19-فبراير-2017

حكيم عاقل/ اليمن

هذه المرة سأحتفل بك هكذا
سأطلق النار على كل الدببة بغرفة نومي..
في الخارج لديك ما تحتفظين به
على الأرجح:
ملاك لا يقضم هاتفه نهاية اليوم مثلي
لا ينفض الطباشير عن معطفك الرمادي نهاية الدوام مثل العجوز بواب مدرستك
ولا يخبرك كتاجر عقارات فقير، كم أنه سعيد حين أحبك.
سأراقبكم فحسب
وسأقول للمساحة التي بيننا
بأني قد شفيت هكذا: كأنني الشخص الواقف بجوارك
وأني أفتح الآن عيني على وسعهما: فأراك فتاة شغوفة ومثالية بما يكفي لالتقاط الصور
مع حزنها الباذخ كولد مغدور.
على الأقل بعد سنوات طوال، من رؤيتك كل صبح مومياء تعبر الإسفلت فتدهس من شاحنة للمثلجات على الناصية الأخرى من أغنية "عيد العشاق"، أو هكذا يفسرني الندم
سأحكي كيف أنه أصبحت لي إيماءات جديدة لأعبر لك عن مقدار انجذابي نحوك بدلًا عن السابق الذي يشبه منحدرات القرى الترابية.
فمثلًا: لن أواعد صديقتك البدينة، أو أن أتحجج بالزحام بين كراسي قاعة الجامعة
لأدس يدي البذيئة تحت عنقك أو إبطيك،
بل أرغب أن أجلس بجوارك الآن: مثل ضرير يرتعش جسده وهو يخبر معلمته بمحبتها للمرة الأولى ويبكي.
ثم لن أتذمر من صغر ثدييك حين يؤلمني قلبي،
لن ألح أن أصطحبك لبيتنا: وأستدرجك لتقبيل سنك المسوّس حين يؤلمك بعد قضم الحلوى.
لن أجلسك بحضني وآتيك من دموعي وأقول إن كل شيء بجسدك يؤدي لبراءتك، حين تتمنعين كرمى للأنبياء الذين لا أهتم لأمرهم، بينما أظنك "مثلية" وحمقاء،
ثم سأقول لنفسي بأنك فاتنة: لحد أنهم اختلقوا حربًا دون قصد
لأتمكن من نسيانك.
وضعوا صور الذين أمقتهم على الشارع الذي مشيناه، صفوا الدبابة مكان الوردة التي تركناها خلفنا حين افترقنا.
ثم صاروا قساة بما يكفي لنستبدل أرقام هواتفنا بذبذبات مهولة من الحنين.
كل ما في الأمر
أني لأتذكرك يتكوم الرمل بداخلي من تلقاء نفسه: وهكذا أشعر بالطمأنينة
حتى أن القناص أعلى المبنى المقابل لا يمكنه أن يجرؤ على قلبي وما زال شيء منك بداخله!!

 

اقرأ/ي أيضًا:

كابوس ثالث

ثلاث شاعرات من الأردن: جريمة الشعر