30-أغسطس-2022
 الفنان ممدوح قشلان (1929 - 2022)

ممدوح قشلان مع إحدى لوحاته

رحل عن عالمنا أمس الفنان التشكيلي السوري ممدوح قشلان (1929 - 2022) الذي وافته المنية في مدينة دمشق.

ولد ممدوح قشلان في مدينة دمشق بزقاق الزيتون في حي باب سريجة عام 1929. وفي عام 1951، فاز بمسابقة انتقاء معلمين للرسم وعيّن مدرسًا في مدينة اللاذقية، التي غادرها عام 1952 إلى روما لدراسة الفن. وبعد خمس سنوات من الدراسة في العاصمة الإيطالية، انتقل الراحل إلى مصر التي عمل فيها مدة ثلاث سنوات تزوج خلالها.  

كان قشلان شاهدًا على ثلاثة أرباع القرن من الإبداع التشكيلي في سوريا، وفاعلًا في النهضة الفنية التي شهدتها الساحة الفنية في عقود لاحقة

أسّس في عام 1968 متحف الفنون المدرسية، ثم معهد إعداد المدرسين للتربية الفنية. وشارك عام 1969 في تأسيس نقابة الفنانين التي انتُخب رئيسًا لها، وذلك قبل تأسيسه صالة "إيبلا" التي ارتبطت باسمه، وظل يمارس نشاطاته فيها حتى رحيله.

 الفنان التشكيلي السوري ممدوح قشلان (1929 - 2022)

يقول الناقد والمؤرخ عفيف بهنسي: "في كل عنصران مقومان، الموضوع والأسلوب، ولأن الموضوع ينتمي إلى الفكر والأدب ويسعى إلى تبرير ذاته من خلال مردوده الوظيفي، وأن الأسلوب ينتمي إلى تقنيات تشكيلية تتعلق بالخط واللون والمنظور، فإن انسجام العلاقة بين الموضوع والأسلوب يحدد نجاح العمل الفني. لقد استمر قشلان قابعًا في تلافيف الموضوع التي اختزنت جميع ذكريات البيئة الشعبية، والتي اتصفت بالبساطة والوضوح والعفوية، وكانت هوية الإنسان حاضرة في الأزياء الشعبية التي رصدها الفنان في كل قرية وفي كل حقل".

كان قشلان شاهدًا على ثلاثة أرباع القرن من الإبداع التشكيلي في سوريا، وفاعلًا في النهضة الفنية التي شهدتها الساحة الفنية في عقود لاحقة، إلى جانب أنه حافظ على الأصيل من التراث وواكب التيارات الفنية الحديثة.

 الفنان السوري ممدوح قشلان (1929 - 2022)

تفرد قشلان منذ بدايته بأسلوبه الذي يعتمد على التقطيع الهندسي للمشهد، مع مراعاة توزيع الألوان بدقة ضمن تلك التقطيعات، وهو صاحب تجربة خاصة في رسم دمشق ضمن رؤية خاصة، تمزج الواقعي بالشعري.

من كلمات الراحل: "قدّمتُ دمشق عبر رؤيتي لنبل ناسها وسماتها. هذه المدينة التي ولدتُ وترعرتُ فيها وتشربت حياتها الدمشقية الأصيلة المليئة بالتعاطف والمحبة والأسرية.. تراها في أعمالي خيوطًا لونية مرحة وهادئة تظهر وفائي لها".