05-سبتمبر-2022
At least 10 killed, 15 hurt in Canada stabbings; suspects

يعد هذا الهجوم أحد أكثر عمليات القتل الجماعي دموية في كندا (Getty) 

قتل عشرة أشخاص وأصيب آخرون الأحد في هجمات طعن متفرقة في منطقتين نائيتين في كندا يقطنهما سكان أصليون. وبحسب ما أفادت الشرطة الكندية، فإن عملية مطاردة واسعة ما تزال جارية في ثلاث مقاطعات بحثا عن شخصين مشتبه بهما، وهي مقاطعة ساسكاتشوان، حيث وقعت الجريمة، إضافة إلى مقاطعتي ألبيرتا ومانيتوبا المجاورتين.

يعد هذا الهجوم أحد أكثر عمليات القتل الجماعي دموية في كندا 

وقد أعلنت السلطات أن الشخصين المشتبه بهما، وهما داميان ساندرسون ومايلز ساندرسون، ما يزالان طليقين، وناشدت المواطنين في عدة مناطق بأخذ الحيطة والحذر، ولاسيما في مدينة ريجينا، عاصمة مقاطعة ساسكاتشوان، حيث ترجح السلطات تواجدهما. 

ويتهم الرجلان بإصابة 15 آخرين بجراح متفرقة بأسلحة بيضاء، في جريمة لم يعرف دوافعها حتى اللحظة. 

القصّة الكاملة

بدأ الرعب في الساعة 5:40 من فجر يوم الأحد (التوقيت المحلي لمدينة ريجينا في مقاطعة ساسكاتشوان الكندية)، وذلك بعدما تلقت الشرطة بلاغًا عن حادث طعن في محمية ريفية للسكان الأصليين هناك. وبعد توافد عناصر الشرطة إلى المكان، وتزايد أعداد مركبات الأمن في المنطقة وسيارات الإسعاف، أدرك السكّان في المنطقة أن ثمة كارثة كبيرة قد وقعت، لتعلن الشرطة بعدها وبشكل رسمي وفاة 10 أشخاص وإصابة 15 آخرين، في جريمة طعن جماعي عشوائية، وهو خبر أحدث هزّة كبيرة في المقاطعة وفي عموم كندا حتى اللحظة، ولاسيما مع استمرار فرار الجناة. 

canada manhunt

فقد أعلنت الشرطة يوم الإثنين إن عملية مطاردة واسعة قد بدأت للبحث عن رجلين مشتبه بهما في واقعة القتل الجماعي، وأعلنت عن اسميهما، وأوضحت أنهما مسلحان وخطران، حيث ناشدت السكان في المناطق القريبة باللجوء إلى منازلهم، ولاسيما بعد توسيع نطاق البحث على مدى 400 كم تقريبًا جنوب منطقة ريجينا، عاصمة المقاطعة. 

وقد تم نقل عدد من الضحايا بطائرة هليكوبتر إلى مستشفى الجامعة الملكية، وهو المستشفى الرئيسي الذي يخدم تلك المنطقة المعروفة بانخفاض نسب الجريمة فيها. 

وفي أول تعليق له على الحادثة، قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو: "أشعر بالصدمة والأسى إزاء هذه الهجمات المروعة.. جميع الكنديين اليوم في حالة من الحزن بسبب هذه الجريمة المأساوية". 

تزايد العنف ضد السكان الأصليين في كندا

تتزايد في الآونة الأخيرة معدلات العنف ضد السكان الأصليين في كندا، وهي ظاهرة أثارت الكثير من القلق، وأعادت إلى دائرة الجدل إرثًا قديمًا من مظاهر العنف والتمييز التي سادت ضدّهم في الماضي، والتي يستمر اهتمام الباحثين في الكشف عنها ودراستها. وقد ظهر إلى العلن مؤخرًا أحد أكثر هذه الفصول مأساوية في تاريخ كندا، بعد أن اكتشف رفات 215 طفلًا من أطفال السكان الأصليين في أرض تابعة لمدرسة داخلية سابقة كانت تابعة للكنيسة في مقاطعة بريتش كولمبيا الكندية. وقد اعتذر البابا فرانسيس، أثناء زيارة له إلى كندا، في تموز/يوليو الماضي، عن الدور الذي لعبته الكنيسة في مثل هذه الفظائع الإنسانية على مدى عقود طويلة من القرن التاسع عشر. 

