05-أبريل-2017

المسرحية رجاء بن عمار

فقدت الساحة الثقافية التونسية، في ساعة متأخرة من يوم الثلاثاء 4 نيسان/أبريل، المسرحية المخضرمة رجاء بن عمار، إثر خضوعها لعملية جراحية. وقد نعتها وزارة الثقافة واصفة إياها بأنها "عمود من أعمدة المسرح التونسي ورمز من رموزه".

رجاء بن عمار عمود من أعمدة المسرح التونسي ورمز من رموزه

رجاء بن عمّار هي إحدى روّاد المسرح التونسي، إذ امتدّت تجربتها لزهاء أربعين سنة، قامت خلالها بإخراج عديد المسرحيات التي تم عرضها في تونس وفي المهرجانات الإقليمية والدولية. كما تضمّنت تجربتها التمثيل والكتابة والتصميم المسرحي. وتميّزت الفقيدة رجاء بن عمّار باهتمامها بالرقص المسرحي، حيث كانت من أوائل من أسسوا لهذا الفنّ في تونس، وكانت قد أشرفت طيلة السنوات الأخيرة على تنظيم التظاهرة السنوية "أيام الرقص المعاصر".

اقرأ/ي أيضًا: أيوب عمريش.. سندباد المسرح في الجزائر

انطلقت المسيرة المسرحية لرجاء بن عمار منذ نهاية الستينات في المسرح المدرسي والجامعي، قبل أن تلتحق بموجة تأسيس المؤسسات المسرحية الخاصّة المستقلّة عن القطاع العام. حيثّ كوّنت بداية الثمانينات مع المسرحي المخضرم ورفيق دربها توفيق الصائم فرقة مسرح "فو" (المجنون)، التي ظلّت حاملة لمشعله بإعداد أعماله حتى أيامها الأخيرة قبل وفاتها. وقد أشرفت رجاء بن عمّار على فرقتها المسرحية من داخل فضاء "مدار قرطاج" الذي تديره منذ بداية التسعينات، وكانت قد واجهت صعوبات مالية في إدارته في السنوات الماضية.

أشرفت رجاء بن عمار، في السنوات الأخيرة، على تظاهرة "أيام الرقص المعاصر"

اقرأ/ي أيضًا: مهرجان دوز المسرحي.. ظلال الرّبيع العربي

قدّمت رجاء بن عمّار طيلة مسيرتها عديد المسرحيات التي طبعت في المسرح التونسي والعربي، من بينها مونودراما "هوس وطن"، التي تناولت احتلال العراق كمنطلق للبحث عن الذات، و"أهل الهوى"، و"الباب إلى الجحيم"، و"وراء السكّة". 

كما قدّمت رجاء بن عمّار بعد الثورة العمل المسرحي "فيسبوك" التي أسقطت من خلاله رؤيتها الفنية عبر المسرح لحدث الثورة، فيما كان آخر عمل لها "نافذة على..."، الذي افتتح "مهرجان الحمامات الدولي" في دورته الأخيرة. وهي مسرحية أحالت من خلالها على الراهن السياسي والمجتمعي، وتحديدًا بخصوص العلاقة بين السياسة والمال الفاسد. وقد حازت الفقيدة رجاء بن عمّار على العديد من الجوائز المسرحية في مهرجانات وطنية وعربية، كما ترأست لجان التحكيم في عدد منها.

 

اقرأ/ي أيضًا:

أولاد أحمد.. تونس التي تعلّم الثورة

الحكواتي في تونس.. فن منسي يتجدد