13-سبتمبر-2022
جان لوك غودار

جان لوك غودار (1930 - 2022)

توفي اليوم، الثلاثاء، المخرج السينمائي الفرنسي السويسري جان لوك غودار (1930 – 2022) عن عمر ناهز 91 عامًا. ويُعتبر الراحل، إلى جانب المخرج فرانسوا تروفو، مؤسس "الموجة الجديدة" في فرنسا بعدما بدأ مساره السينمائي ناقدًا، في مجلة "كراسات السينما"، تحت رعاية أندريه بازان.

عُرف غودار بصنع أفلام جريئة ومثيرة للجدل اقترب فيها من السياسة والمجتمع والإنسان، وانتقد عبرها المجتمع الاستهلاكي، وعبّر من خلالها عن دعمه لحركات التحرر في العالم، خصوصًا القضية الفلسطينية التي قاربها في مناسبات متعددة، منها تجربته في فيلم "موسيقانا" الذي كرس جزءًا منه لمحمود درويش.

في العموم، تتحدى أفلامه أساليب السينما الهوليوودية، والسينما الأوروبية الرائجة، ويعتبره البعض أشد صانعي أفلام الموجة الجديدة تطرفًا.

عُرف غودار بصنع أفلام جريئة ومثيرة للجدل اقترب فيها من السياسة والمجتمع والإنسان، وانتقد عبرها المجتمع الاستهلاكي

 

ولد في باريس لأبوين سويسريين – فرنسيين، ودرس في جامعة السوربون، وانضم أثناء دراسته إلى مجموعة من هواة السينما ضمّت فرنسوا تروفو وجاك ريفيت وإريك رومير. وحين أسّس بازان مجلته السينمائية المؤثرة "كراسات السينما"، كان غودار من كتّابها الأوائل، وكان انتقاله من النقد إلى الإخراج بمثابة الانتقال من النظرية إلى الممارسة.

حصل في عام 2010 على جائزة أوسكار فخرية عن مجمل مسيرته الفنية على الرغم من نقده الشرس لهوليوود، ومواقفه من الاحتلال الإسرائيلي، ودفاعه المستمر عن القضية الفلسطينية. وأعلن وقتها أنه لن يذهب شخصيًا لتسلم الجائزة.

من بين أبرز أفلامه: اللاهث، عش حياتك، ازدراء، عصابة من الغرباء، بيرو المجنون، مذكر مؤنث، فيلم اشتراكية، وداعًا للغة.


أقوال فيه وعنه

فرانسوا تروفو: التهام الكتب

أكثر ما يسحرني في غودار هو طريقة التهامه الكتب. عندما نكون معًا في بيت أحد الأصدقاء، في أمسية ما، فإنه يطالع ببساطة أربعين كتابًا على الأقل، ودائمًا يقرأ الصفحات الأولى والأخيرة.

 

دوسان ما كاغييف: في خدمة الثورة

غودار وضع نفسه في خدمة الثورة. لا أريد أن أخدم. أعتقد أنه من خلال أفلامنا نشن نفس الحرب التي يشنها أولئك الذين يقاتلون خلف المتاريس.

 

ساتياجيت راي: لا يحتاج إلى سيناريو

بالنظر إلى نوع الفيلم الذي يصنعه جودار فإنه لا يحتاج إلى سيناريو معد ومنظم، لأن أحد أغراضه الرئيسية هو عرض تفسخ الحياة الحديثة، فقدان الشكل الواضح المحدد، وأنت لا تستطيع أن تفعل ذلك بدون تحطيمه.

 

إبراهيم العريس: حقائق الأشياء والإنسان

لغة غودار السينمائية هي بحث متواصل عن الحقائق ورغبة مستمرة في التجريب. حقائق الأشياء والإنسان، وتجريب أساليب سينمائية جديدة محرضة ومغايرة تمامًا لما هو سائد. وهو في هذا يثير الاعجاب الشديد على رغم "صعوبة الدخول في أفلامه" تلك الأفلام التي "تبقي أثرًا لا يمحى عند فهمها" كما كتب ناقد. ولكن أفلامه وأحيانًا شخصيته نفسها، جلبت له أيضًا النقد اللاذع. فبعض النقاد والجمهور يعيب على غودار "الحاجز" الذي يضعه بين سينماه وبين الجمهور ويصفه "بالمثقف الممل". وهو المعروف بعدم سعيه الى نيل رضا الجمهور أو القائمين على السينما.