16-يوليو-2022
مقاربات إسرائيلية أمريكية مختلفة بشأن التعامل الأمثل مع الملف النووي الإيراني (الأناضول)

مقاربات إسرائيلية أمريكية مختلفة بشأن التعامل الأمثل مع الملف النووي الإيراني (الأناضول)

على الرغم من أن الزيارة الأولى  للرئيس الأمريكي جو بايدن للأراضي الفلسطينية المحتلة وهو في هذا المنصب أفضت إلى توقيع اتفاقية مشتركة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد، تحت مسمى "إعلان القدس"، ركزت على منع إيران من امتلاك السلاح النووي، والتأكيد على الالتزام بأمن "اسرائيل" من خلال دعم الولايات المتحدة للتفوق العسكري الإسرائيلي في المنطقة، إلا أن مقاربة الملف النووي الإيراني أظهرت خلافًا في وجهات النظر بين الولايات المتحدة و"اسرائيل". وانعكس ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده جو بايدن ويائير لبيد في مدينة القدس المحتلة.

رغم التأكيد على استراتيجية مشتركة، فإن مقاربة الملف النووي الإيراني أظهرت خلافًا في وجهات النظر بين الولايات المتحدة و"اسرائيل"

في هذا السياق، أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية إلى هذا الخلاف من خلال تقرير مطول أعده الصحفي ديفيد سانغر، تحدث فيه بأنه على الرغم من التصريحات عن متانة العلاقات الأمريكية الإسرائيلية والصداقة القوية، إلا أن المقاربة كانت مختلفة بشأن أفضل طريقة لوقف برنامج إيران النووي بشكل واضح.

وأشار كاتب التقرير إلى أن بايدن "أصدر الخميس أحد أكثر التحذيرات صراحة لطهران خلال رئاسته"، فقد تعهد لقادة "إسرائيل" بأن "الولايات المتحدة لن تسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي". بالمقابل ذهب رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد إلى الدفع إلى أبعد من ذلك، حين طالب ما وصفها بالدول الديمقراطية أن "تتعهد بالتحرك إذا استمر الإيرانيون في تطوير برنامجهم النووي".

وأوضح التقرير أن التمييز كان واضحًا بين تعهد بايدن بمنع ايران من امتلاك السلاح النووي، وإصرار لابيد على تدمير برنامج  إيران النووي بالكامل، وهو ما يعكس الخلاف في وجهة النظر، ففي حين لا زال بايدن يقارب القضية الإيرانية دبلوماسيًا، فإن لابيد "ذهب إلى قلب التصور، والنهج المختلف للولايات المتحدة و"إسرائيل" في التعامل مع برنامج إيران النووي".

وأشار تقرير الصحيفة الأمريكية أنه "حتى وسط التأكيدات المتكررة والعلنية حول العلاقة الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، تظل الخلافات حول كيفية التعامل مع إيران مستعصية، فخلال عدة مرات يوم الخميس حث أعضاء في القيادة الإسرائيلية علنًا وسرًا على أن تطور الولايات المتحدة خيارًا عسكريًا أكثر صرامة للتخلص من المنشآت النووية الإيرانية، كطريقة لإقناع طهران بضرورة وقف برنامجها النووي المتسارع".

ويتضح هذا الخيار من خلال قيام إسرائيل بسلسلة من "عمليات التخريب واغتيال سرية لإبطاء قدرة إيران على تخصيب الوقود النووي"، بينما أصر الرئيس الأمريكي على أن "الدبلوماسية والعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 هما أفضل السبل لإيجاد حل دائم".

