05-مارس-2017

رامين هايريزاده/ إيران

1

اترُكيني
مرةً أُخرى
أُحِبُّ أن أكتُبَ عن رحيلِكِ
فهو يشبِهُ
رحيلَ القتلى
الّذين ذهبوا بلا وصّايا.

2

لأنني دائمًا
أبحثُ عن ريشٍ
لهذا الشحرور المُبلّل
مثلتِ معي
دورَ الصّياد.

3

في هذه اللّيلةِ
سأتركُ وجهَكِ
في قصيدةٍ لم أرغبْ
في صياغتِها من جديد
ثم أقضي ليلتي متفرجًا
على لاعباتِ التنس
وراقصاتِ الباليه
ومغنيات الراب
وأنت أيضًا
بهذه الليلة
أتركي وجهي غاضبًا
في المطبخ
مع الأطباقِ المتَّسخة
ثمَّ أحرقي ليلتَكِ بقراءةِ القصائد الأيروتيكية
لشعراءَ في الفيسبوك
بعدها
سنفكر بالخيانةِ
والشَّكِّ
أكرهُكِ وتكرهيني
أنا أذهبُ إلى القصيدة
وأنتِ الى المطبخ.

4

ليس لديكِ
لوحةً على جدارِ غرفتِكِ
ولا عصفورًا في القفص
أو سمكةً في الحوض
كي أشرحَ لكِ
كيف حالُ قلبي؟
في غيابك

5

أنا في مدينة
لا تفهم في الحب كثيرًا
إنّها تصحو على أصواتِ البقالين
وتنامُ على أنينِ غرابٍ معطوب
مدينة
مصابة بالربو
مُذْ أولِ حربٍ
وهي تنقِلُ عمرَها
من قنينة أوكسجين
إلى أخرى
فكيف تـأمرين قصائدي
أن ترافقَكِ لحفلةٍ تَنَكُّريّة؟!
أنا يا صديقتي
أكتبُ كما يتخيّلُ
قلبُكِ وجهي.

6

أضعُ بين قُبلةٍ وأخرى
فاصلة
بين شهقةٍ وأُخرى
فاصِلةً منقوطةً
وبين شهيقٍ و زفيرٍ
أضعُ شَرطةً صغيرةً جدًا
ثُمَّ أقرأ كما يحلو لي
دون توقف
هناك جُمَلٌ أتحسسُها
أُحِبُّ أنْ أكتبها
بلا نقاطٍ
كجسدِكِ تمامًا.
 
7

لم تكنْ قبلةً
هي ضحكةٌ يتيمةٌ
في فميّ
فلماذا تضعين أغنية حمراء
فوق الشِّفاه؟
 
8

أُريدُكِ
مِثْلما تُريدني القصائد
أن أكون
صادقًا
كضحكةِ الأطفال
حزينًا
كقِطعةِ دِرهَم.

 

اقرأ/ي أيضًا:

ميناء يافا.. أغنية المسافر

أطراف يابسة