24-مايو-2016

عراقي ينظر لقوات بلاده في حفل تخريج على يد القوات الأمريكية (Getty)

دائمًا ما أتساءل أليس العراق بلد عربي؟ أليس جزءًا من خارطة تجمع 22 بلدًا تجمعها اللغة والأرض والديانة؟ أليس من حق العراق عليهم أن يقفوا إلى جانبه ويساندوه، وهو الذي كانوا يعتبرونه "حامي بوابتهم الشرقية"؟ لماذا لايقفون معه؟

تقولون إن العراق تُسيطر عليه إيران منذ عام 2003، أقول لكم نعم، لأنكم منحتموها فرصة التواجد فيه

في المعركة التي انطلقت أمس ضد تنظيم "داعش" في مدينة الفلوجة، لم نر أغلب الإعلام العربي يقف إلى جانب العراق، ليس ذلك فحسب، بل راح يتباكى على "داعش" لأنهم تعرضوا لهجوم كبير، بينما لم يبك على المدنيين الذين عاشوا طيلة 13 عامًا تحت وطأة تنظيمات متطرفة قتلت وذبحت ورملت ويتمت الآلاف من أهالي الفلوجة.

اقرأ/ي أيضًا: يحدث أن يكون البكاء بعمرنا

هل نحن سيئون حتى لا تنصروا قضيتنا مثلما تنصرون أية قضية أخرى، أم نحن خارجون عن الملة؟ أم ليس لدينا مواقف معكم؟ ارجعوا إلى التأريخ الحديث قبل أقل من قرن واسألوا آباءكم وأجدادكم من هو العراق وأهله؟ هل نستحق كل هذا التجاهل منكم؟

تقولون إن العراق تُسيطر عليه إيران منذ عام 2003، أقول لكم نعم، لأنكم منحتموها فرصة التواجد فيه، لأنكم انشغلتم كثيرًا بأسعار البترول ودعم التنظيمات المتطرفة ونسيتم بلدًا اسمه العراق، فإيران خططت ورسمت ونجحت، نعم نجحت، أما أنتم تركتم بعضنا يجد في إيران سندًا له، وما زلتم تصرون على أننا السبب في ذلك.

تنادون بعروبة العراق ولا تقدمون الدعم له، تتعاملون معنا بسوء مثلما تتعامل إيران وغيرها معنا، تدعمون طائفة على حساب أخرى، وتروجون لأشياء لا صحة لها في الواقع، كل هذا من أجل أن تحاربوا المشروع الإيراني، لكنكم تحاربونا نحن وتتركون إيران تعيش بسلام وتُعمر وتزدهر. أنتم تخطئون الهدف يا إخوتنا. في السابق كانت مشكلتكم شيئًا اسمه صدام حسين لأنه اجتاح الكويت، نحن نتفق على أن فعل صدام كان فعلًا حقيرًا بربريًا، لكن صدام رحل، لماذا تنظرون لثلاثين مليون عراقي على أن كل واحد فيهم صدام؟! لماذا فتحتم بلدانكم لتكون مصانع إنشاء عقول تكفيرية متطرفة تفتك بنا من 13 عامًا؟

اقرأ/ي أيضًا: فـخُ المنطقـة الخضراء

اليوم، بينما نُقاتل الإرهاب ونُريد تخليص العراق منه، تستكثرون علينا دعمًا إعلاميًا، وتتناسون أن تنظيم "داعش" لو استمر بتقدمه في العراق لوصل إلى قصوركم، ولكان الوطن العربي وطنًا للدولة الإسلامية. كل هذا ونحن يُساء إلينا باستمرار. علاقتكم غير الإيجابية بساسة عراقيين لا تعني ألا تحترموا دماء شعب تُهدر منذ سنوات، وألا تغضوا أبصاركم عن مأساة نُريد الخلاص منها وأنتم لا تقدمون شيئًا لنا.

ما هي هيبة الوطن العربي وفلسطين مُحتلة منذ أكثر من 70 عامًا؟ وهل لهذه الأمة طعم دون بغداد والقاهرة والشام؟

كل هذا وما زلتم تقولون إن العراق بلد عربي، ونحن نقول ماذا نفعتنا عروبتكم؟ وماذا نفعتنا فارسية جارتنا الشرقية؟ كلاكما أضر بنا، كلاكما لا يجد في العراق إلا فريسة يجب الانقضاض عليها قبل غيره.

ماذا نفعل لتوقفوا أفكاركم غير الصحيحة عن العراقيين؟ ماذا تريدون منا إن كنا لا نستحق دعمكم وتأييدكم؟ على الأقل قفوا ضد الإرهاب باعتباره خطرًا عالميًا. ألا تعرفون معنى أن يكون للإنسان موقفًا شريفًا يمحو سيئات كثيرة صنعها؟ هل أنتم عاجزون عن إيجاد طريق يعود بالعراق إلى حاضنته العربية، أم أنكم مصممون على إيذائه؟

ما هي هيبة الوطن العربي وفلسطين مُحتلة منذ أكثر من 70 عامًا؟ وهل لهذه الأمة طعم دون بغداد والقاهرة والشام؟ لماذا لا تتخلصون عن صوركم النمطية عنا. أنتم ابتعدتم وأبعدتمونا، فماذا عسانا نفعل؟

اقرأ/ي أيضًا:

هل العراق دولة؟

العراق.. حقوق الإنسان في قائمة المفقودات