أمّا هذا الهجوم، فيعد أحد أكثر عمليات القتل الجماعي دموية في التاريخ الكندي الحديث. فقد وقعت أعنف حادثة هجوم عشوائي مسلح في تاريخ البلاد عام 2020، حين أطلق رجل متنطر بزي ضابط شرطة النار على الناس في منازلهم وأشعل النيران في عدة مواقع في مقاطعة نوفا سكوتيا، وهو ما أسفر عن مقتل 22 شخصًا. كما يذكر الكنديون حادثة دهس جماعي حصلت عام 2019، حيث قتل رجل 10 من المشاة بشاحنته في تورنتو. كما تكررت حوادث قتل مشابهة بدافع الكراهية، كان أبزرها ما حصل في حزيران/يونيو من العام 2021، حين دهس شابّ كندي متطرّف عائلة مسلمة من ثلاثة أفراد وتسبب بقتلهم جميعًا. 

رغم ذلك، فإن جرائم القتل الجماعي في كندا ما تزال نادرة بالمقارنة مع دول أخرى، ولاسيما، الولايات المتحدة الأمريكية، جارتها الجنوبية. 

جرائم القتل الجماعي في كندا ما تزال نادرة بالمقارنة مع دول أخرى، ولاسيما، الولايات المتحدة الأمريكية

كما أن جرائم القتل الجماعي عن طريق الطعن أكثر ندرة من حوادث إطلاق النار العشوائي، وهي وقائع تحدث في دول مختلفة حول العالم. ومن أبرز هذه الحوادث ما وقع في الصين عام 2014، حين قتل 29 شخصًا طعنًا في محطة قطار في مدينة كونمينغ جنوب غرب الصين. وفي اليابان عام 2016، أسفرت جريمة طعن جماعي في مؤسسة للإعاقة الذهنية في مدينة ساغاميهارا عن مقتل 19 شخصًا. وفي العام 2017، قتل ثلاثة رجال ثمانية أشخاص في حادثة دهس وطعن على جسر لندن في المملكة المتحدة.

ماذا أعلنت السلطات الكندية بشأن المشتبه بهما؟ 

  • أعلنت الشرطة الكندية عن هوية المشتبه بهما، وهما داميان ساندرسون (31 عامًا)، ومايلز ساندرسون (30 عامًا). ولم توضح الشرطة ما إذا كانت تربط الرجلين صلة قربى. 
  • قالت السلطات إن الرجلين يعتبران "مسلحين وخطرين" وناشدت السكان في مدينة ريجينا، حيث يعتقد أنهما موجودان حاليًا، بالبقاء في منازلهم. 
عملية الطعن في كندا
المشتبه بهما في عملية الطعن الجماعي في كندا (NYTimes)
  • وجهت الشرطة الكندية نداء للمشتبه بهما عبر الراديو ووسائل الإعلام المختلفة لتسليم نفسيهما على الفور. 
  • قالت الشرطة إنه يعتقد أن المشتبه بهما استقلا سيارة نيسان سوداء صغيرة، ولم يُعرف ما إذا كانا قد استعانا بمركبة أخرى بعد ارتكاب الهجمات.
  • تعتقد الشرطة أن الرجلين لم يغادرا مدينة ريجينا، وهي عاصمة المقاطعة حيث وقع الهجوم.  
  • لم توضّح الشرطة الكندية عمّا إذا كانت تملك تفسيرًا للهجوم أو دوافعه حتى اللحظة.