30-أكتوبر-2022
حادثة التدافع كوريا الجنوبية

قتل 151 شخصًا على الأقل في فاجعة هزّت كوريا الجنوبية (Getty)

أعلن رئيس كوريا الجنوبية يون سوك يول يوم الأحد حدادًا وطنيًا بعد وفاة ما لا يقل عن 151 شخصًا، أغلبهم من الشباب والمراهقين، ووإصابة أكثر من 80 آخرين، ليلة أمس السبت، وذلك في حادثة تدافع خانقة خلال احتفالات الهالوين في منطقة إتايوان الشهيرة في العاصمة سيول.

الرئيس الكوري: حدثت مأساة وكارثة ما كان ينبغي لها أن تحدث

وقال الرئيس الكوري في مؤتمر صحفي صباح اليوم الأحد: "أشعر بخيبة كبيرة. لقد حدثت مأساة وكارثة ما كان ينبغي لها أن تحدث". ودعا يول إلى إجراء تحقيق شامل في سبب الحادث لضمان عدم تكراره على هذا المستوى في المستقبل. 

 

وبحسب ما نقلت وسائل إعلام كورية عن شهود عيان، فإن عشرات الآلاف من المحتفلين الشباب احتشدوا في شوارع ضيقة حول محطة مترو أنفاق إتايوان في العاصمة الكورية، ووقعت الكارثة أثناء محاولة بعضهم مغادرة المنطقة بعد ليلة من الاحتفالات الصاخبة، ما أدى إلى سلسلة تساقط بشريّ خرجت عن السيطرة، وصفها أحد شهود العيان بأنها أشبه بتساقط "أحجار الدومينو". 

ويؤكّد المسؤولون أنهم ليس لديهم حتى اللحظة فكرة واضحة عن سبب التدافع ، أو كيف تحول الاحتفال السنوي بهذه السرعة إلى أسوأ كارثة تشهدها البلاد، على الأقل من العام 2014، الذي شهد مأساة غرق العبّارة المفجوعة، التي راح ضحيتها أكثر من 300 شخص. 

المعلومات المتوفّرة حول الكارثة: 

  • حالة طوارئ غير مسبوقة في العاصمة، بعد تدفق آلاف الاتصالات من آباء وأمهات وأصدقاء يبحثون عن ذويهم بعد انتشار الأنباء حول الكارثة. حث المسؤولون المواطنين على تقديم أوصاف مفصلة حول المفقودين الذين يبحثون عنهم، لأن عدد الضحايا والمصابين كان هائلًا وصادمًا. 
  • الغالبية من القتلى والمصابين من الشباب في سن المراهقة والعشرينيات الذين توافدوا على منطقة معروفة في العاصمة الكورية بكونها وجهة الحياة الليلية الأشهر في المدينة، في حي إيتوان. 
  • تعدّ هذه التجمّعات غير مسبوقة منذ الجائحة، إذ تجمّع ما يقارب من 100،000 محتفل بحسب تقديرات نقلتها وسائل إعلام كورية. هذه الأعداد حالت دون وصول سيارات الإسعاف إلى موقع الحادثة للتعامل مع الإصابات. ونظرًا لفداحة التدافع، فإنه من المرجح أن ترتفع الحصيلة النهائية لأعداد الضحايا. 
  • الحصيلة الرسمية المعلن عنها حتى صبيحة الأحد هو 151 حالة وفاة و82 إصابة تخضع للعلاج في المستشفيات القريبة، معظمهم في حالة حرجة. 
  • من بين الضحايا 19 أجنبيًا، من بينهم أربعة من الصين، وآخرون من إيران والنرويج وأوزبكستان. 
  • نسبة كبيرة من الضحايا في الحادثة كانوا من الإناث، بواقع 97 فتاة وامرأة، وقد تم التعرف على 90 بالمئة من الضحايا. 

وقد عمدت الشرطة إلى إغلاق المنطقة وفرض طوق حولها، وأظهرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي أشخاصًا بأزياء الهالوين وهم ملقون على أطراف الشوارع ينتظرون نقلهم بمركبات الإسعاف التي تقاطرت إلى المكان في ساعة متأخرة من الليلة الماضية، حيث تم نقل المصابين إلى مستشفيات قريبة، كما تم نقل آخرين إلى مراكز صحية وعيادات مجاورة. 

حادثة التدافع في كوريا الجنوبية

وقد أعلن مسؤولون في شرطة العاصمة إنهم سيحققون في الظروف المحددة التي أدت لوقوع الحادث، وما إذا كانت الجهات المنظمة للاحتفالات قد أخلت بإجراءات السلامة المطلوبة، لاسيما وأن أعداد الأشخاص الذين تجمعوا في المنطقة قد كانت متوقعة. 

وتفيد تقارير بأن أقرب مركز للنجدة والإسعاف كان على بعد كيلومتر واحد فقط من الأزقة حيث وقعت الكارثة، إلا أنه قد كان من الصعب الوصول إلى مكان الحادث، بسبب الأعداد الكبيرة من الناس، إضافة إلى كون بعض الأزقة ضيقة للغاية، حيث يصل عرضها في بعض المواقع إلى أقل من أربعة أمتار وحسب. 

وبحسب ما نقلت نيويورك تايمز عن أحد خبراء إدارة الحشود، فإن الشرطة الكورية لم تبد مستعدة بالشكل اللازم للتعامل مع الحدث، على الرغم من التجمّع الضخم للمواطنين في مكان واحد. وقد نوّه الخبير من أن المعلومات التي بين أيدينا لا تزال محدودة، إلا أن الصور ومقاطع الفيديو المتداولة تظهر بشكل واضح عدم وجود استعدادات تنظيمية كافية لإدارة حشد بهذا الحجم والنوع. 

تدافع في كورويا الجنوبية

كما قال وزير الداخلية والأمن العام الكوري، لي سانغ مين، في إفادة موجزة، إن الأجهزة الأمنية لم تتوقع أن تكون الحشود أكبر مما كانت عليه في السنوات السابقة، وأنها لم تنشر مرتبات إضافية في المنطقة، والتي تم تكليفها بالتعامل مع عدد من الاحتجاجات في أماكن أخرى من المدينة. 

تزايد الاهتمام باحتفالات الهالوين بين الشباب في كوريا الجنوبية خلال السنوات الماضية

يذكر أن مناسبة الهالوين في كوريا الجنوبية لا تتخذ طابعًا عامًا، ولا يحتفل بها على نطاق واسع شعبيًا، باستثناء ما يحصل في العاصمة سيول، حيث تزايد الاهتمام بهذا الاحتفال خلال السنوات الماضية بين الشباب، وصار حدثًا سنويًا رئيسيًا للنوادي والمطاعم والبارات، وخاصة في حيّ إتايوان.