22-أبريل-2025
فرنسيس الثاني

للأرجنتين ثلاثة رموز، البابا فرنسيس وميسي ومارادونا (رويترز)

أعلن الفاتيكان، صباح الإثنين، وفاة البابا فرنسيس الثاني عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد أقل من ثلاثة أسابيع من خروجه من المستشفى "جيميلي" في روما الذي دخله إثر إصابته بالتهاب رئوي حاد كاد يودي بحياته.

رحيل بابا الفاتيكان كان له وقع خاص في أوساط الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، حيث نعاه اللاعبون والأندية والمشجعون، لا بوصفه رجل دين فحسب، بل كمحب أصيل للعبة الشعبية الأولى في العالم. فقد كان البابا فرانسيس مشجعًا شغوفًا لكرة القدم منذ طفولته.

وجاءت أبرز ردود الفعل على وفاة البابا من عالم كرة القدم ذاته، حيث تم إعلان الحداد رسميًا في إيطاليا والأرجنتين، وتقرر تأجيل المباريات المقررة يوم الإثنين ضمن منافسات الدوري الممتاز في كلا البلدين.

ففي إيطاليا، حيث مقر الفاتيكان، أُرجئت أربع مباريات بارزة في الدوري الإيطالي، وتجمع بين تورينو وأودينيزي، وكالياري وفيورينتينا، وجنوى ولاتسيو، وبارما ويوفنتوس، حيث ستُقام هذه المباريات يوم الأربعاء القادم، احترامًا لذكرى البابا الذي كانت له علاقة روحية وثقافية بإيطاليا، البلد الذي تنحدر منه أصول عائلته.

وفي الأرجنتين، بلده الأم، تم تأجيل ثلاث مواجهات في الدوري الممتاز من الإثنين إلى الثلاثاء، وهي تيغري مع بيلغرانو، وأرجنتينوس جونيورز مع باراكاس سنترال، وإنديبندينتي ريفادافيا مع ألدوسيفي,

وقد أعلنت رابطة الدوري الأرجنتيني أن كل المباريات ستُستهل بدقيقة صمت تكريمًا للبابا، الذي شغل سابقًا منصب رئيس أساقفة بوينس آيرس، قبل أن يُنتخب كأول بابا من أمريكا اللاتينية عام 2013.

البابا فرنسيس وقصة عشقه لكرة القدم

البابا فرانسيس، واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو، لم يُخفِ يومًا حبه لكرة القدم. بل إن هذا الحب ظهر إلى العلن في الأيام الأولى من حبريته، حين نشر نادي سان لورينزو دي ألماغرو، الأرجنتيني العريق، صورة له وهو يحمل شعار النادي بفخر.

كان فرانسيس عضوًا رسميًا في النادي، ويحمل بطاقة العضوية رقم 88,235. وقد وصفه النادي في وداع مؤثر عبر حسابه الرسمي على إنستغرام بأنه "واحدٌ منا دائمًا"، مشيرًا إلى أنه كان يتابع الفريق منذ أن كان طفلًا صغيرًا، وشاهد فريق عام 1946 التاريخي الذي فاز بالبطولة الوطنية.

فرنسيس

تألق النادي تزامنًا مع تولّي فرانسيس الحبرية عام 2013، ففاز ببطولة الدوري الأرجنتيني، ثم توج بكأس ليبرتادوريس عام 2014 للمرة الأولى في تاريخه، فيما رآه كثيرون "بركة البابا". وقد زار مسؤولو النادي الفاتيكان مرتين لتقديم الكؤوس والاحتفال بالنصر مع مشجّعهم الأشهر. ومن المنتظر أن يحمل الملعب الجديد للنادي اسم "استاد البابا فرانسيس"، تخليدًا لذكراه.

صدى رحيل البابا فرنسيس في الأوساط الرياضية العالمية

رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، أعرب عن "حزن عميق" على وفاة البابا، مشيرًا إلى أنه التقاه في أكثر من مناسبة. وقال عبر إنستغرام: "كان يشاركنا شغفه بكرة القدم، ويؤكد دائمًا على الدور الاجتماعي والإنساني للرياضة. صلوات أسرة كرة القدم كلها معه اليوم".

أما رئيس اللجنة الأولمبية الدولية، توماس باخ، فأشاد بدور البابا في دعم السلام والتضامن الأولمبي، مشيرًا إلى مواقفه الثابتة في دعم اللاجئين والمهمشين، عبر المبادرات التي أطلقتها اللجنة بالتعاون مع الفاتيكان.

أسطورة الكرة الأرجنتينية، ليونيل ميسي، كتب رسالة وداع مؤثرة عبر خاصة "الستوري" في إنستغرام قال فيها: "بابا مختلف، قريب، أرجنتيني. شكرًا لأنك جعلت العالم مكانًا أفضل. سنفتقدك كثيرًا".