1. ثقافة
  2. نشرة ثقافية

رحيل بيان نويهض الحوت.. صوت الضمير الفلسطيني

13 يوليو 2025
بيان نويهض الحوت (الترا صوت)
بيان نويهض الحوت (الترا صوت)
الترا صوت الترا صوت

فقدت القضية الفلسطينية إحدى أبرز مناضلاتها، الأكاديمية والمؤرخة والصحافية بيان عجاج نويهض الحوت (1937 – 2025). فقد توفيت في بيروت، صباح اليوم الأحد، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد حياة حافلة بالبحث والتوثيق والدفاع عن الرواية الفلسطينية.

ولدت بيان نويهض في مدينة القدس في سنة 1937. تعود أصول والدها عجاج نويهض إلى رأس المتن في لبنان. بدأت  دراستها في مدرسة "شميدت" الألمانية للراهبات في القدس، حيث كان والدها من رجالات الحركة الوطنية الفلسطينية ومن مؤسسي "حزب الاستقلال العربي" في آب/أغسطس 1932، وأغنت معارفها بفضل مكتبة والدها الذاخرة بالكتب المتنوعة، والتي تركت بصمة في عقلها لا تُنسى.

لكنها اضطرت، في 26 نيسان/أبريل 1948، إلى مغادرة مدينة القدس، مع والدتها وأخواتها، والانتقال إلى لبنان بانتظار تحسن الأوضاع في فلسطين.

تابعت دراستها، بعد انتقالها إلى لبنان، في الكُلية العلمية للبنات في الشويفات، وهي مدرسة داخلية، وتُعرف باسم رئيستها "مِس مالك"، ثم انتقلت، في سنة 1951، إلى عمّان حيث استقر والدها، والتحقت بالصف الثاني الثانوي في مدرسة "الملكة زين الشرف". وبعد حصولها على شهادة الثانوية العامة، درست في كلية دار المعلمات في مدينة رام الله. وبدأت تنظم قصائدها الأولى على خُطى والدتها الشاعرة جمال سليم.

بعد تخرجها من دار المعلمات في سنة 1956 عملت بيان معلمة في مدرسة "سكينة بنت الحسين" في عمّان، وانتسبت إلى "حزب البعث العربي الاشتراكي"، بعدما وجدت في مبادئه تعبيرًا عن إيمانها بالعروبة. وصارت تنشط بصورة سرية، في ظل نظام الأحكام العرفية الذي فرض في الأردن في ربيع سنة 1957، في ميدان التوعية العامة، وتنقل الرسائل من عمان، من مجموعة من الضباط الأردنيين الأحرار إلى مجموعة من المناضلين من أردنيين وعرب مقيمين في دمشق، وهي من كانت كثيرة التردد على العاصمة السورية بعد انتسابها الى كلية التربية في جامعة دمشق.

قرر والدها في سنة 1959، أن تنتقل العائلة للعيش نهائيًا في لبنان، حيث كان يملك بيتاً قديماً في رأس المتن، فالتحقت بالجامعة اللبنانية في بيروت لمتابعة دراستها الجامعية في كلية الحقوق والعلوم السياسية.

بدأت نشاطها الصحفي، في مطلع سنة 1960، بكتابة مقالات في مجلة "دنيا المرأة" التي أصدرتها أختها نورا نويهض حلواني، وكانت رئيسة التحرير الأديبة إدفيك شيبوب.

في ربيع سنة 1960، انتقلت بيان للعمل محررة في مجلة "الصياد"، وتعرّفت في مكتب صاحبها سعيد فريحة إلى الشاعر سعيد عقل، الذي كان يساهم بمقالات أسبوعية في "الصياد"، وربطتها صداقة وثيقة مع الأديبة الروائية إميلي نصر الله التي كانت تعمل في المجلة نفسها.

كما أجرت بيان، خلال عملها في "دار الصياد" الذي استمر حتى سنة 1966، مقابلات صحفية مع شخصيات فكرية وسياسية عربية عديدة، كان من ضمنها المفكران القوميان ساطع الحصري وزكي الأرسوزي، والمناضل المغربي الشهير المهدي بن بركة، والزعيم الجزائري محمد خيضر، والسفير علي الكافي وهو من أصبح رئيساً للجزائر سنة 1992.

