29-سبتمبر-2021

لوحة لـ فادي الشمعة/ لبنان

الطفل الذي قام مهرولًا

وخُيوطِ النوم تشُدّ ناصيته

اصطَدَم بصبحٍ يفرك جفونه

أمام الحمام

 

وغير ذلك

طوّقَتْه يَدُ الأيّام الممتدة

فأسنَدَ أمره للرصيفِ

هناك، شاهَدَ ما لمْ تقلْهُ الكتب القديمة

بيد تلك الوجوه الكادحة

رسمت على الممرّ

ألوان من الألم

 

تابع شعاع اصطدم

بزجاج القصر

مرتدًا نحو الشرق

رغم جيوش الشمس

التي أطلقت عنانها بلا هوادة

راودته المرآة، وقالت: هيت لك

 

والصباح يفرك جفونه،

عدّ سنواته الطويلة

من قديم البدء، ما قبل البداية

قبل اللا مكان، في شيئية الأشياء

لا زمنية الرماد، حفيف الريح،

رعشة الجسد السرمدية،

فاكهة الأمل، تفاحة الندم

شجرة الآلام، صخر الأبجديات

أطفال يعيشون على الرصيف

حكاية أخرى، رنين الوجع المتغلغل

في عمق مدينته المليئة بالأضداد

عدّ سنواته الأخيرة

غَسَقَ الليل، سهرة الحمى

رنين الضحكات المشروخة

أياد مكبلة من ذل الفقر

شيخوخة تآكلتها الرتابة

والضجر، لغة الملل التي عمّت الأرجاء

عدّ ساعاته القصيرة

حين اغرورقت أعين الزجاج

وكاد الشعاع أن يستسلم

أفل بريقه الناصع

آه...، هي تنهيدة الصباح المسافر

وهو يشيّعُ الحلم إلى مثواه.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ذاكرة اليد

شذرات من دودة خضراء، في كأس أخضرٍ