24-يوليو-2017

نزار صابور/ سوريا

1

أيتها الرّيح..

كما في حياة سابقة

لعابدة وثنية جعلتها الكلمات

هشةً..

لصلاة لم تعرف الأكاذيب

خارج مدّ من الوشوم..

وصفير مقدس..

أيتها الريح..

ماذا يريد هذا الصوت؟

 

2

أيتها الريح..

إشارتي؛ لم أعد مثلما كنت

رهنًا لها..

وعني رفعت أخيرًا يدي..

ولا فرق بين الحقائق والوهم

في مراء التجلي..

لا فروق بحبر الصياغة في الصلوات..

لا سماء ستمنح أخرى قداساتها..

لا لغات ستفصح أكثر مما أريد

بها..

أيتها الريح..

أنا على حياد مني

وأحاول أن أتهجى المسافة

في عدمية هذا التماهي..

 

3

أيتها الريح..

تهبين شتى..

هل ستطفئين هذي الحرائق؟

أم هو الاحتفاء بالجحيم الراقص؟!

هل سينجز مدّ البلاغات وهم الغياب؟!

هل تهبين النهايات ما ينبغي من رموز؛

حتى يكون بمقدور هذي البدايات أن تهتدي للهبوب؟

أيتها الريح..

تهبين شتى..

والضحايا أنا..

واحد..

 

4

أيتها الريح..

يأبى هذا الحضور الفادح الكلام..

يأبى كل أقواس قزح..

يأبى الكنايات..

يأبى جوائز النصر على الروح الذبيحة..

أيتها الريح..

سيمياء الماء.. والضفاف.. والنوارس.. والقصب.. والسفر..

لم تعد تودي إلا إلى فجيعة مرثية تخنقها حشرجة

أبلغ من ضراعة وثنية..

 

اقرأ/ي أيضًا:

على عقرب الساعة أن يبطئ قليلًا

لم أفعل شيئًا هذا النهار