استمرت بيان في متابعة نشاطها الحزبي في إطار "حزب البعث العربي الاشتراكي"، الذي تسلمت فيه مسؤولية قيادة "شعبة الشياح" التي كانت تضم ثمانين بعثيًا معظمهم من العمّال. وعندما قررت قيادة حزب البعث، إنشاء "شعبة فلسطين"، انتقلت للعمل في هذه الشعبة التي كان المسؤول عنها توفيق الصفدي.

أما الحدث الجلل الذي اعتبرته نكبة قومية أشد هولًا من نكبة فلسطين، فكان الانفصال بين مصر وسوريا في أيلول/ سبتمبر 1961، وكان ألمها شديداً من عدم وقوف حزبها موقفاً حاسماً ونضاليا ضد الانفصال، وأبلغت رفيقها الصفدي بأنها ليس في استطاعتها الاستمرار في صفوف الحزب.

على الصعيد النضالي انضمت إلى "جبهة تحرير فلسطين – طريق العودة"، وهي الجبهة التي أنشأها، في نهاية سنة 1963، شفيق الحوت ونقولا الدر وإبراهيم أبو لغد وسميرة عزام. وقد حازت على الإجازة في العلوم السياسية في سنة 1963. ونالت شهادة الدراسة العالية في القانون العام سنة 1970، وشهادة الدراسة العالية في العلوم السياسية سنة 1971. وفي سنة 1978، نالت شهادة دكتوراه الدولة في العلوم السياسية. وبدأت في سنة 1979، عملها في حقل التدريس الجامعي في الجامعة اللبنانية، حيث صارت تدرّس مادتَي "القضية الفلسطينية" و"قضايا شرق أوسطية" في كلية الحقوق والعلوم السياسية – الفرع الأول.

خلال حياتها، كرّست جهدًا كبيرًا لتوثيق مجزرة صبرا وشاتيلا عام 1982، وجمعت شهادات الضحايا وذويهم، إضافة إلى شهادات رجال الإسعاف والمتطوعين، من أجل فضح الرواية الإسرائيلية الرسمية المسماة "تقرير كاهانا"، وهو ما صدر في كتاب مرجعي صدر عام 2003 عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية.

وبحسب المركز الفلسطيني للإعلام، فقد عملت الراحلة أستاذة جامعية، وشاركت في تحرير مجلات فكرية وأكاديمية مثل: "المستقبل العربي" و"الدراسات الفلسطينية". كما عملت مع مؤسسات بحثية كمركز "دراسات الوحدة العربية" و"مركز الأبحاث الفلسطيني". وشغلت مواقع قيادية في "الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي"، و"المؤتمر القومي الإسلامي"، و"مجلس إدارة مؤسسة القدس".

كلمات مفتاحية
غلاف الكتاب (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)

"الابتكار في العلوم الاجتماعية".. الربط بين النظرية والممارسة العملية

صدور كتاب "الابتكار في العلوم الاجتماعية: الهامشية المبدعة "

tsamym-altra-wyb-qyas-jdyd.png

"بلياتشو غزة" يتوّج بجائزة لجنة تحكيم مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي

فوز فيلم "بلياتشو غزة" بجائزة لجنة تحكيم مهرجان وهران

book-web-sawt.jpg

"أوراق أفغانستان: التاريخ السرّي للحرب" لكريغ ويتلوك.. إدانة شاملة لأطول حروب أميركا

صدور كتاب "أوراق أفغانستان: التاريخ السرّي للحرب"

القنيطرة
سياق متصل

إسرائيل ترفض الاتفاق الأمني.. والدوريات الروسية تعود إلى الجنوب السوري

تزامن الإعلان الإسرائيلي عن رفض الاتفاق الأمني مع أنباء عن تسيير دوريات للجيش الروسي في المناطق الحدودية مع إسرائيل

غلاف الكتاب (المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات)
نشرة ثقافية

"الابتكار في العلوم الاجتماعية".. الربط بين النظرية والممارسة العملية

صدور كتاب "الابتكار في العلوم الاجتماعية: الهامشية المبدعة "

tsamym-altra-wyb-qyas-jdyd.png
فنون

علي عنبه.. صوت شعبي هزم التراتبية الطبقية للغناء اليمني

الفنان الشعبي اليمني علي عنبه

صورة تعبيرية
مجتمع

لماذا تدفع أوروبا لاجئين للعمل بمهن لا تتناسب مع شهاداتهم العلمية؟

أيًا كانت الشهادة العليا التي يحملها، يصطدم اللاجئ في أوروبا بعروض العمل التي تنحصر بوظائف كالحدادة والتنظيف والتوصيل