ردع الحوثيين.. التحدّي الكبير لإسرائيل وحليفها الأميركي

يمثل الحوثيون تحديًا كبيرًا، لا لإسرائيل فحسب، وإنما للتحالف الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأميركية، وترى صحيفة يديعوت أحرنوت أنّ حدث إسقاط المقاتلة الأميركية إفـ18 فوق منطقة البحر الأحمر الأسبوع المنصرم، يبين إلى أي مدى وصل التحدي الحوثي في اليمن.

يشار إلى أنه في حين يتبنى الحوثيون إسقاط المقاتلة الأميركية، تُصر رواية البنتاغون على أنّها أسقطت بفعل ما يسميه "نيران صديقة"، ومع ذلك تساءلت يديعوت أحرنوت عمّا إذا كانت النيران الصديقة لها صلة مباشرة بالعمليات القتالية الدائر في تلك المنطقة، معتبرةً أنّ العملية تمثّل "إحدى أخطر ما تعرضت له القوات الأميركية في الشرق الأوسط".

وتستنتج الصحيفة الإسرائيلية من ذلك كله أنّ "قدرة التحالف الذي تقوده واشنطن على ردع الحوثيين باتت موضع شك بعد أن أظهر الحوثيون صمودًا أمام الضربات الجوية".

تثير قدرات الحوثيين العسكرية مخاوف  إسرائيل

واستدلّت يديعوت أحرنوت على ذلك التقييم بما قاله وكيل وزارة الدفاع الأميركية لشؤون الاستحواذ والاستدامة، ويليام لابلانت، تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، من أن الحوثيين "أصبحوا مخيفين"، مضيفًا القول إنه "مذهول من التقنيات التي يمكنهم الوصول إليها حاليًا".

كما أكّدت يديعوت أحرنوت أنّ الهجمات التي يشنها الحوثيون على إسرائيل بواسطة الصواريخ البالستية والمسيرات، وعلى السفن في البحر الأحمر، تضع واشنطن وحلفائها في "موقف صعب، نظرًا إلى أنّ الإدارة الأميركية مشاركة في جهود وساطة إنهاء حرب اليمن والصراع ما بين الحوثيين والسعودية".

ويُلقي هذا الأمر، حسب يديعوت أحرنوت، بثقل المواجهة على إسرائيل التي تعمل وفق استراتيجية تزاوج بين الضغط الديبلوماسي والضغط العسكري.

فعلى الصعيد الديبلوماسي وجّهت الخارجية الإسرائيلية إلى بعثاتها الديبلوماسية في في دول الاتحاد الأوروبي أوامر بالضغط على دول الاتحاد من أجل "إعلان الحوثيين منظمةً إرهابية".

وفي الرسالة التي وجّهها جدعون ساعر إلى السفارات الإسرائيلية اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي أنّ "الحوثيين يشكّلون تهديدا ليس فقط لإسرائيل، بل للمنطقة والعالم بأسره. التهديد المباشر لحرية الملاحة في أحد أكثر طرق الشحن ازدحاما في العالم هو تحدٍّ للمجتمع الدولي والنظام العالمي. الأمر الأول والأساسي هو تعريفهم منظمةً إرهابية" وفق ما ورد في رسالته التي نشرها موقع والا العبري أمس الثلاثاء.

أمّا بالنسبة للبعد العسكري في الاستراتيجية الإسرائيلية فكان لافتًا حديث وزير الأمن في دولة الاحتلال يسرائيل كاتس عن أنّ تل أبيب "ستضرب الحوثيين بقوة عبر ضرب بنيتهم التحتية الاستراتيجية وستقطع رؤوس قادتهم، تمامًا كما فعلت مع إسماعيل هنية، ويحيى السنوار، وحسن نصر الله"، مضيفًا القول "ما فعلناه في غزة ولبنان، سنفعله في الحديدة وصنعاء"، مردفًا أيضًا "هزمنا حماس، وانتصرنا على حزب الله، وأعمينا أنظمة الدفاع في إيران وضربنا خطوط الإنتاج، وأسقطنا نظام الأسد في سوريا، وضربنا محور الشر بشدة، وسنضرب أيضًا تنظيم الحوثي الإرهابي في اليمن الذي ما زال واقفًا من يرفع يده على إسرائيل فستُقطع يده، وذراع الجيش الإسرائيلي الطويلة ستضربه وتحاسبه" على حدّ زعمه.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ العدوان على قطاع غزة، يقوم الحوثيون بلعب دور إسناد، من خلال استهداف سفحن الشحن المتوجهة إلى إسرائيل، وتطور الأمر لاحقًا إلى استهداف العمق الإسرائيلي بواسطة الطائرات المسيرة ثم الصواريخ الباليستية الفرط صوتية التي فشلت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي في صدّ العديد منها، الأمر الذي أثار أسئلةً إسرائيلية عن مدى قدرة إسرائيل على ردع التحدي الحوثي، فجماعة الحوثيين بخلاف حماس أو حزب الله اللبناني يمتلكون جيشًا وأنظمة صواريخ متطورة، تجد إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية صعوبةً في تحديد مواقع تخزينها، وتوقع إطلاقها. ويرى محللون عسكريون أنّ من المجازفة بمكان محاولة إسرائيل وحليفها الأميركي احتواء الحوثيين عسكريًا.