10-يناير-2023
charles simic

تشارلز سيميك (1938 - 2022)

توفي الشاعر الصربي الأمريكي تشارلز سيميك (1938 - 2023)، أمس الإثنين، في أحد مساكن الرعاية الدائمة في نيوهامشير، عن عمر يناهز 84 عامًا. وقال صديقه ومحرره دانييل هالبيرن إن سبب الوفاة نتج عن مضاعفات مرض الزهايمر.

الشاعر الذي انشغل بالكشف عن قوة الأشياء التي لا نهاية لها, وُلد في بلغراد يوم كانت عاصمة ليوغسلافيا سابقًا. نشأ أثناء الاحتلال النازي لبلاده، فنما وهو يرى أهوال الخراب الذي خلّفته الحرب العالمية الثانية. والده كان يقيم في إيطاليا ويوشك على السفر إلى أمريكا، وبدورها قررت والدته مغادرة يوغسلافيا، فعبرت الحدود خلسةً إلى النمسا عام 1948، لكن انكشف أمرها وأُعيدت إلى يوغسلافيا، وهناك زُج بها بالسجن. وفي عام 1952، سافرت الأسرة إلى فرنسا ومنها إلى نيويورك بعد عام.

عرّف تشارلز سيميك قصيدة النثر بانها أشبه بمحاولة الإمساك بذبابة في غرفة مظلمة، وأن كتابة هذا النثر ما هي إلا انفجار اللغة عقب الاصطدام بقطعة أثاث كبيرة

في الولايات المتحدة، اضطرته ظروفه للعمل الشاق من أجل تدبير معيشته، فاشتغل بائعًا في عدة متاجر، منها متجر للكتب. وحين نشر أولى قصائده عام 1959، لم يتسن له أن يتذوق متعة النشر الأولى، إذ وجد نفسه فجأة مدعوًا للخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي. وبسبب هذه التجربة بما فيها من ضغوط نفسية شديدة، حدثت له تحولات شتى.

بعد تجربة الخدمة في الجيش، وبعد تخرجه من جامعة نيويورك 1966، أصدر مجموعته الشعرية الأولى "ما يقوله العشب" عام 1967، ثمّ توالَت مجاميعه الشعريّة التي تجاوز عددُها الثلاثين؛ منها: "تفكيك الصّمت" 1971، "العَودة إلى مكان مُضاء بكوب حليب" 1974، "كتاب الآلهة والشياطين" 1990، "فندق الأرَق" 1992، "زواج في الجحيم" 1994، "نزهة ليليّة" 2001، "الصَّوت في الثالثة صباحًا" 2003، "قردٌ في الجوار" 2006، "ذلك الشيء الصغير" 2008، "سيّد التخفّي" 2010، "المعتوه" 2014.

فاز بجوائز عديدة، منها جائزة "بوليتزر" 1990، وجائزة "غريفين" العالميّة في الشعر 2005، وجائزة "والاس ستيفنز" 2007.

صدرت له عدة مختارات شعرية مترجمة إلى العربية، كما ظهر كتابه الشعري "العالم لا ينتهي" بثلاث ترجمات عربية لكل من المترجمين: الفلسطيني تحسين الخطيب، والسوري أحمد م أحمد، والمصري أحمد شافعي.

عرّف قصيدة النثر بأنها أشبه بمحاولة الإمساك بذبابة في غرفة مظلمة، وأن كتابة هذا النثر ما هي إلا انفجار اللغة عقب الاصطدام بقطعة أثاث كبيرة، وعلى رغم ذلك فإنه وصفها (أي قصيدة النثر) بأنها مزيج مستحيل من الشعر الغنائي والنادرة وحكاية الجنيات والقصة الرمزية والمقالة الصحافية وأنواع أخرى من الكتابة.

رأت الناقدة دايانا إنغلمان أن تجربته ذات صوت مزدوج: "صحيح أن تجربة تشارلز سيميك، الشاعر الأمريكي، تمدُّ شعريته بهذا المفعول المتماسك على نحو فذّ، إلا أنه أيضًا يصحّ القول إن الصوتين: صوت الأجنبي وصوت ذاكرة اللسان الأمّ لا يزال يتردد صداهما في قصائد عديدة". تضيف: "إن قصائد سيميك تقوم بتوصيل ثنائية المنفى في خصوصيتها: إنها في ذات الوقت بيان أصيل عن الحساسية الأمريكية المعاصرة وأوعيةٌ من الترجمة الداخلية، تقترح مجازًا نحو ما هو صامت وأجنبيّ".