20-يونيو-2018

استحق بكنباور عن جدارة لقب القيصر (رويترز)

بعد 20 عاماً على تتويجه الأخير والوحيد ضد المجر في نهائي 1954 بسويسرا، استقبل المنتخب الألماني في الملعب الأولمبي ببرلين، جاره المنتخب الهولندي الذي كان يعيش أفضل أيامه حينها، ويلعب بالأسلوب المعروف ب"الكرة الشاملة" بقيادة نجمه وأسطورته يوهان كرويف.

عنوان تفوق وهيمنة المنتخب الألماني في السبعينات، ورغم امتلاكه عددًا من كبار النجوم؛ كان قائد الفريق، القيصر فرانتس بكنباور

المنتخب الألماني، حامل لقب يورو 1972 في بلجيكا، آنذاك، بعد الفوز على الاتحاد السوفياتي في المباراة النهائية، والذي كان يضم عددأ كبيراً من لاعبي فريق بايرن ميونيخ، المتوج بدوري أبطال أوروبا أعوام 1972 و1973 و1974؛ كان مُطالباً أمام جماهيره بتحقيق نجمته الثانية.

اقرأ/ي أيضًا: قصة كأس العالم 1974.. ألمانيا الغربية تظفر بالكأس الجديدة

عنوان التفوق والهيمنة الألمانية في تلك الفترة، وبرغم امتلاك عديد النجوم كغيرد مولر وبيرتي فوغتس وغيرهم؛ كان قائد الفريق القيصر فرانتس بكنباور.

في سن 29 إذًا، كان الكابتن الذي رفع كأس الأذنين ثلاث مرات مع ناديه، وبطل اليورو، على موعد مع تحقيق حلم كل لاعب كرة قدم، والتتويج بالكأس الأغلى. تقدمت هولندا بهدف مبكر لكرويف، فأصيب الألمان بالخوف، لكن قائد خط الدفاع ظهر في الوقت المناسب، أطبق مع زملائه الخناق على كرويف، ونجحوا في تسجيل هدفين، وتوّجوا باللقب.

بدأ فرانتس بكنباور مسيرته كلاعب خط وسط، ثم لعب بعض المباريات في قلب الدفاع لسد حاجات النادي أو المنتخب، واستقر بعدها في المركز الذي ارتبط به لاحقاً بعدما شغله بأفضل طريقة ممكنة، فبات مدرسة في هذا المجال يتعلم منه الناشئة، وهو مركز "الليبيرو" ومعناها "الحر" وهي مشتقة من كلمة "ليبيرتي - Liberty".

قاد بكنباور منتخب بلاده للفوز بمونديال 1974
قاد بكنباور منتخب بلاده للفوز بمونديال 1974

والليبرو هو قلب الدفاع الثالث في خطة "3-5-2". ويتمتع بحرية في اللعب، ويغطي هفوات زميليه، كما يقوم ببناء الهجمة في الحالة الهجومية. لم يعد يستخدم هذا المركز كثيراً في الكرة الحديثة، وبات معظم المدربين يعتمدون على أربعة مدافعين على نفس الخط، مع نصب مصيدة التسلل.

بعد تحقيق كل ما يمكن تحقيقه مع النادي ومع المنتخب، وبعد التتويج على المستوى الفردي بجائزة أفضل لاعب في أوروبا مرتين، انتقل إلى بلاد العم سام ولعب لفريق نيويورك كوسموس، وفاز معهم ببطولة دوري شمال أمريكا ثلاث مرات.

اعتزل فرانتس بكنباور اللعب في عام 1983. لم يضيع ساعةً واحدة، وانتقل مباشرة إلى عالم التدريب. قاد منتخب بلاده إلى نهائي مونديال 1986 الذي خسروه ضد الأرجنتين ونجمهم مارادونا. انتظرت كتيبة فرانتس بكنباور أربع سنوات لتعود وتنتقم من الأرجنتين في نهائي مونديال 1990 في الملعب الأولمبي بروما، وليصبح القيصر أول من يتوّج بالمونديال بصفته قائد فريق ومدربًا.

ترك القيصر فرانتس بكنباور المنتخب الألماني بعد أن قاده إلى المجد، وانتقل لتدريب مارسيليا الفرنسي في تجربة قصيرة امتدت لأقل من عام، قبل أن يعود إلى بيته الأول ويستلم دفة تدريب الفريق البافاري، ففاز معهم ببطولة الدوري 1994، وبلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1996. ترك فرانتس بكنباور تدريب الفريق البافاري في العام 1996 واستلم مباشرة رئاسة النادي. في العام 1998 عيّن فرانتس بكنباور نائباً لرئيس الاتحاد الألماني.

عندما أخذ الألمان القرار باستضافة مونديال، لم يجدوا أفضل من القيصر فرانتس بكنباور ليكون مسؤولاً عن الملف. واجه الألمان منافسة شديدة مع الإنكليز الذين قدّموا ملفاً متكاملاً ومتماسكاً، لكن خبرة فرانتس بكنباور وفريق عمله نجحت في إقناع القيمين باختيار الملف الألماني.

كان بكنباور ناجحًا في التدريب كما كان ناجحًا كلاعب
كان فرانتس بكنباور ناجحًا في التدريب كما كان ناجحًا كلاعب

استضافت ألمانيا دورة 2006 وكانت على مستوى التطلعات، وقدمت للعالم واحدة من أفضل النسخ على المستوى التنظيمي، الأمر الذي أضيف إلى نجاحات القيصر.

وفي عام 1998 اختير فرانتس بكنباور في التشكيلة المثالية لفريق القرن العشرين. وفي عام 2002 اختير ضمن التشكيلة المثالية لكأس العالم التاريخية، كما اختير في لائحة أعظم 100 لاعب في التاريخ.

لعب القيصر فرانتس بكنباور أكثر من 100 مباراة مع المنتخب الألماني سجل خلالها 14 هدفاً، وهو رقم ممتاز بالنسبة لمدافع، كما سجل 64 هدفاً بقميص بايرن ميونخ و17 هدفاً مع نيويورك كوس موس.

اُختير بكنباور ضمن التشكيلة المثالية لفريق القرن الـ20 وفي التشكيلة المثالية لكأس العالم التاريخية، وفي لائحة أعظم 100 لاعب في التاريخ

دخل فرانتس بكنباور هذه الأيام عامه الـ73، وقد استطاع أن يصبح أيقونة كروية في ألمانيا والعالم. وربما لم ينجح أي رياضي في جمع المجد من أطرافه كما فعل بكنباور؛ داخل الملعب وعلى خطه، وفي المكاتب، ليستحق تماماً اللقب الذي أطلق عليه، " القيصر".

 

اقرأ/ي أيضًا:

لماذا لن أشجع منتخب ألمانيا في المونديال؟

ألعاب الصحافة في كرة القدم.. التقرير الذي حرم هولندا مرتين من كأس العالم!