23-مارس-2019

اليمن بالنسبة للكثير من المهاجرين الأفارقة بوابة للعبور إلى دول الخليج (ألترا صوت)

الآلاف من المهاجرين واللاجئين الأفارقة، يواصلون تدفقهم إلى اليمن، رغم الحرب التي تشهدها البلاد منذ 21 أيلول/سبتمبر 2014. وبين الحين والآخر، تعلن منظمة الهجرة العالمية، إجلاء المئات من المهاجرين الأفارقة من اليمن، غير أن أعدادًا هائلة لا تزال تصل إلى البلاد يوميًا، عبر السواحل.

وفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 150 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال عام 2018

ووفقًا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فإن 150 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال عام 2018. وحسب تغريدة نشرتها مفوضية اللاجئين عبر حسابها الرسمي على تويتر، فإن 90% من الأفارقة الذين وصلوا اليمن، جاؤوا من إثيوبيا، والبقية من الصومال، وغالبيتهم قُصّر غير مصحوبين بذويهم.

اقرأ/ي أيضًا: اليمن.. قصص قتل وتعذيب الأفارقة

ويأتي ارتفاع أعداد المهاجرين الأفارقة إلى اليمن، بسبب استغلال المهربين وتجار البشر للانفلات الأمني في البلاد، فعملوا على تهريب أكبر عدد من المهاجرين الذين فروا من بلدانهم بسبب الفقر والبطالة واضطراب الأوضاع السياسية. وتمثل اليمن بوابة أمام هؤلاء نحو دول الخليج.

المهاجرون الأفارقة لليمن
في 2018 وصل اليمن 150 ألف مهاجر أفريقي (ألترا صوت)

رحلة الموت

ويوميًا يصل العشرات من المهاجرين الأفارقة غير النظاميين إلى السواحل اليمنية عبر قوارب بلاستيكية غير آمنة في البحر، لتطأ أقدامهم أرض بلاد لم تعد أيضًا آمنة في ظل استمرار القصف والغارات الجوية، ومع وجود البوارج البحرية، والألغام المتناثرة على طول الساحل اليمني.

وقد لقي عشرات من المهاجرين الأفارقة حتفهم في عرض البحر أثناء محاولتهم الوصول إلى اليمن، ففي 18 تموز/يوليو، انقلب قارب على متنه 160 مهاجرًا في منطقة الشجيرات بساحل محافظة شبوه جنوب شرقي اليمن. وكانوا قادمين من ميناء بصاصو الصومالي.

بحسب مصادر في جمعية التكافل الإنساني، فإن القارب كان يحمل 160 مهاجرًا، منهم 100 صوماليون: 40 ذكرًا و60 أنثى. و60 من إثيوبيا: 56 ذكور وأربع إناث.

في شهر حزيران/يونيو الماضي، انتشلت جمعية التكافل 46 جثة لمهاجرين غرقوا إثر انقلاب قاربهم قرب سواحل محافظة حضرموت. وتمكنت فرق الإغاثة من إنقاذ خمسين مهاجرًا آخرين.

التجنيد في اليمن

استغلت أطراف الصراع الدائر في البلاد، توافد المهاجرين فعمدوا إلى تجنيدهم واستخدامهم في الحرب مقابل مبالغ مالية زهيدة. وتمكنت القوات التابعة لحكومة عبدربه منصور هادي من إلقاء القبض على العشرات من المهاجرين الأفارقة الذين كانوا جندوا للقتال في صفوف الحوثيين.

المهاجرون الأفارقة لليمن
يلقى عشرات المهاجرين الأفارقة حتفهم في عرض البحر بشكل شبه يومي

ومن جهة أخرى، تتهم منظمات حقوقية دولية، الإمارات العربية المتحدة، باستغلال حاجة المهاجرين الأفارقة للمال، واستخدامهم لتعزيز القوات الموالية لها في اليمن.

الهجرة من أجل 5 دولارات يوميًا!

يعمل ضيف رائد في غسيل السيارات بشارع حدة في العاصمة اليمنية صنعاء. وهو العمل الذي يزاوله كل يوم من الصباح الباكر وحتى المساء، منذ وصوله مهاجرًا من الصومال.

لا يجني ضيف البالغ من العمر 22 عامًا، أكثر من ثلاثة آلاف ريال يوميًا، أي ما يعادل تقريبًا خمس دولارات، يصرف قرابة نصفها على الطعام والشراب، ومستلزمات غسيل السيارات.

استغلت أطراف الصراع الدائر في اليمن، توافد المهاجرين الأفارقة فعمدوا إلى تجنيدهم واستخدامهم في الحرب مقابل مبالغ مالية زهيدة

لكن لدى ضيف طموح أكبر، وهو جمع أربعة آلاف ريال سعودي لدفعها لمهرب يعبر به إلى المملكة العربية السعودية، فخمس سنوات من العمل في السعودية، ستكفيه للعودة لبلاده والزواج.

 

اقرأ/ي أيضًا:

المهاجرون الأفارقة في الجزائر.. شقاء الأحلام

المهاجرون الأفارقة في المغرب.. حقوق ضائعة واعتداءات متكررة