجميع العقوبات والتحقق من رفعها عمليًا على أرض الواقع كشرط لعودتها إلى التفاوض المباشر، وتنفيذ تعهداتها في الاتفاق النووي مع واشنطن والأطراف الدولية الأخرى.

في ظل المساعي الأوروبية والدولية الرامية إلى استئناف الاتفاق النووي مع إيران، ما يزال الطرفان الأمريكي والإيراني يُراوحان مكانهما، بإصرار كل من الطرفين على موقفه وشروطه

الرفض الإيراني  لمبدأ "خطوة خطوة"

أدلى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زاده بعدة تصريحات حول التفاوض على رفع العقوبات وشروط طهران للعودة إلى التعهدات التي التزمت بها في الاتفاق النووي، وتدور جميع تلك التصريحات حول هدف محوري أعلنه خطيب زاده ويتمثل في إلغاء جميع العقوبات الأمريكية على إيران كشرط لوقف إيران إجراءاتها النووية والعودة إلى تعهداتها في الاتفاق النووي.

اقرأ/ي أيضًا: عودة التنسيق الأمريكي الأوروبي.. ماذا في الجعبة من جديد؟

حيث رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية في تصريحاته المشار إليها آنفًا ما طرحته نائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية بشأن التفاوض حول رفع العقوبات،  قائلًا إن بلاده "لن تعود إلى تعهداتها النووية في الاتفاق النووي قبل رفع جميع العقوبات والتحقق من رفعها على أرض الواقع".

كما أضاف خطيب زاده في تصريح آخر للتلفزيون الإيراني، حسب ما نقلت صحيفة العربي الجديد،  أن إيران "ترفض أي خطة تبنى على مبدأ "خطوة خطوة"، مضيفًا أن "السياسة القطعية للجمهورية الإسلامية هي رفع جميع العقوبات الأمريكية، سواء تلك التي أعاد (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب فرضها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي، أو تلك التي فرضها للمرة الأولى، أو العقوبات التي فرضت تحت عناوين أخرى"، منبهًا إلى أن "رفع العقوبات يجب أن يكون بشكل مؤثر، وتتحقق إيران من ذلك".

وجدير بالذكر أن تصريحات خطيب زاده جاءت ردًّا على تصريحات أخرى لنائبة المتحدث باسم الخارجية الأمريكية جالينا بورتر، قالت فيها إن "واشنطن لم تعلن رفع أي عقوبات من قبل" وأن خطواتها لخفض العقوبات عن إيران ستكون جزءًا من عملية التفاوض وعودة طهران إلى تعهداتها في الاتفاق النووي.

تفاؤل أوروبي بحلحلة الملف النووي لطهران

في الأثناء يسود تفاؤل بين الأوروبيين بعودة طهران إلى الاتفاق النووي، حيث انعقدت أمس الجمعة مباحثات بين إيران وأطراف دولية شملت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا برئاسة المدير السياسي للاتحاد الأوروبي أنريكي مورا، اتفق فيها المشاركون على عقد اجتماع آخر في فيينا الثلاثاء المقبل، واعتبر المتابعون أن هذا الأمر يمثل انفراجة، وأن اجتماع فيينا سيكون أول فرصة لإجراء محادثات غير مباشرة بين واشنطن وطهران حول الاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في فترة ترامب الرئاسية.

ورحّبت الخارجية الأمريكية بهذا الاجتماع الذي وصفه نيد برايس الناطق باسم الخارجية الأمريكية بالخطوة الإيجابية، مضيفًا استعداد بلاده للعودة إلى الاتفاق النووي والالتزام بخطة العمل الشاملة المشتركة بما يترافق مع قيام إيران بالأمر ذاته على حد قوله.

بدورها رحبت طهران وألمانيا بنتائج مباحثات اجتماع يوم أمس الجمعة، حيث علّق  رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، مساء الجمعة، في برنامج حواري عبر تطبيق "كلوب هاوس"، حسب العربي الجديد، قائلا: "على ما يبدو أن المأزق الأولي حول الاتفاق النووي بدأ ينفرج"، مؤكدًا أن "ذلك يبعث على الأمل".

يسود تفاؤل بين الأوروبيين بعودة طهران إلى الاتفاق النووي، حيث انعقدت أمس الجمعة مباحثات بين إيران وأطراف دولية شملت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا

وأضاف صالحي أن اجتماع فيينا المبرمج انعقاده الثلاثاء المقبل سيتناول مسائل فنية، معتبرًا أن هذه الشروع في تناول المسائل الفنية يعني أن الوضع يدار بشكل سلس تجاوز فيه الطرفان مسألة من يُقدم على الخطوة الأولى في إشارة منه للشروط المسبقة الإيرانية والأمريكية.