20-يناير-2022

وفد إسرائيلي التقى البرهان (Getty)

الترا صوت – فريق التحرير

أفادت وسائل اعلام اسرائيلية أمس الأربعاء أن وفدًا إسرائيليًا وصل إلى العاصمة السودانية الخرطوم. وقالت هيئة البث الإسرائيلية "مكان" إن طائرة خاصة تقل بعثة إسرائيلية هبطت  في العاصمة السودانية، وانطلقت الطائرة من مطار بن غوريون وتوقفت بشرم الشيخ في مصر للحصول على خط مسار رحلة، ومن ثم واصلت طريقها إلى السودان.

أفادت وسائل اعلام اسرائيلية أمس الأربعاء أن وفدًا إسرائيليًا وصل إلى العاصمة السودانية والتقى برئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبار

 

وذكرت وسائل إعلامية أنّ الوفد الذي ضم مسؤولين أمنيين كان في استقباله قائد ثاني قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو الذي نسق الزيارة، والتقى الوفد برئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان وقادة عسكريين كبار. وقال مراسل الهيئة الإسرائيلية للشؤون السياسية شمعون أران إنّ مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت لم يؤكد الخبر أو ينفه، كما لم يدل المجلس العسكري في السودان بأي تصريحات تعقيبًا على خبر الزيارة.

اقرأ/ي أيضًا: بعد ضغوط أمريكية إماراتية.. اتفاق تطبيع بين السودان وإسرائيل

من جهته أكد مسؤول رفيع بوزارة الخارجية السودانية أن الأخيرة ليست طرفًا في الزيارة، وأن مسؤوليها علموا بوصول الوفد الإسرائيلي للبلاد من مواقع التواصل الاجتماعي. وأشار المصدر أن السلطات العسكرية والأمنية هي الجهة التي نسقت الزيارة وملمة بتفاصيلها.

هذا وأصدرت القوى الشعبية لمقاومة التطبيع في السودان "قاوم" بيانًا نددت فيه بزيارة الوفد الإسرائيلي، وقالت "قاوم" إنها ترفض كل علاقة مع هذا الكيان انطلاقًا من مبادئ أهل السودان النابعة من عقيدتهم والمتسقة مع كل قيم الإنسانية والفطرة السوية التي ترفض التعامل مع المعتدي والظالم والمغتصب، وتمكين عدوها من نفسها مهما كانت براعة الحيل ونفاق المخابرات. وأكدت أن ما أقدمت عليه حكومة الفترة الانتقالية بشقيها العسكري والمدني من بسط العلاقة مع إسرائيل لم ولن يجني منه السودان أي فائدة بقدر ما جنته تل أبيب من فوائد لا تعد ولا تحصى، مشددة على أن تلك الخطوات كانت دون تفويض شعبي ولا سند قانوني.

 وأضاف البيان أن إسرائيل ظلت تعمل سرًا وعلانية على تمزيق الممزق وتجزئة المجزأ والاستثمار في مناخات الفتن والصراعات والخلافات بصب الزيت على نارها لتزداد اشتعالًا وتمزقًا وإن ادعت نفاقًا الصداقة المستحيلة. وشدد على أن الواجب يحتم الاجتماع والوفاق حول القضايا الوطنية والوعي بالمخاطر على الأمن القومي بعيدًا عن تآمر الأعداء المتربصين بالوطن وعلى رأسهم تل أبيب.

وختم البيان بدعوة قادة الدولة تجنيب البلاد هذه المخاطر الناتجة عن الخداع الاستخباري، كما ناشد كل الشعب وقياداته كافة التعبير عن هذا الرفض الواعي بالطرق السلمية وفي كل المنابر، مؤكدًا أن القوى الوطنية ستظل تنظر لإسرائيل بأنها أكبر مهدد للأمن القومي السوداني في ظل نظرتهم القائمة على التمدد حتي النيل.

بدورها، أوضحت عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني آمال الزين أن توقيت الزيارة يدل على ضلوع إسرائيل في انقلاب 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، خاصة أن السلطات العسكرية الحاكمة في الخرطوم تقع تحت ضغط شعبي ودولي، أما المكون المدني فقد اعتبرت الزين أنه لم يتجرأ على الجهر بتأييده للتدخل الإسرائيلي.

وذهبت إلى القول أن سقوط النظام العسكري سيجعل التطبيع مع إسرائيل في خطر لأن تل أبيب لا تلقى قبولًا شعبيًا في البلاد ولذلك تصر على مساندته ودعمه، ومن تجليات المساعدة الإسرائيلية ما تقدمه للسلطة الانقلابية من تقنيات جديدة يجعلها قادرة عل مراقبة النشطاء.

أما الخبير في الشؤون الإسرائيلية عصمت منصور فقد أشار إلى أن الزيارة كان يمكن أن تكون سرية، لكن الإعلان عنها له دلالته، موضحًا أنه في كل محطة تتأزم فيها الأوضاع بالسودان تتدخل إسرائيل. وأشار في حديثه لقناة الجزيرة أن التدخل الإسرائيلي يكون من خلال الذهاب للسودان أو التوسط مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاولة امتصاص أي ضغط ضد السلطات العسكرية في الخرطوم، وأضاف أن الوفد الإسرائيلي يريد أن يطمئن أعضاء المجلس العسكري ويثبت لهم أن إسرائيل بجانبهم وتريد التخفيف من حدة الضغط عليهم، مشددًا على أن إسرائيل يهمها المكون العسكري وتريد تقويته لأن مصالحها تكمن في الحفاظ على نفوذه، فهو يضمن لها تمرير مصالحها الخاصة.

في المقابل قال الكاتب الصحفي عوض الله نواي أن زيارة الوفد الإسرائيلي تأتي في سياق منظومة أمنية إسرائيلية وليس لها أي علاقة بالشؤون الداخلية للبلاد، معتبرًا أن السودان لا تستفيد من هذه الزيارة بل إسرائيل هي المستفيد، وأشار إلى أن تل أبيب ليس لديها أي خطوط أو علاقات داخلية تجعلها قادرة على التدخل في الشؤون السودانية، ولكنها تصر على خدمة مصالحها الخاصة في إطار أمني.

الزيارة ليست الأولى فقد سبقتها زيارة لبعثة سرية إسرائيلية إلى السودان في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي

يذكر أن الزيارة ليست الأولى فقد سبقتها زيارة لبعثة سرية إسرائيلية إلى السودان في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الماضي، حيث كشف موقع "والاه" العبري  أن وفدًا إسرائيليًا ضم عناصر من جهاز الاستخبارات الموساد زار العاصمة الخرطوم سرًا والتقى مع مسؤولين في الجيش السوداني لتكوين انطباع عن الوضع الداخلي في أعقاب الانقلاب العسكري. والتقى الوفد الإسرائيلي بقائد ثاني قوات الدعم السريع  عبد الرحيم  دقلو الذي كان قد زار إسرائيل مع وفد عسكري سوداني قبل أسابيع قليلة من استيلاء الجيش على السلطة، والتقى بكبار أعضاء هيئة أركان الأمن القومي الإسرائيلي ومسؤولين آخرين في مكتب رئيس الوزراء في تل أبيب.