وبحسب "نيويورك تايمز"، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي في افتتاح المؤتمر الصحفي المشترك في القدس المحتلة بعد اجتماعه مع الرئيس الأمريكي، موجهًا كلامه لإيران، "إذا استمروا في تطوير برنامجهم النووي، فسيستخدم العالم الحر القوة". وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي استمع بانتباه لكلام رئيس الوزراء الإسرائيلي لكنه "لم يكرر هذا الالتزام مطلقًا"، وبدلاً من ذلك تمسك بايدن بـ "الحديث عن منع إيران من الحصول على السلاح النووي، وليس منعها من الحصول على البرنامج الذي قد يكون الغرض منه تطوير السلاح النووي".

هنا يوضح الصحفي ديفيد سانغر إنه "حتى هذه الاختلافات الإستراتيجية طويلة الأمد آخذة في التحول، وسط تصدعات في الإجماع الإسرائيلي على مدى الخطر الوشيك الذي يشكله البرنامج النووي الإيراني". ويضيف سانغر "تم وضع هذه الخلافات حول استراتيجية إيران جانبًا إلى حد كبير في أول يوم من أول رحلة لبايدن إلى الشرق الأوسط كرئيس، في منطقة تغيرت فيها التحالفات والعلاقات بشكل جذري منذ أن كان آخر مرة هنا كنائب للرئيس باراك أوباما".

يرى التقرير أن "مهمة بايدن في تل أبيب كانت تعزيز وتعميق العلاقة مع القادة الإسرائيليين الذين ينتظرون انتخابات صعبة لاختيار رئيس وزراء جديد"، واستغل المؤتمر الصحفي الذي عقده مع لابيد لـ "تعزيز العلاقة المزدهرة بين "إسرائيل" وعدد قليل من الدول العربية، بما في ذلك إنشاء منطقة دفاع جوي مشتركة للحماية من الطائرات بدون طيار والصواريخ الإيرانية".

ومن الواضح بحسب كاتب التقرير أن "هذه الرحلة كانت من أنواع الرحلات التي أحبها بايدن كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ ثم نائبًا للرئيس". فقد احتفل بالتوقيع على "إعلان القدس" الذي "يعيد التأكيد على صلابة التحالف بين البلدين، والالتزامات الأمريكية بعدم السماح لإيران بالحصول على سلاح نووي، وتقارب إسرائيل مع العديد من الخصوم العرب". وفي حين أن "القليل في الإعلان كان جديدًا، إلا أنه في الحقيقة ذكر بجرأة الخطوط العريضة للعلاقة - التي وقعها رئيس ديمقراطي ينظر إليه الكثيرون في إسرائيل بريبة، ورئيس وزراء إسرائيلي بالإنابة يسعى إلى جعل دوره دائمًا - التي يطغى عليها الكثير من النقاش العام في إسرائيل".

ويشير تقرير نيويورك تايمز إلى أن "إسرائيل" انتهجت منذ سنوات طويلة "سياسة نسف متكررة للمنشآت النووية الايرانية واغتيال قادة البرنامج النووي في محاولة لتعطيل قدرة إيران على إنتاج الوقود النووي، تم تسريع هذا البرنامج السري الإسرائيلي في العام الماضي. لكن الولايات المتحدة تتبع مسارًا مختلفًا في محاولة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران الذي تخلى عنه ترامب. وفي حين يقر العديد من المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين الإسرائيليين الآن أن خطوة ترامب بالانسحاب من الاتفاق قد فشلت، مما سمح لإيران باستئناف وتسريع برنامج التخصيب النووي، فإنهم يرون في الحل العسكري الخيار الأفضل، بينما بايدن اعتقاده بأن الدبلوماسية توفر الأمل الوحيد لحل دائم.

بالنسبة للابيد فقد "يكون اتخاذ موقف صارم بشأن إيران بحضور الرئيس الأمريكي ضرورة سياسية قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل

من جهة أخرى، بالنسبة للابيد فقد "يكون اتخاذ موقف صارم بشأن إيران بحضور الرئيس الأمريكي ضرورة سياسية قبل انتخابات تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل، حيث يأمل في تحويل وضعه المؤقت إلى فترة ولاية كاملة كرئيس للوزراء".