15-نوفمبر-2021

إيتيل عدنان (1925 - 2021)

ألترا صوت – فريق التحرير

غادرت عالمنا، أمس الأحد، الرسامة والشاعرة السورية - اللبنانية إيتيل عدنان (1925 - 2021)، عن بعد رحلة عمر امتد على 96 عامًا ميزتها روح الطفولة المستمرة، في شعرها ولوحاتها.

في روايتها "الست ماري روز"، افتتحت إيتيل عدنان النصوص الروائية عن الحرب الأهلية اللبنانية

ولدت إيتل في عام 1925 في بيروت، لأم يونانية وأب سوري، ونشأت في وقت كانت الحركات الفكرية والفنية في المدينة مزدهرة وفي سن الرابعة عشرة سافرت إلى باريس، حيث درست الأدب والفلسفة في جامعة السوربون ثم أكملت دراستها في الولايات المتحدة. عملت بتدريس الفلسفة في جامعة الدومينيكان بكاليفورنيا وهناك اكتشفت حبها للرسم بتشجيع من الفنانة الأمريكية آن أوهانلون وبدأت لاحقا في دمج اللغة العربية بأعمالها.

اقرأ/ي أيضًا: رحيل صباح فخري.. الصوت الذي أطلقته حلب

في عام 1977 نشرت رواية "الست ماري روز" عن الحرب الأهلية اللبنانية، وحقّق العمل نجاحًا كبيرًا استحقت عنه جائزة الصداقة الفرنسية العربية.

كتب فواز طرابلسي سابقًا: "سجّلت عام 1982 شعرًا، وفي الست ماري روز افتتحت النصوص الروائية عن الحرب، وفي رائعتها سفر الرؤيا العربي رمزت إلى هزيمة 67 وذاكرة الحروب الاستعمارية والحرب الأهلية اللبنانية في الصراع بين شمس وقمر".

تميزت في الشعر وكتابة المقال والتأليف المسرحي والرسم والنحت، وأصدرت نحو 20 كتابًا بالإنجليزية والفرنسية، من أعمالها: "سفر الرؤيا العربي"، و"عن مدن ونساء.. رسائل إلى فواز"، و"قصائد الزيزفون"، و"سيد الكسوف" و"باريس عندما تتعرى". وحظي شعرها المكتوب بالفرنسية أو الإنجليزية بمترجمين كبار دومًا من أمثال يوسف الخال وسعدي يوسف وسركون بولص.

أما لوحاتها فحافظت على روح البراءة الطليقة، من خلال ألوان متوهجة تجعل من الطبيعة الصامتة ناطقة، وفي الوقت نفسه تدل على إيتيل الطفلة دومًا، بالإضافة إلى اشتغالها على إدخال مقاطع شعرية إلى اللوحات، الأمر الذي جعلها تقدم رعشة في فن الحروفية.

في حفل تكريمي لبناني لمنجزها قبل عشر سنوات، كتب سابقًا الشاعر عيسى مخلوف: "لا تكتب إيتيل عدنان الشعر والنثر بالكلمات فقط بل بحضورها المتجلّي وبنزعتها الإنسانية التي لا تفصل الجمال عن تصوّرها للعدالة ومناهضة الظلم. وتأتي الكتابة هنا من المكان الأرحب. من الثقافة الموسوعيّة وخبط أجنحتها التي لا تعرف الحدود".


بعض قصائدها بترجمة عيسى مخلوف

 

اللعنةُ ضوضاء،

فراق، نظرةٌ

تلتئم.

٭

 

بعض الأشياء تموت

قبلنا. قبل الحرب،

كان ثمة أثاث

في المنازل.

 

٭

يفتقد هذا الصيفُ النداوةَ.

لا خبز والرخاء يحوط

بالخبز، المكّوك الفضائيّ

يعاني من ثَقبٍ في بطنه.

٭

 

هَذَى الفكرُ منذ اللحظةِ

الأولى. قلتُ لكم: اذهبوا

إلى الجبل.

من هناك لا نرى شيئًا على الإطلاق.

٭

 

دُحِرَ الأطفالُ والنساءُ

والمقاومون. يا أصدقائي، تظاهروا

بأنكم بعدُ أحياء.

هذا ما يجلب لكم الحظّ.

استولت الحمّى على الوقت.

النور يُدهَش من لمعانه.

هنا يبدأ السؤال الأخير:

ماذا فعلتُ بطفولتي؟

٭

 

مصدرُ الانتباه

سحابةٌ دقيقة. أيام المطر

نستحيلُ نباتات.

٭

 

لا تفقدوا الحاجة إلى الانوجاد،

الحاجة السابقة للولادة. يولد التاريخُ

في الأماكن غير المادية،

كالقدَر.

٭

 

الحبّ هدمٌ

للموت. يرتبط بقاؤنا

بقدرة الواقع على الإفلات

من اقتحام اللغة.

 

اقرأ/ي أيضًا:

آن سكستون: نشيدٌ لأجلِ السيّدَة

كوليت أبو حسين.. إملاءات الموت