17-فبراير-2016

الكاتب والصحافي المصري محمد حسنين هيكل (1923 - 2016)

توفي اليوم الكاتب والصحافي المصري محمد حسنين هيكل (1923 - 2016)، عن 93 عامًا، إثر تدهور صحته منذ ثلاثة أسابيع بعد صراع طويل مع المرض. في وفاته، ننتبه إلى أن جيلنا لم يمنح اهتمامًا لمحمد حسنين هيكل أقلّ مما منحته الأجيال السابقة. حديثه السياسي هو الحديث الوحيد الذي اجتمع حوله الناس، ليس بسبب بساطته، بل لتاريخ الرجل الطويل الذي مر على ثلاثة أجيال.

أول سبق صحافي حققه  محمد حسنين هيكل في حياته، كان موضوعه متخصصًا بفتيات الليل في مصر

حقق هيكل أول سبق صحافي في حياته في "الأهرام"، وكان موضوعه متخصصًا بفتيات الليل، إذ حدث في تلك الفترة أن أصدر عبد الحميد حقي وزير الشؤون الاجتماعية وقتها قرارًا بإلغاء البغاء رسميًا في مصر، وكان سبب هذا القرار إصابة عدد من جنود الحلفاء بالأمراض التي انتقلت إليهم من فتيات الليل، فكان أن اتفق الإنجليز وحكومة "الوفد" على إصدار القرار الذي أثار الجنود، كما أثار فتيات الليل، وتم تكليف هيكل بلقاء فتيات الليل حيث حصل منهن على معلومات خطيرة هزت الرأي العام وقتها.

كان هيكل مقربًا من دوائر صنع القرار دومًا، وهو الأمر الذي جعل مواده الصحفية على درجة عالية من الشهرة والأهمية. بعد رحيل عبد الناصر وتولي السادات للحكم في مصر، ظلّ قريبًا من السادات وفيًا لعمله الصحفي وللكتابة. لكن نتيجة كتبه التي ينتقد فيها "الرئيس المؤمن"، خاصةً بعد حرب أكتوبر، اعتقله السادات في هيستيريا اعتقالات 1981. خرج صاحب "خريف الغضب" بعدها بعفو من رئاسي حسني مبارك، ليؤسس إمبراطوريته الصحفية ويتفرغ للكتابة. 

في أيلول/سبمتبر عام 2003، قرّر أن يعتزل الكتابة والصحافة بعد أن بلغ الثمانين لكنه لم يستطع. يتذكر الكثيرون له خطاب تنحي عبد الناصر، وانتقاءه الفائق للألفاظ، ودوره بعد ثورة "25 يناير" وتأييده للماكينة العسكرية وتقديمه النصح لها حتى لحظاته الأخيرة، والتنظير للمؤسسة الحاكمة أيًا كانت توجهاتها.

تقلد هيكل العديد من المناسب منها أنه كان عضوًا في اللجنة المركزية في "الاتحاد الاشتراكي العربي" من 1968 وحتى 1974، كما شغل منصب وزير الإرشاد القومي من نيسان/أبريل وحتى تشرين الأول/أكتوبر عام 1970، كما ظل في رئاسة تحرير "الأهرام" حتى عام 1974.

ألّف عشرات الكتب المهمة التي حظيت بشهرة، وكانت من الأعلى مبيعًا، منها: "خريف الغضب" و"عودة آية الله" و"الطريق إلى رمضان" و"أوهام القوة والنصر" و"أبو الهول والقوميسير"، بالإضافة إلى 28 كتابًا باللغة العربية من أهمها مجموعة "حرب الثلاثين سنة"، و"المفاوضات السرية بين العرب وإسرائيل"، و"ملفات السويس"، و"لمصر، لا لعبد الناصر"، و"العروش والجيوش".

اقرأ/ي أيضًا:

قبل أن يموت الزميل محمد حسنين هيكل بقليل..!

في جلد عبد الناصر