16-أكتوبر-2022
احتجاجات مستمرة في إيران (Getty)

احتجاجات مستمرة في إيران (Getty)

دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الخامس، بعد أن بدأت استنكارًا لمقتل الشابة مهسا أميني، وتطورت إلى اعتراض على النظام الحاكم في البلاد. فقد شهدت عدد من الجامعات الإيرانية تجمعات طلابية احتجاجية، رفع  خلالها الطلاب شعارات مناوئة للنظام، ونددوا بقمع القوات الأمنية للاحتجاجات.

دخلت الاحتجاجات في إيران أسبوعها الخامس، بعد أن بدأت استنكارًا لمقتل الشابة مهسا أميني، وتطورت إلى اعتراض على النظام الحاكم

وأعلنت الجمعيات الطلابية استمرار التجمعات ومواصلة رفض الطلاب المشاركة في الفصول الدراسية في عدة جامعات حكومية. وشهد عدد من هذه الجامعات احتجاجات في العاصمة طهران، ومدن كرج وكرمانشاه غربي البلاد، ومدينة أصفهان وسط البلاد، فيما استخدمت قوات الأمن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.

هذا ووجه نشطاء دعوة للتظاهر تحت شعار "بداية النهاية" على الرغم من قطع خدمات الإنترنت، وحظر منصات التواصل الاجتماعي مثل إنستغرام وواتساب، ودعوا المواطنيين في أنحاء إيران كافة للتجمع في أماكن لا توجد فيها قوات الأمن، وأن يهتفوا "الموت للديكتاتور".

وفي آخر إحصائيات لعدد الضحايا الذين سقطوا جراء الاحتجاجات، قالت "منظمة حقوق الإنسان في إيران"، التي تتخذ من أوسلو مقرًا لها، إن 108 شخصًا قد قتلوا في الاحتجاجات المنددة بوفاة أميني، كما قتل 93 آخرون في مواجهات منفصلة في مدينة زاهدان، بمحافظة سيستان منطقة بلوشستان الواقعة بجنوب شرق البلاد.

من جهتها، نددت منظمة العفو الدولية بما قالت إنه "قمع وحشي بلا رادع"، أدى لقتل 23 طفلًا قاصرًا على الأقل. وقالت مديرة المكتب الإقليمي للشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة العفو الدولية هبة مرايف: "لقد قتلت قوات الأمن الإيرانية ما يقرب من عشرين طفلًا في محاولة لسحق روح المقاومة لدى الجيل الشاب الشجاع في البلاد. لو كان المجتمع الدولي شخصًا، ألن يخجل عند النظر في أعين أولئك الأطفال ووالديهم؟ سوف يخفض رأسه خجلًا بسبب تقاعسه عن التصدي للإفلات من العقاب المتفشي الذي تتمتع به السلطات الإيرانية على جرائمها الممنهجة، وانتهاكاتها الجسيمة لحقوق الإنسان".

بالمقابل أفاد التلفزيون الايراني بأن ما لا يقل عن 26 من أفراد قوى الأمن قد قتلوا. وذكر التلفزيون الحكومي أن ضابطًا برتبة رائد في الحرس الثوري، وعنصرًا من "الباسيج" قتلا برصاص من أسمتهم بـ"مثيري شغب" في إقليم فارس جنوبي البلاد.

من جهة أخرى قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي إنه لا يمكن لأحد أن يجرؤ على التفكير في تقويض الجمهورية الإسلامية، وشبه خامنئي الجمهورية الإسلامية بـ"الشجرة الثابتة"، قائلًا في تصريحات بثها التلفزيون الايراني الرسمي "هذه النبتة أصبحت اليوم شجرة ثابتة، ويخطئ من يفكر في اقتلاعها"، متهمًا الولايات المتحدة، و"إسرائيل" بالمسؤولية عن الاضطرابات وأعمال الشغب في إيران، وفق تعبيره. وكانت إيران قد حملت مسؤولية أعمال العنف لمن أسمتهم "أعداء في الداخل والخارج"، من بينهم انفصاليون مسلحون، وقوى غربية، واتهمتهم بالتآمر على الجمهورية الإسلامية، نافية في الوقت نفسه مسؤولية الأمن عن مقتل المحتجين.

وفي سياق متصل، أجرى وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اتصالًا هاتفيًا مع مسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، تطرق خلالها للاحتجاجات في إيران. وأبلغ عبد اللهيان خلال الاتصال الهاتفي بوريل بأن "إيران سمحت بالاحتجاجات السلمية، وأن حكومتها تتمتع بتأييد شعبي، وهي مستقرة". وأضاف الوزير الإيراني بأن "المطالب السلمية للمواطنين الإيرانيين قضية منفصلة عن أعمال الشغب، والقتل، والعمليات الإرهابية"، داعيًا الاتحاد الاوروبي الذي يعتزم فرض عقوبات على طهران بسبب قمع الاحتجاجات، إلى اعتماد "مقاربة واقعية للاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني"، مشددًا على أن "الجمهورية الإسلامية ليست أرضًا للانقلابات المخملية، أو الملونة"، مؤكدًا أن "في إيران ديمقراطية فاعلة، ولا مكان فيها للثورات الملونة".

من جانبه عبر الرئيس الأمريكي جو بايدن عن اندهاشه حيال الاحتجاجات في إيران، مكررًا خلال كلمة أمام تجمع جماهيري في مدينة إرفاين في ولاية كاليفورنيا وقوف بلاده مع "المتظاهرين في إيران"، داعيًا إلى "إنهاء العنف الذي ترتكبه (السلطات في) إيران ضد مواطنيها، لمجرد مطالبتهم بحقوقهم الأساسية". وتابع بايدن "أريدكم أن تعرفوا أننا نقف إلى جانب الإيرانيين الشجعان الذين يتظاهرون حاليًا لتأمين حقوقهم الأساسية، يجب أن يتمتع الجميع رجالًا ونساء بالحق في حرية التعبير وحرية التجمع، ويجب أن يكون بمقدور النساء ارتداء ما يحلو لهن من دون أن يملي أحد عليهن ذلك".

قال المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي إنه لا يمكن لأحد أن يجرؤ على التفكير في تقويض الجمهورية الإسلامية

بدورها أشادت نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس، بالدور القيادي للنساء في التظاهرات التي تعمّ إيران، وأعربت هاريس خلال استقبالها ومسؤولون أمريكيون لناشطين من أصول إيرانية، عن دعمها "للنساء والفتيات الشجاعات اللواتي يقدن احتجاجات سلمية في إيران، من أجل تأمين المساواة في الحقوق والكرامة الإنسانية"، مؤكدة أن "شجاعة هؤلاء المحتجات ألهمتها كما ألهمت العالم أيضًا".